-

اضطراب ثنائي القطب - اعراض وعلاج وعلاقته بالفصام

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

من الطبيعي أن يتعرض الإنسان لتقلبات مزاجية نتيجة ما يواجه من مشاكل وعوائق في يومه، لا تكمن المشكلة في هذا النوع من التغير المزاجي كلما كان مرهونا بظرف معين، وتنتهي التقلبات المزاجية بانتهاء الظرف. بل تثور المشكلة عندما يصبح الإنسان وعمله مرهون بهذه التقلبات المزاجية، أي عندما تصبح عائقا أمام أدائه لوظائفه ومهامه اليومية، ليصبح نشاطه وتركيزه وقدرته على التفكير متوقفة على طبيعة الخالة المزاجية التي هو عليها. وهذا ما نطلق عليه اضطراب ثنائي القطب ونظرا لأهميته تطرح لكم حاكيني هذا المقال لتعريفكم باضطراب ثنائي القطب من حيث: التعريف باضطراب ثنائي القطب، أنواعه، وأسبابه. والإجابة على أسئلة مفصلية تتعلق به ويحتمل طرحها، مثل: كيف اعرف أني أعاني باضطراب ثنائي القطب؟ ما الفرق ما بين اضطراب ثنائي القطب والانفصام؟ هل يمكن الشفاء من مرض اضطراب ثنائي القطب؟

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

يعرف اضطراب ثنائي القطب باسم الاكتئاب الهوسي، وهو عبارة عن حالة صحية عقلية مزمنة تتسبب في تقلبات مزاجية وشعورية تتضمن ارتفاع في وتيرة التقلبات المزاجية لتتضمن الهوس أو الهوس الخفيف والتي تجعلك تشعر بالابتهاج، الامتلاء بالطاقة، أو سرعة الغضب على نحو غير معتاد. الانخفاض في ذات الوتيرة لتتضمن الاكتئاب الذي يدفعك للشعور بالحزن، اليأس، وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة. قد تحدث هذه التقلبات المزاجية بشكل نادر، ولكن قد نجد في ذات الوقت من يعاني من الأعراض الانفعالية في معظم الأوقات. ما يترتب على ذلك تأثير هذه التقلبات المزاجية والشعورية على النوم، والطاقة، والنشاط، والقدرة على اتخاذ القرارات، والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح.

أن يشكل اضطراب ثنائي القطب حالة مرضية مزمنة هذا لا يعني أنه لا يمكنك السيطرة على التقلبات المزاجية، وغيرها من الأعراض التي ترافقه. بل من اليسير أن يحدث ذلك من خلال اتباع الخطط العلاجية اللازمة لذلك، والتي سيتم توضيحها فيما بعد. وغالبا ما تتضمن هذه الخطط العلاج بالأدوية والاستشارات النفسية (العلاج النفسي).

أنواع اضطراب ثنائي القطب

هناك عدة أنواع من الاضطرابات ثنائية القطب ويرتبط بها عدد من الاضطرابات النفسية الأخرى. وقد تشمل الإصابة بالهوس، الهوس الخفيف، والاكتئاب. تعد الأعراض من المسببات الرئيسية لحدوث تغيرات مفاجئة في الحالة المزاجية والشعورية، مما يؤدي إلى الشعور الدائم بصعوبة الحياة.

1. اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

هو أن تصاب بنوبة هوس واحدة على الأقل وقد تسبقها أو تليها نوبات الهوس الخفيف أو نوبات اكتئاب عظمى، في بعض الحالات. وهذا كفيل أن يحقق لك الإصابة بالهوس الانفصال عن الواقع وما يترتب عليه إصابتك بأمراض ذهانية.

2. اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

هو أن تكون تصاب بنوبة اكتئاب عظمى واحدة على الأقل ونوبة هوس خفيف واحدة على الأقل.

