-

نبذة عن رمسيس الثالث

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

اسمه رمسيس الثالث أو رعمسيس الثالث، وهو الملك الثاني من ملوك الأسرة العشرين في مملكة مصر القديمة، أبوه هو الحاكم ست ناختي، مؤسس الأسرة العشرين من الدولة الحديثة في مصر القديمة، وأمه هي الملكة المصرية غير الحاكمة تي مرن إسي.


تُقدّر سنة ولادته في المدينة المصرية القديمة طيبة (مدينة الصولجان) في العام 1217 ق.م، ووصِف بالفرعون المحارِب بسبب استراتيجياته العسكرية والحربية، واعتُبر آخر ملوك مصر العظماء، لأنه استطاع أن يحمي مصر من غزو شعوب البحر، الذين تسببوا في تدمير الحضارات والإمبراطوريات الأخرى المجاورة، وقد حكم مدة 31 عامًا.


يعتقد المؤرخون بأن الملك رمسيس الثالث قد حكم ما يُقارب 31 سنة، في الفترة الزمنية من آذار (مارس) عام 1186 ق.م إلى نيسان (أبريل) عام 1155 ق.م، فقد تولى الحكم بعد أبيه الملك ست ناختي، وقد عانت مصر في فترة بداية حكمه انحطاطًا اقتصاديًا وفقرًا وجوعًا، فعمل رمسيس الثالث على تحسين الاقتصاد.


كما أنه اهتم بتطهير بلاده وحماية منطقة الدلتا من الغزوات الخارجية، وهدف لتوحيد البلاد، وعمل على إصلاح أمر العبادة، وإعادة الهيبة والنفوذ للكهنة، فأغدقهم رمسيس الثالث بالهدايا الثمينة، ووزعها على كل معابد البلاد، وأمر بعمل إحصاء شامل لها ولكل آلهة مصر.


السياسات في فترة حكم رمسيس الثالث

كأي دولة أخرى، انقسمت السياسات عامة في مصر إلى سياسات داخلية وسياسات أخرى خارجية:


السياسة الداخلية

كان يهدف الملك رمسيس الثالث إلى وضع حد للفوضى العارمة في البلاد بعد وفاة والده الملك الفرعوني ست ناختي، فاهتم بإعادة تنظيم الإدارة، وتوقيع اتفاقيات السلام مع الحلفاء، وإعادة العبادة على الطريق الصحيح، والتخلص من الفساد الذي كان يفكك البلاد.


ومن أجل تحقيق أهدافه، أجرى تقسيمًا إداريًا؛ كالآتي: طبقة تضم مسؤولي البلاط الملكي، وطبقة تضم مسؤولي المحافظات المصرية، وطبقة العسكريين والعمال، وقد أدت إصلاحاته إلى تحسن الوضع الاقتصادي بشكل ملموس في مدة قصيرة، وكان تحسن الاقتصاد في خطته يعتمد أساسًا على فرض الضرائب على المنتجات الثمينة، التي تلقى رواجًا كبيرًا في المجتمع.


السياسة الخارجية

أراد رمسيس الثالث أن يستعيد السيطرة المصرية في السياسية الخارجية كما كان في الماضي، فحينها كانت منطقة آسيا تعيش موقفًا معقدًا مع مصر، وكان هذا يتطلب منه ردًا قويًا صارمًا وحازمًا، وكان على حذر من أي غزاة محتملين، وفي خلال السنوات الأولى من حكمه، هاجر إلى منطقة الدلتا الكثير من المهاجرين الباحثين عن الرزق والأمان.


وكان رمسيس الثالث يواجه مجموعتين من الشعوب المهاجرة الهندية والأوروبية الذين توجهوا إلى الدلتا، وفي العام الثامن من حكمه، ذهب إلى آسيا لمواجهة شعوب البحر والقضاء عليهم، وبعد انتصاره عليهم توجه إلى الإمبراطورية الحيثية ليقاتلهم أيضًا وينتصر عليهم.


استعاد رمسيس الثالث سيطرته على المناطق الآسيوية، واسترد سوريا جزئيًا، ومناطق شمال الفرات، إلا أنه بعد عدة أعوام فَقد أرض كنعان إلى الأبد، كذلك كانت الحدود الليبية خطرة على مصر بسبب تنظيم السكان الليبيين الرُحّل الذين يعيشون في تلك المنطقة.


وفي السنة الحادية عشر من حكمه، حرص الجيش الليبي على الاستقرار في مصر، وتوجهوا إلى ممفيس، وبالقرب منها وقعت معركة بينهم وبين جيش رمسيس الثالث، وانتصر فيها الفرعون، وكانت أعداد الأسرى كبيرة، وقُدم الأسرى عبيدًا لمصر، ثم ذهب رمسيس تجاه ليبيا واستغل التمرد الحاصل فيها، ليحاربهم ويحصل على المزيد من الأسرى.


الإنشاءات في فترة حكم رمسيس الثالث

من أبرز الإنشاءات في فترة حكم رمسيس الثالث ما يأتي:

  • مُلحقات لمعبد الأقصر.
  • مُلحقات لمعبد الكرنك.
  • المعبد الجنائزي أو معبد رمسيس الثالث أو معبد هابو.
  • معبد الرمسيوم.
  • معبد الإله نوت.
  • معبد الإله خونسو.
  • قصر الهابو (قصر المليون سنة).
  • المجمع الإداري في مدينة هابو.


