-

إسهامات البشير الإبراهيمي في الحضارة الإنسانية

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة


برز البشير الإبراهيمي كأحد أشهر علماء الدعوة والجهاد في الجزائر بأخر فترة الاحتلال الفرنسي وأبان الاستقلال وما بعده، وقد سخَّر قلمه وعلمه لخدمة الأمة الإسلامية والدفاع عن اللغة العربية ووطنه، وبسبب مساهماته تم وضعه بالإقامة الجبرية حتى وفاته.


عُرف كأحد أشهر العلماء الذين اجتمع فيهم العلم والشرف والقوة، وكان حائط منيع في مواجهة الخطط الاستعمارية والمطامع الأجنبية في الجزائر، وأوقف محاولات طمس الهوية اللغوية والدينية والثقافية في بلده، فحمل لواء التغيير والإصلاح، ونب كافة مشاريع التدمير الأجنبية في بلاده.


ساهم البشير الإبراهيمي في الكثير من القضايا الجزارية والإسلامية، وأبرز مساهماته في الحضارة الإنسانية ما يلي:

  • أصبح البشير الإبراهيمي نائبًا لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الحميد بن باديس، وفي هذه الفترة عام 1937م أنشأ مدرسة دار الحديث.
  • مات الشيخ بن باديس عام 1940م بعد نفي البشير الإبراهيمي إلى منطقة أفلو جنوب غرب الجزائر، وبعد موت الشيخ تم انتخاب البشير الإبراهيمي ليكون رئيسًا لجمعية العلماء المسلمين، وبقي في منصبه لثلاث سنوات قدم خلالها الكثير للقضية الجزائرية.
  • أسهم البشير الإبراهيمي بتعريف العالم بالقضية الجزائرية، وأسس الكثير من المدارس والمراكز التي خرجت قادة ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي.
  • أنشأ 73 مدرسة وكُتاب في عام واحد فقط خلال فترة رئاسته لجمعية العلماء المسلمين.
  • تبنى البشير الإبراهيمي التوجه الوطني الإسلامي، وبسبب توجهاته ومقالاته وضعته فرنسا في الإقامة الجبرية معزولًا عن الناس.
  • كتب الكثير من المقالات في مجلة البصائر، وكانت المقالات تُهاجم للاحتلال، وتُدافع عن الإسلام ووطنه الجزائر، وجُمعت في كتاب عيون البصائر.
  • يملك الشيخ ملحمة شعرية عن تاريخ الإسلام، تضم حوالي 36 ألف بيت.
  • ألف البشير الإبراهيمي عشرات الكُتب في حياته، ولعل أشهرها:
    • الاطراد والشذوذ في العربية.
    • حكمة مشروعية الزكاة في الإسلام.
    • شعب الإيمان.
    • كاهنة الأوراس.


نشأ الشيخ في ظروف خاصة تتميز بوجود المستعمر على أرض الجزائر، وباقي البلاد العربية، وغالبية البلاد الإسلامية، وعاش حالة القهر والانحطاط التي رافقت الأمة بتلك الفترة.


ولد الشيخ البشير الإبراهيمي يوم الخميس بتاريخ 13 يونيو عام 1889م، الموافق ل 14 شوال 1306هـ، وهو من عائلة عريقة علميًا توجد في قرية رأس الوادي شرقي الجزائر، بدء بدراسة القرآن الكريم في سن الثالثة كتلميذ لعمه الشيخ المكي الإبراهيمي، وهو من كان له الفضل الأكبر بنشأته دينيًا وعلميًا وثقافيًا.


حفظ الشيخ القرآن كاملًا في سن التاسعة، ثم حفظ ألفية ابن معط الجزائري وابن مالك، وألفيتي السير والأثر للحافظ العراقي، وبعد وفاة عمه في سن الرابعة عشر تولى التدريس من بعده، وبقي كذلك حتى سن العشرين حتى هاجر للمدينة المنورة متخفيًا خوفًا من بطش الفرنسيين.


مر بمدينة القاهرة قبل وصوله للمدينة المنورة، وحضر فيها الكثير من دروس العلم في مجالس الأزهر، وبعد وصوله المدينة التقى بالشيخ العزيز الوزير التونسي، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، وتعلم على يديهما علوم الحديث والرواية، وتعلم علم التفسيرعلى يد الشيخ إبراهيم الأسكوبي، وكذلك التقى برائد النهضة الجزائرية ومرشده الروحي العلامة عبد الحميد بن باديس.


توفي الشيخ البشير الإبراهيمي في منزله، وكان تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها القوات الفرنسية قبل الاستقلال، والحكومة الجزائرية بعد انتهاء الاحتلال، وكان ذلك يومًا مشهودًا يوم الخميس بتاريخ 20 آذار عام 1965م.