3. اضطراب دوروية المزاج

هو أن تصاب بنوبات عديدة من الهوس الخفيف على مدار ما يقارب العامين على الأقل، إلى عام واحد عند الأطفال والمراهقين. أو نوبات من أعراض الاكتئاب والذي تكون درجته أقل شدة من الاكتئاب الحاد.

4. اضطراب ثنائي القطب مرتبط باضطرابات أخرى

مثال ذلك الإصابة بالاضطرابات ثنائية القطب وما يرتبط بها من اضطرابات ناجمة عن تعاطي بعض المخدرات أو تناول الكحول أو جراء الإصابة بحالة طبية، مثل التصلب اللويحي أو السكتة الدماغية.

كيف اعرف أني أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟

بداية لابد من التنويه إلى أن مصابي مرض اضطراب ثنائي القطب، قد يعانون من نوبات مختلطة من الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب في نفس الوقت. كما يعد معدل حدوث هذه النوبات متساوياً ما بين الذكور والإناث، ولكن عادة ما تظهر أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الذكور في سن مبكرة عند مقارنته بالإناث. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الاضطراب ثنائي القطب عند كبار السن تظهر بصورة متكررة وأكثر حدة مقارنة بالشباب.

تختلف أعراض اضطراب ثنائي القطب من شخص لآخر من حيث الطبيعة، الحدة، والتكرار. فبعض الأشخاص أكثر عرضة لنوبات الهوس والبعض الآخر أكثر عرضة لنوبات الاكتئاب، بينما هناك من تتناوب لديهم نوبات الهوس والاكتئاب بالتساوي. كما يعاني بعض المصابين باضطراب ثنائي القطب من تكرار نوبات المرض، وهناك آخرين تحدث النوبات مرات معدودة طيلة حياتهم.

تشمل أعراض مرض الاضطراب ثنائي القطب بناء على أنواعه ما يلي:

1. أعراض اضطراب ثنائي القطب النوع الأول

تتضمن الأعراض التعرض لنوبات هوس تستمر لأسبوع أو أكثر، أو نوبات هوس شديدة تستدعي التدخل الطبي. وقد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من نوبات اكتئاب حادة تستمر مدة أسبوعين أو أكثر. التعرض لنوبة واحدة من الهوس كافياً لتشخيص المريض بأنه مصاب باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول.

2. أعراض اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني

يتضمن هذا النوع التعرض لنوبات من الهوس تعد أقل حدة من النوع الأول تستمر من ثلاث إلى أربعة أيام ويطلق عليها نوبات الهوس الخفيفة. بالإضافة إلى أنها تتضمن نوبات اكتئاب شديدة تستمر مدة أسبوعين قد تسبق نوبة الهوس أو تتبعها.

3. أعراض اضطراب دوروية المزاج

يشبه هذا النوع اضطرابات ثنائي القطب، ويتضمن حدوث نوبات عديدة من الهوس الخفيفة ونوبات اكتئاب، وتستمر هذه النوبات مدة عامين أو أكثر عند حدوثها لدى البالغين، أو مدة عام واحد عند الأطفال والمراهقين.

4. أعراض نوبة الهوس والهوس الخفيف

يشعر الفرد عند الإصابة بالهوس في البداية من الشعور بالراحة وذلك ارتباطات بشعوره بحجم هائل من الطاقة العالية، الحماس، وفرط النشاط والحركة. ولكن هذا الشعور والإنسانية بشكل مبالغ فيه قد يفقد بعض المرضى على أثره القدرة في السيطرة على أنفسهم، ما يدفعهم للتصرف دون تفكير في العواقب.

ما يترتب على ذلك سلوكيات غير مسؤولة مثل إهدار مبالغ كبيرة من المال، القيادة بشكل متهور، أو تعاطي المخدرات والكحوليات. ويترافق مع ذلك شعور المصاب في نوبة الهوس بالغضب، الانفعال بشكل مبالغ فيه، وتصبح العدائية نهج يتبعه في حل مشاكله. تجدر الإشارة إلى أن أعراض الهوس الخفيف تظهر في صورة أقل حدة من نوبات الهوس، ولا يصاحبها هلاوس وأوهام.

