-

إبراهام لينكولن

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يُعدّ أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تولّى الرئاسة عام 1861م، وهو من أصدر إعلان التحرير الذي حرّر العبيد داخل الكونفدرالية عام 1863م، ويُعدّ أبراهام لينكولن واحداً من أبطال أمريكا؛ وذلك بسبب دوره في المحافظة على الاتحاد الكونفدرالي خلالالحرب الأهلية الأمريكية وتحرير العبيد.

وُلد أبراهام لينكولن في 12 من شهر شباط عام 1809م في مقاطعة هاردن في كنتاكي، ووالده هو توماس لينكولن الذي كان رائداً، ونال احترام المجتمع، وأمّه نانسي هانكس لينكولن التي توفيّت وهو في التاسعة من عمره؛ ممّا أثّر عليه سلباً، وتزوّج والده بعد سنة من وفاتها من سارة بوش جونستون وهي أرملة لديها ثلاثة أطفال، وقد تعلّق بها أبراهام بسرعة.

وفي عام 1817م أُجبرت العائلة على ترك مسقط رأسها؛ وذلك بسبب نزاع على الأرض، والتوجّه للعيش في أرض عامّة قبل أن يتمكّن توماس لينكولن من شراء أرض أخرى، وفي عام 1830م هاجرت العائلة مرّةً أخرى إلى مقاطعة ماكون في ولاية إلينوي.

شجعت سارة بوش جونستون (زوجة أبيه) أبراهام على قراءة الكتب، فقد كان يمشي لأميال عديدة لاستعارة الكتب، وقد كانت المصدر الرئيسي لرغبته تلك، ومن الجدير بالذكر أن والديه كانا أميين، ولم يتلقَ سوى القليل من التعليم الرسمي في حياته، إذ لم يكمل أكثر من عام في المدرسة، فقد صرح بأن المحيط الذي كان يعيش فيه في صغره لم يكن يساعد على إثارة اهتمامه بالتعليم، إلا أن قراءته للكثير من الكتب جعلت منه شخصًا مثقفًا.

ترك أبراهام منزل والديه عند بلوغه 22 عاماً، وعاش وحده، وعمل في الأعمال اليدوية، ثمّ هاجر إلى بلدة صغيرة في بلدة نيو سالم في ولاية إلينوي، وعمل هناك في العديد من المجالات على مرّ السنين، فكان صاحب متجر، ومدير مكتب بريد، وفي النهاية أصبح صاحب متجر عام، وكان لينكولن يتمتّع بمهارات اجتماعية ساهمت في زيادة شعبيّته عند السكّان المحليين، وعند اندلاع حرب بلاك هوك عام 1832م بين الأمريكيين الأصليين والولايات المتّحدة، اختاره المتطوّعون في المنطقة قائداً لهم.

تزوّج لينكولن في 4 من تشرين الثاني عام 1842م من ماري تود، وهي امرأة مثقّفة من عائلة متميّزة، وكانت تتمتّع بروح مرحة، حيث التقى بها في وظيفة اجتماعية، وله منها أربعة أطفال عاش منهم طفل واحد فقط حتّى سنّ البلوغ، وهو روبرت تود، إذ كان ابنه إدوارد بيكر يبلغ من العمر 4 سنوات تقريبًا عند توفي، بينما توفي ابنه ويليام عن عمر يناهز 11 عامًا، وتوماس الذي توفي في سن صغيرة.

وفيما يأتي أبرز المحطات من حياة أبراهام لينكولن السياسية:

دخول لينكولن السياسة

فاز لينكولن في انتخابات مجلس النواب الأمريكي في عام 1846م، وبصفته عضوًا في الكونغرس، لم يكن يحظى بشعبية لدى العديد من الناخبين في ولاية إلينوي؛ بسبب موقفه القوي ضد الحرب المكسيكية الأمريكية، ولم يسع بعد ذلك لإعادة انتخابه، إلا أن الأحداث اللاحقة دفعته إلى الحياة السياسية مرة أخرى، فمع انهيار الحزب اليميني، انضم لينكولن إلى الحزب الجمهوري الجديد، فترشح في عام 1856م لمجلس الشيوخ من جديد، فخسر فيها، إلا أن مناظراته مع دوغلاس زادت من شهرته الشعبية في ذلك الوقت.

انتخاب أبراهام لينكولن للرئاسة

نظّم الناشطون السياسيون في ولاية إلينوي عام 1860م حملةً لدعم أبراهام لينكولن للرئاسة، وفي الـ 18 من أيار وخلال المؤتمر القومي للحزب الجمهوري في شيكاغو تفوّق لينكولن على المُرشّحين الآخرين، حيث كان سبب ترشّحه للرئاسة نظرته حول العبودية، ودعمه لتحسين البُنية التحتية الوطنية، وحماية التعرفات الجمركية، وفي الانتخابات العامّة حصل لينكولن على 40٪ من الأصوات الشعبية، وحصل على 180 صوتاً من أصل 303 صوت انتخابي.

وبعد انتخابه للرئاسة عام 1860م اختار لينكولن حكومةً قويةً تتكوّن من العديد من خصومه السياسيين، ومن ضمنهم؛ ويليام سيوارد، وسالمون بي تشايس.

أبراهام لينكولن والحرب الأهلية

بعد تنصيب أبراهام لينكولن ليكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، انفصلت 7 ولايات عن الاتحاد، وشكلت الولايات الكونفدرالية الأمريكية، مما أدى إلى اشتعال حرب أهلية بين تلك الولايات وولايات الاتحاد، فأثبت خلالها لينكولن قدرته على وضع استراتيجيات وتكتيكات الحرب في السنوات الأولى من تلك الحرب، بالرغم من خبرته القصيرة بالحروب أمام منافسيه.

إصدار لينكولن إعلان تحرير العبيد

أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد الذي دخل حيز التنفيذ في 1 كانون الثاني من عام 1863م، وحرر به جميع المستعبدين في الولايات المتمردة غير الخاضعة للسيطرة الفيدرالية، لكنه ترك أولئك الموجودين في الولايات الحدودية (الموالية للاتحاد) في العبودية، وقد اعتبر هذا الإعلان من أعظم إنجازاته، وقد حقق انتصارات عدة في الحرب قلبت موازينها رأسًا على عقب.

فوز لينكولن في الانتخابات الرئاسية عام 1864م

واجه أبراهام لينكولن منافسًا شرسًا في الانتخابات الرئاسية التالية وهو المرشح الديمقراطي؛ الجنرال السابق للاتحاد جورج ماكليلان، إلا أن انتصاراته في الحرب الأهلية والخطابات التي ألقاها زادت من شعبيته في الاتحاد، وساهمت في فوزه بتلك الانتخابات.

تمّ اغتيال أبراهام لينكولن في 14 من شهر نيسان عام 1865م في مسرح فورد في العاصمة واشنطن، ودخل في غيبوبة لمدّة 9 ساعات، وتوفّي في صباح اليوم التالي، وفي 21 نيسان، حُمل نعشه في قطار من واشنطن إلى مدينة سبرينغفيلد في ولاية إلينوي التي دفن فيها في 4 أيار، وقد جعله اغتياله شهيدًا وطنيًا، إذ يتم الاحتفال به في يوم الرؤساء الأمريكيين إلى جانب جورج واشنطن في الثالث من شهر شباط من كل عام.