-

أبو سليمان الخطابي (فقيه شافعي)

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

هو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب الخَطَّابي، وهو من نسل الصحابي زيد بن الخطّاب، الأخ الأكبر لعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما.

وُلد في مدينة بُسْت، في أفغانستان، سنة 319 للهجرة، نشأ في أسرة مسلمة، درس الفقه الشافعي، وهو مُحدِّث وفقيه وإمام شافعيُّ المذهب.

وأخذ الحديث عن الشيخ ابن الأعرابي وغيره، وكان كثير السفر، يتحمل المشقة في سبيل العلم، ولهذا درس عن شيوخ (معلمين أو علماء) كثيرين، فدرس الأدب والحديث والفقه.

وكان الخطابي شديد الحرص على كسب المال الحلال، فكان تاجرًا صدوقًا، ينفق مما آتاه الله، وقد كان على درجة من الخلق والعلم، فكان عالمًا باللغة العربية والنحو والشعر والفقه والحديث، وقد كان شاعرًا، فشهد بفضله شعر الشعراء، إذ قاموا بمدحه في شعرهم، ورثَوه.

كان هدف الخطّابي من السفر طلب العلم، فكان يقطع مسافات طويلةً ليسمع الحديث، وقد رحل إلى نيسابور، وظلّ مُقيمًا بها أعوامًا، ولكنه نفع أهلها بعلمه، وسافر إلى العراق، وخراسان، والحجاز وزار مكة المكرّمة.

أخذ الخطابي الحديث عن ابن الأعرابي، وابن الصفار وأبي العباس الأصم (محمد بن يعقوب النيسابوري)، وقد كان له شيوخ آخرون تعلم على يدهم سائر ما تعلمه منهم: شيخ الصوفية جعفر الخُلدي، وابن داسه، مكرم القاضي، وأبو علي الصفار.

ومن الجدير بالذكر، أنّ أبا سليمان الخطابي -حسب بعض الروايات- قد تأثر بأحد شيوخه، وأقواله، فاتجه إلى الصوفية في آخر عمره، ومال إلى العزلة.

أخذ الكثير من طُلاب العلمِ علمهم عن الإمام أبي سليمان، منهم: أبو حامد الإسفراييني، وأبو أحمد الحاكم.

لأبي سليمان الخطابي- رحمه الله - مؤلّفات عديدة:

  • معالِم السُّنَن.
  • شأن الدعاء.
  • العزلة.
  • أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري.
  • رسالة في إعجاز القرآن.
  • كتاب الجهاد "مخطوط".
  • إصلاح غلط المُحَدِّثين.
  • الغُنْيَة عن الكلام وأهله.

وصفه ابن الجوزي -رحمه الله- بغزارة العلم وحسن الفهم، وقال: كان عالمًا بالنحو ولغة العرب، والفقه.

توفي أبو سليمان الخطابي - رحمه الله- في شهر ربيع الآخر، عام 388 للهجرة، في مسقَط رأسه مدينة بُست.