كما تتضمن أعراض اضطراب ثنائي القطب المرتبطة بالهوس ما يلي:

  • الثقة الزائدة في النفس، والمبالغة في تقدير الذات، والشعور بالعظمة والقوة.
  • الشعور بالسعادة وطاقة عالية لا حدود لها.
  • الإحساس بالقوة واستطاعة فعل أي شيء.
  • القيام بالعديد من الأنشطة في وقت واحد.
  • التحدث أكثر من المعتاد بسرعة وبصوت عال والانتقال من موضوع لآخر.
  • تضارب الأفكار وتشتت الانتباه بسهولة.
  • قلة الحاجة إلى النوم.
  • زيادة الرغبة الجنسية.
  • أوهام وهلاوس في الحالات الشديدة

5. أعراض نوبة الاكتئاب

يمكن أن تختلف مدة نوبة الاكتئاب وشدتها من مرة لأخرى ومن شخص لآخر، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب في اضطراب ثنائي القطب.

تتضمن أعراض اضطراب ثنائي القطب المرتبطة بنوبة الاكتئاب ما يلي:

  • الشعور بالكآبة والحزن الشديد واليأس.
  • قلة الطاقة وفقدان الاهتمام والشغف.
  • الشعور بالعجز وانعدام القيمة.
  • عدم الثقة بالنفس.
  • الشعور بالذنب.
  • التعب والخمول.
  • صعوبة التركيز والتذكر واتخاذ القرارات.
  • عدم القدرة على الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
  • الأرق أو كثرة النوم.
  • الحساسية للضوضاء، والروائح، وأشياء أخرى.
  • زيادة أو نقصان الشهية، مما يؤدي إلى زيادة أو فقدان الوزن.
  • التفكير في الموت والانتحار في الحالات الشديدة

6. أعراض النوبات المختلطة

تشمل أعراض النوبات المختلطة حدوث أعراض الهوس والاكتئاب في نفس الوقت، حيث يشعر الشخص بالاكتئاب، والتهيج، والقلق، والأرق، والتشتت، وتسارع الأفكار، وينتقل من الشعور بالسعادة إلى الإحباط واليأس، ثم ما يلبث أن يعود إلى الشعور بالنشوة والطاقة.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

لم تعرف حتى الآن الأسباب المباشرة لحدوث اضطراب ثنائي القطب، ولكن هناك عوامل يرجح أن اجتماعها يلعب دوراً في الإصابة به، بالإضافة لوجود مثيرات تحفز بدء ظهور أعراض المرض وازدياد حدتها. تشمل أسباب اضطراب ثنائي القطب ما يلي:

1. العوامل الوراثية

تشير العديد من الدراسات أن الأمراض النفسية شأنها شأن الأمراض الجسدية تنتقل بالوراثة. بمعنى، من الممكن أن تكون معظم الأمراض النفسية أمراض تنتقل بالوراثة أي لوجود تاريخ عائلي لهذا المرض. مثل ذلك، الأمراض الذهانية كالفصام والاكتئاب. صحيح أنه لم يتم الجزم بذلك ولكن هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى وجود جينات مسؤولة عن إحداث الاكتئاب، ووجود إصابة واحدة بالاكتئاب لأحد أفراد العائلة كفيل أن يضاعف من احتمالية الإصابة به لدى البقية.

يعد اضطراب ثنائي القطب حاله حال معظم الأمراض النفسية التي تلعب الوراثة عاملا أساسيا للإصابة إذ يرجح أن هناك جينات يمثل وجودها أحد أسباب الإصابة باضطراب ثنائي القطب. فقد وجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة أي وجود إصابة من أقارب الدرجة الأولى سواء الأب، الابن، شقيق مصاب بثنائي القطب. تتضاعف لديهم احتمالية الإصابة بمعدل عشرة أضعاف تقريباً. كما تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأشخاص يكون لديهم الجينات التي تزيد من خطر الإصابة ولكنهم لا يعانون من اضطراب ثنائي القطب. تتضمن العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب مثلا: إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب، وجود تاريخ عائلي للإصابة بالفصام، حيث أن هناك تداخل جيني بين الإصابة بالفصام وثنائي القطب، إصابة عدد من أفراد الأسرة الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو أي اضطرابات نفسية أخرى، ووجود درجة قرابة بين الشخص وأفراد العائلة المصابين بالاضطرابات النفسية.

