-

اضطراب الشخصية التجنبية - أعراض و علاج

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تختلف أنماط التفكير بيننا كبشر تبعا لاختلاف البيئة التي نشأنا بها، لذلك يمكن القول أن المسؤول الأول وليس الوحيد عن تشيكل نمط التفكير لدينا هو العائلة أي المحيط الذي نشأنا به. التربية هي المسؤولة عن إنشاء إنسان ذو شخصية تجنبية أم شخصية اجتماعية. ندرك بأن هناك طبيعة بشرية لكل منا، بمعنى يوجد أشخاص بطبيعتهم يتجنبون التفاعل مع محيطهم ولكن على أن تمارس هذه الطبيعة ضمن المعقول ولا تتحول لسلوك دائم يعيق سير حياتهم اليومية. تبعا لذلك نتناول في هذا المقال التعريف بأصحاب اضطراب الشخصية التجنبية، أعراض الشخصية الاجتنابية وكيفية علاج هذه الاعراض.
محمد الفاتح سلطان الفتوحات الحلقة 16

ما هو اضطراب الشخصية التجنبية؟

نمط من اضطراب الشخصية يغلب عليه الشعور بالوحدة واجتناب العلاقات الاجتماعية والاندماج مع الآخرين. على الرغم من ضرورة أن يكون لديه علاقات لكنه يفكر بأنه لابد وسيفشل فيها، أو أن الآخرين سوف يتركونه أو يضرونه لذلك يجد أن الحل الأفضل أن يتجنبهم. مع العلم أنه إذا كان أحد الزوجين مصاباً بهذا الاضطراب من المؤكد أن شريكه سيعاني من جفاف عاطفي شديد.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

  • الحساسية الشديدة تجاه النبذ أو النقد.
  • نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي. ومهارات إثبات الذات مع الميل إلى المسالمة وتحاشي الخلافات والمواجهات مع الآخرين؛ خوفاً منهم لا لدافع ديني أو خلقي. فشعاره قول القائل: من سالم الناس يسلم من غوائلهم وعاش وهو قرير العين جذلان.
  • يتجنب صاحب اضطراب الشخصية التجنبية الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس. خوفاً من الانتقادات، وهرباً من الإحراجات المتوقعة (الارتباك – الخجل..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة (مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه يخالطهم.
  • يشعر صاحب اضطراب الشخصية التجنبية من الانزعاج الشديد والحساسية المفرطة. من انتقادات الناس وملحوظاتهم، والمبالغة في استقبالها وتفسيرها بأنها تدل على الازدراء والسخرية أو الرفض والكره والبغض.
  • تجنب التواصل الجسدي لأنه قد يرتبط بمحفزات غير سارة ومؤلمة.
  • الشعور بالعجز وعدم الكفاءة. لذلك يؤجل أعماله كثيراً حتى تتراكم وفعلاً يعجز عن القيام بها، وحينها يزداد عنده هذا الشعور وهكذا دواليك يدور في هذه الدوامة.
  • انخفاض شديد في تقدير الذات.
  • عدم الثقة في ولاء الآخرين له. والشك فيهم وترصد الوقت او الموقف الذي سوف يضروه والذي يؤدي بالتالي الى تحقق نبوءته والتضرر الفعلي منهم.
  • الابتعاد العاطفي والخوف من الحميمية والمودة. لذلك قد يكون صاحب اضطراب الشخصية التجنبية العديد من العلاقات العابرة ولكن يتجنب علاقة عميقة مع زوجته. وكذلك إذا كانت الزوجة مصابة بهذا الاضطراب.
  • التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تتطلب تفاعلاً مع الآخرين، ولا سيما تلك الأعمال التي تتطلب شيئا من المواجهة والحزم والتفاوض. فشعاره قول القائل: كن عن جميع الناس في معزل قد يسلم المعزول في عزلته
  • التصور الذاتي بالوحدة، بالرغم من أن الآخرين يجدون العلاقة مع أصحاب اضطراب الشخصية التجنبية ذات معنى.
  • قد يقترن مع هذا اضطراب الشخصية التجنبية رهاب الأماكن العامة.
  • ما هو علاج اضطراب الشخصية التجنبية؟

    يعد العلاج السلوكي المعرفي هو العلاج الأكثر نجاعة والمعتمد في معالجة اضطراب الشخصية التجنبية والذي يعتمد بشكل أساسي على تمكين المريض من مواجهة مخاوفه تجاه الآخرين، ذلك عن طريق إدماج المريض في المجتمع من خلال تعزيز مهارات الاتصال والتواصل مع الآخر، والعمل على دفع المريض لتكوين علاقات اجتماعية بشكل تدريجي.

    من المهم التأكيد على أن التوجه للعلاج الدوائي لن يحقق فعالية كبيرة وذلك لتركيزه على علاج أعراض المرض المتمحورة حول مزاج المريض، وليس أساس المرض بحد ذاته لذلك يفضل الاعتماد على العلاج السلوكي الذي يركز على تعزيز مهارات المريض الاجتماعية.

    إذا كان لدينا من أصدقائنا أو أهلنا أشخاص مصابون باضطراب الشخصية التجنبية علينا أن ندرك أن انتقاد سلوكياتهم الانعزالية والتجنبية وانتقاد نمط حياتهم لن يجدي نفعا في تعافيهم أو في جعلهم أشخاص اجتماعيين، بل على العكس من الممكن أن يكون لديهم رد فعل معاكس ما يجعلهم تجنبيين أكثر.

    الكثير من أصحاب اضطراب الشخصية التجنبية يجدون أن الاضطراب هو جزء من طبيعتهم وشخصيتهم، ولا يدركون أنها تشكل عائق أو مشكلة لديهم. لذلك كل ما عليكم فعله هو محاولة إدماجهم في علاقات اجتماعية صحية، تعزيز مهارات التواصل لديهم، تقوية ثقتهم بأنفسهم، وإفهامهم أن الآخر إنسان مثلهم مهما انتقدهم هو أيضا لديه جوانب ضعف في شخصيته.