-

هل يمكن علاج الشخصية التجنبية؟

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

في كثير من الأحيان يكون لدينا الوعي والمعرفة الكافية حول ما تحتاجه ذاتنا، لكننا لا نملك الوعي حول أسباب هذا الاحتياج ولما يتولد لدينا. مثلا: عندما نحتاج للعزلة وتجنب كل ما حولنا، بالأخص عندما يصبح مثل هذا الاحتياج أداة نعبر بها عن أنفسنا أو أن تصبح نمط حياة بالنسبة لنا. تطرح منصة حاكيني هذا المقال في سبيل البحث حول احتياج بعض الأشخاص للتجنب والابتعاد للدرجة التي يتحولون بها لأصحاب الشخصية التجنبية، كما البحث حول أعراضها وأسبابها. والإجابة على السؤال المحوري التالي هل يمكن علاج الشخصية التجنبية؟

ما هي الشخصية التجنبية:

هو اضطراب نفسي ينتج عن قناعة راسخة لدى أصحابها بأنهم غير أكفاء أو جذابين وأقل مستوى ممن حولهم. حتى تصبح هذه القناعة نمط ثابت لا يتغير مدى الحياة، وينطوي على ذلك مشاعر تثبيط، قلق، وكبح اجتماعي. حيث يتميز أصحاب هذا الاضطراب بقلة الثقة بالنفس، الحساسية الشديدة تجاه الرفضوالنقد، وتجنب التفاعل الاجتماعي. كما ويشعر أصحاب هذا الاضطراب بعدم الراحة، القلق، الوحدة، الانعزال، وأنه غير مرحب بهم من قبل الآخرين.

أسباب الشخصية التجنبية:

لم يتم الوصول لأسباب محددة ليومنا هذا و لكن يرجح إما أن تكون أسباب وراثية أو بيئية:

  • الأسباب الوراثية: هناك العديد من الاضطرابات النفسية الي تعود لأسباب وراثية لها علاقة بالمزاج، وتعد الشخصية التجنبية إحدى هذه الاضطرابات التي تظهر أعراضها في الغالب في مرحلتين الطفولة والمراهقة، كأن يكون الطفل خجولا، منعزل، لا يفضل الانخراط بمن حوله، أو التعريف عن نفسه.
  • الأسباب البيئية: البيئة التي نعيش فيها لها تأثير كبير علينا للدرجة التي تسمح لها ليس فقط أن تصمم لنا شخصية تجنبية، إنما أيضا أن تعمل على تحويلها من شخصية اجتماعية إلى تجنبية. ويكون ذلك كالتالي: 1. العيش في بيئة ضاغطة وخانقة في مرحلة الطفولة، والتي تمنع الطفل من التحرك بحرية، التعبير عن ذاته بشكل مريح وآمن, 2. التربية والتنشئة الاجتماعية للطفل مثل: عدم التشجيع، السخرية منه، توجيه الانتقادات الجارحة التي تقلل من تقديره وقيمته, 3. ممارسة العنف والتعرض لصدمات نفسية.
  • أعراض الشخصية التجنبية:

  • الشعور بالانزعاج الشديد من الانتقاد.
  • الحساسية مفرطة من الرفض.
  • تجنب التفاعل والأنشطة الاجتماعية التي تستدعي التفاعل مع الآخرين خوفا من الانتقاد أو الرفض.
  • الافتقار لمهارات التواصل الاجتماعي ومهارات اثبات الذات.
  • التقوقع على الذات والامتناع عن المبادرة.
  • المبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات
  • تستغرق وقت طويل في دراسة من حولها والبحث عما يفيد قبولها أو رفضها منهم.
  • الابتعاد عن التعبير أو التحدث عن النفس أمام الآخرين.
  • الشعور بشكل دائم بأنهم غير مرحب بهم في المواقف أو الأماكن التي يتواجدون بها.
  • أنواع الشخصية التجنبية:

  • شخصية تجنبية قلقة – رهابية.
  • شخصية تجنبية حساسة.
  • شخصية تجنبية ناكرة وتنظر بدونية لذاتها.
  • شخصية تجنبية متناقضة.
  • نصائح للتغلب على اضطراب الشخصية التجنبية:

  • الاقتناع بأن الابتعاد عن الآخر لا يفيد بأي شيء.
  • تغيير نمط تفكيرنا حول أنفسنا، الناس، والبيئة المحيطة بنا.
  • كتابة مخاوفنا من التفاعل مع الآخر على دفتر الملاحظات.
  • وضع الاهداف والعمل على تنفيذها.
  • الايمان بالقدرة على التغيير.
  • النظر للذات بشكل ايجابي بعيدا عن التحقير.
  • هل يمكن علاج الشخصية التجنبية؟

    مما لاشك فيه أن علاج الاضطراب النفسي ليس بالأمر الهين، لكن هذا لا يعني أنه مستحيل بل هو يحتاج للوقت وتكريس الجهود في سبيل ذلك. يعد العلاج السلوكي المعرفي أكثر طرق علاج الشخصية التجنبية نجاعة، وذلك لاعتماد في العلاج على خلق نمط تفكير يمكن أصحاب الشخصية التجنبية من النظر لأنفسهم ومن حولهم بشكل آخر، بشكل يدفعهم للتفاعل مع من حولهم، التعريف عن أنفسهم، الابتعاد عن مشاعر الدونية والقلق أثناء الانخراط بالمجتمع.

    لا يوجد أدوية يمكن وصفها لعلاج الشخصية التجنبية من الممكن أن يتم وصف الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة مثل: القلق والاكتئاب. على أن يكون ذلك بالطبع بوصفة طبية. لكن في جميع الأحوال، تعد جلسات العلاج والإرشاد النفسي أكثر السبل العلاجية نجاعة لأصحاب الشخصية التجنبية، كونها كفيلة بأن تجعلهم يقولون بصوت عال ما يريدون قوله حول مخاوفهم من أنفسهم والآخر.

    اقرأ أيضا: اضطراب الشخصية التجنبية: أعراضها وعلاجها
    عمر افندي الحلقة 12