ما ذكر سابقا كافيا للتأكيد على أن الإصابة باضطراب ثنائي القطب مرتبطة بالعوامل الجينية، ولكن حتى الآن لم يكتشف جين محدد كمسبب رئيسي للإصابة باضطراب ثنائي القطب، ويرجح أن الإصابة بالاضطراب تعود إلى عدة جينات كل منها له تأثير ضئيل في زيادة احتمالية الإصابة.

2. العوامل الجسدية

يعد الجنس أول عامل بيولوجي له تأثير في الإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني، إذ تعد إصابة النساء أكثر شيوعا من الرجال، بينما تتساوى نسبة الإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول في كلا الجنسين، ولم يعرف حتى الآن سبب ذلك. كما قد تؤثر التغيرات البيولوجية على المخ وربما تكون من أسباب اضطراب ثنائي القطب، تأثير التغير الهرموني بالأخص في الغدة الدرقية على وظائف المخ، ويرتبط الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب باضطراب وظيفة الغدة الدرقية، فغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من خمول الغدة الدرقية.

يعد حدوث تلف في خلايا المخ أو فقدانها من العوامل المساهمة في الإصابة باضطرابات المزاج، بالأخص إذا كان هذا التلف أو الفقدان واقع على الخلايا المرتبطة بالدماغ. بالإضافة لذلك حدوث خلل في عمل الناقلات العصبية والتي تعرف بأنها: مواد كيميائية تساعد خلايا المخ على التواصل وتنظيم الحالة المزاجية، وقد يكون من أسباب مرض ثنائي القطب حدوث اختلال في توازن النواقل العصبية في المخ، وتشمل النورأدرينالين، والسيروتونين، والدوبامين.

يمكن أن يؤدي حدوث اضطراب في النواقل العصبية أو خلل في مستويات ناقل عصبي واحد أو أكثر إلى الإصابة ببعض أعراض اضطراب ثنائي القطب، فقد تعزى نوبات الهوس إلى ارتفاع شديد في مستوى النورأدرينالين، بينما قد ترجع نوبات الاكتئاب إلى انخفاض مستوى النورأدرينالين.

لا تقتصر حدوث الاضطرابات على خلايا الدماغ أو الغدة الدرقية، إنما تشمل أيضا حدوث اضطراب في عمل الخلايا المسؤولة عن الطاقة والتي يطلق عليها الميتوكوندريا. قد تلعب مشاكل الميتوكوندريا دوراً في الاضطرابات العقلية، وربما تكون أحد أسباب اضطراب ثنائي القطب. تعد الميتوكوندريا مركز الطاقة في الخلية؛ لذا قد يؤدي حدوث اضطراب في عمل الميتوكوندريا إلى تغيير أنماط إنتاج الطاقة واستخدامها، وربما يفسر ذلك بعض السلوكيات التي تحدث فيمن يعانون من اضطرابات نفسية.
وتبقى ليلة الحلقة 22

بالعموم، هناك العديد من الدراسات التي نشرت وتؤكد أن النشاط الزائد في أجزاء من خلايا المخ، هذا بدوره سيؤثر على المساعدة في تنسيق الحركة الإدارية. ويتضح ذلك جليا عند إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ يتضح من خلاله طبيعة نشاط الخلايا وإن كان الإنسان مصابا باضطراب ثنائي القطب.