المعارك فترة حكم رمسيس الثالث

معركة الدلتا وهي أول معركة بحرية في التاريخ، انتصر فيها المصريون عام 1175 ق.م على شعوب البحر الأبيض المتوسط، بالقرب من سواحل الدلتا الشرقية، وكان رمسيس قد احتاط لحماية مصب النيل من الغزاة الذين أرادوا أن يغزوا مصر برًا وبحرًا، وقد صدتهم قوات الأسطول البحري.


والأسطول عبارة عن سفن ومراكب شراعية، صُنعت محليًا من خشب الأرز، وكانت مهماتها تتمثّل في التصدي لأي خطر بحري خارجي، والقضاء على أي ثورة أو غزوة ضد الدولة، إضافة إلى حماية الحدود البحّرية وفرض الهيمنة على السواحل المصرية.


هو أكبر المعابد الجنائزية، بُني تخليدًا لذكرى رمسيس الثالث، كانت تقام فيه طقوس العبادة للإله آمون، أطلق عليه المصريون القدماء اسم "حت غنمت حح"، وتعني المعبد المتحد مع الأبدية، ويتميز بمدخله العظيم المحاط ببرجين، وبنقوشه الجميلة، واتصافه بالصبغة الحربية، تأثرًا بالمعارك التي خاضها الملك رمسيس الثالث.


ويقع معبد رمسيس الثالث جنوب جبانة طيبة على الضفة الغربية للنيل بمنطقة البعيرات، وتبلغ أبعاده 320 مترًا طوليًا، و200 متر عرضيًا، وهو المعبد الوحيد الذي تم بناء تحصينًا له، فقد بني للمعبد سورين، أحدهما خارجي، والآخر داخلي.


توسّطت إحدى نسائه، الملكة تي، التي لم تكن له زوجة رسمية، في أن يكون الملك لابنها بنتاور، فأقنعت ابنها بتدبير مؤامرة لقتل والده، حتى يخلو له عرش الكنانة، وساعده على ذلك نفر قليل، وسميت هذه المؤامرة بـ"مؤامرة الحريم"، وبعد إجراء العلماء للفحص بالأشعة المقطعية، وجدوا أنه قد تم اغتياله عن طريق قطع حلقه.


ولم يستطع الملك البقاء على قيد الحياة لأن الجرح كان كبيرًا بما يكفي لجعله يموت في غضون بضع دقائق، ولا أحد يعرف حتى الآن ما حدث للملكة تي، في حين أن العلماء يعتقدون أن ابنها بنتاور أجبر على الانتحار هو والمعتدين الآخرين.


توفي عام 1186 ق.م، عن عمر يناهز 63 عامًا، ومقبرته (المقبرة 11)، هي إحدى أكبر مقابر وادي الملوك في مصر الفرعونية، وفي عام 2012م، أعلن الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية رسميًا عن حقيقة مومياء رمسيس الثالث، وأكد أنه قُتل بسكين حاد، تسبب في جرح قطعي في رقبته، وأن القاتل فاجأه من الخلف، إضافة إلى قطع إصبع قدمه بفأس، مما يوحي بأنه قد تعرض للهجوم من عدة أشخاص.


في عام 1885م، وجد أحد فلاحي مصر البسطاء 70 بردية، كانت مدفونة تحت دير المدينة إيزيس وحتحور، وعرضها على تاجر إنجليزي اسمه جورج هاريس في مدينة الأقصر، إلا أن هاريس حينها لم يملك المال الكافي لشراء جميع البرديات، لذا قرر في النهاية شراء البردية الأكبر والتي بلغ طولها 45 مترًا، وكانت هي البردية الوحيدة التي تحتوي رسومات إضافة إلى الكتابة.


وعرضها هاريس على المتحف البريطاني، وحين تُرجمت البردية، وُجد أن من أمر بكتابتها هو رمسيس الرابع، ابن رمسيس الثالث وخليفته المختار، وهي تؤرخ عطايا هذا الملك الهائلة من الأراضي، والتماثيل الذهبية، والمنشآت الهائلة لمختلف معابد مصر، إضافة إلى يوميات القصر الملكي في عصر رمسيس الثالث.


رمسيس الثالث هو ملك من ملوك الأسرة العشرين، خاض حروبًا ضارية وانتصر فيها كلّها، وأجرى إصلاحًا اقتصاديًا، وكان محاربًا قويًا وعظيمًا، فقد هزم الليبيين وحلفاءهم من شعوب البحر المتوسط، وأخذ منهم مئات الآلاف من الأسرى؛ ليصبحوا عبيدًا في معابد مصر، كما أنه خاض أول معركة حربية في التاريخ ضد شعوب البحر، وأوقف زحفهم لمصر، وقد حكم مدة تقارب 31 سنة، إلى أن طمعت إحدى نسائه في عرشه، فخططت لقتله، في سبيل تنصيب ابنهما فرعونًا بدل أبيه.


ووجد أن هذه المؤامرة مسجلة على ورق البردي الموجود في متحف تورينو، إذ يُعرف هذا الحدث باسم "مؤامرة الحريم"، وقد أُغتيل عن طريق قطع رقبته بأداة حادّة، ولم يستطع البقاء على قيد الحياة، لأن الجرح كان عميقًا بما يكفي لجعله يموت على الفور، ويعتقد العلماء أن عدة أشخاص تعاونوا على قتله بأسلحة مختلفة، وورث الحكم من بعده ابنه رمسيس الرابع، بينما انقطعت أخبار ابنه بنتاور وامرأته الملكة تي، وهما المتهمان الأساسّيان المتورّطان في مؤامرة قتل رمسيس الثالث.