تحديات زواج القاصرات وسبل التغيير
ما هو زواج القاصرات؟
يُعرف زواج القاصرات، وفقًا لمنظمة اليونسيف لعام 2015، بأنه الزواج الرسمي الذي يتم قبل بلوغ الشخص سن الثامنة عشرة. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الزواج قد يشمل الذكور أيضًا، إلا أن عدد الفتيات المتزوجات في سن مبكرة يفوق بكثير عدد الذكور. كما يُشار إلى هذا النوع من الزواج بمصطلحات أخرى مثل زواج الأطفال أو الزواج المبكر.
تعريف الزواج المبكر
يمكن تعريف الزواج المبكر بأنه العلاقة التي تتم بين شخصين في سن مبكرة، مما يؤهلهما لتحمل المسؤوليات التي تترتب على تلك العلاقة، بما في ذلك إنجاب الأطفال وتربيتهم. كما يُعرف الزواج المبكر بأنه الزواج الذي يحدث قبل بلوغ السن القانونية.
أهمية المفاهيم الأساسية
لفهم زواج القاصرات بشكل أعمق، من المهم التطرق إلى مفاهيم الزواج والقاصرات. وفيما يلي توضيح لبعض التعريفات:
- الزواج لغةً: يعني اقتران شيئين معًا، سواء كانا متضادين أو متشابهين. كما يشير أيضًا إلى الصنف أو النوع.
- الزواج اصطلاحًا: يُعرف بأنه العقد المشهور الذي يتضمن الأركان والشروط اللازمة. وفي الفقه، يُعرّف بأنه عقد بين رجل وامرأة تحل له شرعًا بألفاظ وشروط محددة.
- الزواج في القانون الأردني: يُعتبر عقدًا بين رجل وامرأة تحل له شرعًا بهدف تكوين أسرة وإنجاب نسل.
تعريف القاصرات
القاصرات تشير إلى الفتيات اللاتي لم يبلغن سن الرشد بعد. إليك بعض التعريفات:
- القاصرات لغةً: تأتي من كلمة "قصر"، وتعني أن الشيء لم يصل إلى نهايته. الفتاة القاصر هي التي لم تصل إلى سن البلوغ.
- القاصر اصطلاحًا: لا يوجد تعريف واضح في الفقه، ولكن يُستخدم المصطلح للإشارة إلى من لم يصل إلى سن البلوغ.
- القاصر في القانون: يُشير إلى الطفل أو الشخص الذي يقل عمره عن 18 عامًا، والفتاة القاصر هي التي لم تبلغ السن القانونية للزواج.
أسباب زواج القاصرات
تتعدد الأسباب التي تدفع البعض للجوء إلى زواج القاصرات، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الجهل: قد يؤدي جهل الأهل أو ولي الأمر إلى تزويج الفتاة في سن مبكرة دون إدراك للعواقب النفسية والاجتماعية التي قد تضر بمستقبلها.
- الفقر: في بعض الأحيان، يُعتبر زواج القاصرات وسيلة لتخفيف الأعباء المالية أو الحصول على عائد مالي.
- الخوف: خوف الأهل من عدم زواج ابنتهم قد يدفعهم لتزويجها في سن صغيرة، حتى لو كان الزوج غير مناسب.
- الموروث الاجتماعي: في بعض المجتمعات الريفية، يُعتبر زواج القاصرات أمرًا شائعًا ومقبولًا.
- التسرّب المدرسي: الرسوب المتكرر أو عدم القدرة على توفير تكاليف التعليم قد يدفع الأهل لتزويج الفتاة.
- الكوارث والحروب: تؤدي الظروف الصعبة إلى زواج القاصرات، سواء لتقليل التكاليف أو بسبب فقدان الفتيات لعائلاتهن.
- المفاهيم الدينية الخاطئة: اعتقاد البعض بأن الدين يشجع على زواج الفتيات في سن مبكرة.
- العادات والتقاليد: مثل فكرة أن الزواج يحمي شرف العائلة، أو أن الإنجاب المبكر يُعتبر أمرًا طبيعيًا.
الآثار السلبية لزواج القاصرات
يؤدي زواج القاصرات إلى العديد من الآثار السلبية، تشمل:
- الانقطاع عن التعليم: هناك علاقة مباشرة بين الحرمان من التعليم والزواج المبكر.
- مضاعفات صحية: حدوث مضاعفات الحمل والولادة، حيث تتعرض الفتيات القاصرات لمخاطر صحية كبيرة.
- مشاكل صحية نتيجة الحمل المبكر: مثل عدم تأقلم الجسم مع الحمل، مما قد يؤدي إلى ولادة مبكرة أو مشاكل صحية أخرى.
- ضغوط نفسية واجتماعية: نتيجة فقدان الطفولة، والتعرض للعنف.
- حرمان من حقوق العمل: وحق اتخاذ القرارات داخل الأسرة.
- ارتفاع نسب الطلاق بين الفتيات القاصرات.
- آثار نفسية بسبب فقدان الحنان والعطف.
الحلول المقترحة للحد من زواج القاصرات
للتقليل من آثار زواج القاصرات، يمكن اتخاذ العديد من الحلول، منها:
- توقيع المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة.
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
- تطبيق نظام المحكمة الجنائية الدولية لحماية حقوق الأطفال والنساء.
- تغيير الأعراف الاجتماعية السلبية من خلال برامج توعية.
- توفير بدائل للزواج المبكر مثل التعليم والتدريب المهني.
- تفعيل المساواة في الأدوار بين الجنسين.
- تحسين الأطر القانونية لمكافحة زواج القاصرات.
- زيادة الوعي لدى الأسر بأهمية التعليم للفتيات.
في النهاية، يُعتبر زواج القاصرات ظاهرة تؤثر سلبًا على الفتيات، ولذلك يجب العمل على القضاء عليها من خلال التعليم والتوعية وتغيير الأعراف الاجتماعية.
اسمه السعادة الحلقة 35