لابد من الإشارة إلى أن العمر أيضا يلعب دورا في الإصابة وتطور الإصابة باضطراب ثنائي القطب إذ عادة ما يتطور الاضطراب ثنائي القطب بين سن 15 إلى 25 عاماً، حيث يتم تشخيص نصف الحالات على الأقل قبل سن 25 عاماً، ولكن قد لا تظهر الأعراض على بعض الأشخاص حتى بلوغ سن الثلاثين أو الأربعين.

3. العوامل البيئية

تعد البيئة التي ينشأ فيها الفرد من العوامل الرئيسية المؤثرة على الصحة النفسية للفرد، ونقصد هنا المفهوم الأولي للبيئة أي بمعنى البيئة التي ولد وتلقى فيها الإنسان تربيته. إذ أن تواجد الفرد ضمن بيئة أسرية تتبع التعنيف والمعاملة القاسية كنهج للتربية، هذا كفيل أن يشكل عدد كبير من الاضطرابات النفسية لأبنائها. صحيح أن بيئة الإنسان لا تقتصر على الأسرة إنما يوجد دوائر أوسع بكثير منها، ولكن يمكن القول أن الأسرة هي الركيزة الأساسية في تشكيل الصحة النفسية للإنسان.

كما ذكرنا آنفا، لا تقتصر العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للإنسان اجتماعيا على الأسرة، بل يتواجد أيضا ضمن بيئات أخرى يتفاعل معها وتشكل بدورها عاملا مؤثرا في صحته النفسية. مثل: أن يتواجد في بيئة عمل ضاغطة، مجهدة، مثبطة إذ من شأن كل ذلك أن يسبب له الاحتراق النفسي. أو التواجد في بيئة تسودها ثقافة التمييز، التفرقة، والعدائية ما يدفع الإنسان إنا للعزلة أو أن يكون عنيفا. أو العيش ضمن ظروف اقتصادية صعبة كتعرض الإنسان للفقر أو ضمن وضع معيشي متدني. العيش ضمن هذا كله سيقود بالضرورة لتدني مستوى الصحة النفسية للمرء.

وهذا ما ينطبق على الإصابة باضطراب ثنائي القطب إذ هناك العديد من العوامل البيئية التي يؤدي اجتماعها إلى تحفيز أعراض اضطراب ثنائي القطب وحدوث نوبات الهوس والاكتئاب. منها:

  • اضطراب النوم أو الحرمان منه.
  • أحداث الحياة الصادمة، مثل وفاة أحد الأقارب أو التعرض للاعتداء.
  • ضغوط الحياة اليومية.
  • الإصابة بمرض أو التعرض لإصابة جسدية.
  • فترات الحيض عند النساء.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • محفزات نوبات الهوس
  • حضور الحفلات الصاخبة
  • الاستماع إلى موسيقى صاخبة.
  • سوء استخدام بعض الأدوية أو تعاطي المخدرات.
  • فترة ما بعد الولادة.

هل اضطراب ثنائي القطب نفسه الفصام؟

يُصنّف كلًا من الفُصام والاضطراب ثنائي القطب، على أنهما إحدى الاضطرابات النفسية التي عادةً ما تظهر على الأشخاص في أوائل العشرينات من العُمر. يُعد ثنائي القطب مرضًا عقليًا يتضمن حدوث تقلبات مزاجية حادة للشخص المُصاب، وحدوث نوبات متكررة من الاكتئاب، بالإضافة إلى نوبة واحدة على الأقل من الهوس وهي حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، أما الفُصام فهو أيضًا مرض عقلي يُصنّف على أنه شديد ومزمن ومنهك لصاحبه؛ إذ يكون فيه الشخص المُصاب بعيدًا كليًا عن الواقع، ومن الجدير بالذكر أن أي شخص يُصاب بأي من هذين المرضين يكون أكثر عرضة للانتحار، أو تعاطي المخدرات، أو الإصابة بأي مشاكل وأمراض عقلية أخرى في مراحل حياته اللاحقة.

علميا لم يتم تحديد السبب المباشر وراء الإصابة بالفصام، ولكن يمكن القول أن توافر مجموعة من العوامل الوراثية، العضوية، والبيئية قد تمثل سببا للإصابة بالفصام. منها:

1. العوامل الوراثية

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالفصام، يزيد من احتمالية اصابتك به بمعدل ٦ مرات.

2. العوامل البيئية

أما أن تمثل العوامل البيئية التواجد والتنشئة في منزل يعتمد التعنيف والقسوة أساسا للتربية، أو أن تكون الأم قد تعرضت لسوء بالتغذية أو تناولت أدوية من شأنها أن تؤثر في التركيب الكيميائي للدماغ.

3. العوامل العضوية

وجود عطل في التركيبة الكيميائية للدماغ مما يترتب عليه خطأ في عمل الناقلات العصبية، أو تناول أدوية للتحكم بالتغيرات النفسية التي تطرأ خلال فترة المراهقة التي من شأنها أن تؤثر على عمل الدماغ.

بالمجمل أظهرت بعض الدراسات وجود مكونًا وراثيًا يُساهم في ظهور كلا المرضين، كما وجدت الدراسات أن التوائم المتماثلة أكثر عرضة للتشارك في الإصابة بأي من المرضين مقارنةً بالتوائم غير المتماثلة. كما أشارت إلى أن مشاكل ما قبل الولادة كإصابة الأم بالإجهاد العاطفي، أو العدوى، أو مضاعفات الولادة، أو انخفاض مستوى الأكسجين، أو الضائقة الجنينية يزيد من خطر الإصابة بالفُصام في مراحل الحياة اللاحقة. في حين أنه لا تتسبب العوامل البيئية في الإصابة بأيّ من المرضين، ولكن وجودها يزيد من ظهور أعراض المرض لدى الأشخاص المعرضين للخطر وراثيًا.

فيما يتعلق بأعراض مرض ثنائي القطب، هناك العديد من الأنواع لمرض ثنائي القطب وما يرتبط به من اضطرابات ومشاكل، منها الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب. التي قمنا بإيضاحها سابقا. أنا فيما يتعلق بأعراض الفصام فهي كالتالي:

  • اضطراب واضح في السلوك بعيدا عن طبيعة الفرد .
  • تغير في الشخصية الأصلية.
  • اكتساب عادات وتقاليد وسلوك مختلف عن الشخصية الأولى.
  • تشوش في الأفكار وطريقة التعبير عنها.
  • الاختلالات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع.
  • اضطراب الملائمة الانفعالية.
  • يكون لدى المريض طريقة في الحديث والتفكير، وأعراض حركية غير طبيعية.

هل يمكن الشفاء من مرض اضطراب ثنائي القطب؟

للأسف حتى الآن لم يتم العثور على علاج لاضطراب ثنائي القطب، لكن هذا لا ينفي وجود العديد من الطرق العلاجية التي تعمل على التخفيف من الأعراض وتجعل المريض قادرا على ممارسة حياته اليومية من جميع جوانبها.

فمن الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب قد يؤدي في الحالات الشديدة إلى تأثيرات تتعارض مع قدرات المريض على أداء عمله وممارسة حياته الطبيعية، لكن عند الالتزام بالخطط العلاجية طويلة الأمد التي يحددها الطبيب النفسي حسب الحالة، فإن بعض المرضى قد تمر عليهم مدة طويلة يكون مزاجهم خلالها مستقرًا ولا يعانون من أي أعراض أو قد تصيبهم أعراض قليلة فقط. لذلك من الممكن أن يتم تخفيف الأعراض لفترة زمنية طويلة نسبيا ولكن هذا لا ينفي إعادة ظهورها.

تختلف المدة الزمنية لاستمرار الأعراض إذ قد تستمر لدى بعض المرضى رغم تلقيهم العلاج والتزامهم به، فكل مريض بالاضطراب ثنائي القطب تختلف حالته وتجربته عن الآخر، إذ يمكن لنوبات الهوس من الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أن تكون حادة وخطيرة، يمكن أن يصاب الأفراد الذين يعانون اضطرابًا ثنائي القطب من النوع الثاني بالاكتئاب لفترات أطول. وعليه، تعتمد أنواع وجرعات الأدوية التي يتم وصفها بناء على الأعراض المحددة التي يعانيها المريض. سواء كان مصابًا باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو النوع الثاني، فإن العلاج قد يشمل:

1. العلاج الدوائي

مثل: استخدام أدوية مثبتات المزاج، مضادات نوبات الصرع، ومضادات الاكتئاب. مع الانتباه أن هذه الأدوية يمنع تناولها دون استشارة من طبيبك النفسي المختص. قد تحتاج إلى تجربة أدوية مختلفة أو مزيج من الأدوية لتحديد الأنسب بالنسبة لك. ذلك من المهم أن تلتقي بانتظام مع موفر الرعاية النفسية الخاص بك لمعرفة مدى نجاح العلاج معك. إذا لزم الأمر، فقد يقوم موفر الرعاية الخاص بك بإجراء تعديلات دورية على دوائك للحفاظ على الأعراض والتأثيرات الجانبية تحت السيطرة.

2. جلسات العلاج النفسي

مثل: العلاج السلوكي المعرفي، الذي يمكن المريض من تحديد السلوكيات السلبية والعمل على استبدالها، وهذا يعني المساعدة على تحديد أسباب حدث نوبات ثنائي القطب. قد يوصي موفر الرعاية النفسية بالعلاج السلوكي المعرفي لتحديد المعتقدات والسلوكيات غير الصحية والسلبية واستبدالها بمعتقدات وسلوكيات صحية وإيجابية. قد تساعد أنواع أخرى من العلاج أيضًا، مثل علاج الإيقاع الاجتماعي — الذي ينشئ روتينًا ثابتًا لتحسين إدارة الحالة المزاجية.

3. العلاج بالصدمة الكهربائية

هذا العلاج مخصص للاشخاص الذين يعانون من فترات اكتئابية حادة ترافقها ميول أو أفكار انتحارية.

4. العمل على وضع برنامج روتيني صحي

يهدف لتنظيم معدل النوم لدى المريض، بالإضافة إلى وضع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية. قد يساعد أيضًا كل من الالتزام بجدول منتظم، والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والانضمام إلى مجموعة دعم. إذا كنت بحاجة إلى مشورة في هذه المجالات، فتحدث مع موفر الرعاية الخاص بك.

5. العلاج العائلي

وهو العلاج الذي يركز على الأسرة ويؤمن بأن التواصل الأسري مع المريض، يساعده على الالتزام بالخطة العلاجية بشكل أفضل.

هل يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية؟

  • حاول إقناع المريض بالعلاج بشكل سلمي، وابتعد عن تهديده بأخذه للمشفى للعلاج.
  • يجب العمل على احتواء المريض، ذلك بالابتعاد عن مضايقته، وانتقاده بشكل شخصي ومستمر.
  • لا تلزم المريض على تغيير سلوكه، وعليك أن تدرك بأنه لا يملك القدرة الكاملة على التحكم بها.
  • ابذل الجهد اللازم لإظهار وتوضيح الحقيقة للمريض، حتى لا تترك حيزا للتخيلات والشكوك التي تصيبه.
  • احتواء المريض لا يعني ابدا أن تتقبل أفكاره المرضية، بل افتقدها بشكل صحي وسليم لمساعدته على إدراك سلوكه المرضي.
  • يعتبر أفضل علاج لاضطراب ثنائي القطب هو الموائمة ما بين العلاج الدوائي وجلسات العلاج النفسي، علما بأنه لا يمكن العمل على تحديد مدة علاج معينة، فمن الممكن أن يتلقى المريض العلاج طوال حياته. يعتمد نجاح علاج اضطراب ثنائي القطب على مستوى الحالة المرضية، ومدى التزام المريض بالخطة العلاجية المعدة له من قبل طبيبه، بالإضافة إلى حجم الدعم الذي يتلقاه المريض من بيئته والمقربين منه.