العادات والتقاليد في كوريا

إنّ الزيّ الكوريّ التقليديّ في كوريا حافظ في تكوينه على أصالة الشعب الكوري على مدار آلاف السنين وهو يدعى (الهانبوك)، والذي يختلف بتصميمه وألوانه حسب العصر، والمكانة الاجتماعية للشخص الذي يرتديها، إذ يصنع من القطن، والحرير، ليعطي دفئًا في الشتاء، وليعطي البرودة صيفًا فيصنع من (السام بيه) القنب، و(الرامي) قنب سيام، وكان الكوريون يرتدون هذه الملابس قديمًا كل يوم، أما الآن فتقتصر على الأعياد والمناسبات والإجازات، كرأس السنة الجديدة.

الكوريون يؤمنون بمبدأ (اوي شيك دونغ وون)، الذي يعتمد على أن صحة الإنسان تبدأ بالطعام الصحي، ومن أهم المفاتيح لفهم الأطباق الكورية يجب التخمير، الذي يهدف إلى تخزين الطعام وتناوله في أطول فترة ممكنة، ومن أهم الأطعمة المخمرة (دوين جانغ) أي معجون فول الصويا، و(كان جانغ) أي صلصة الصويا، و(غوتشوجانغ) أي معجون الفلفل الأحمر الكوري، بالإضافة إلى الأسماك المخمرة، و(الكيمتشي) المصنوع من الملفوف الذي يتم تخميره مع الفلفل الأحمر، والبصل، والزنجبيل، والثوم، لذلك يعد الكيمتشي من الأطباق التقليدية الذي يتناول تقريبًا مع كل وجبة.

من الأطباق التقليدية المشهورة لديهم (الكيمباب) المكون من الخضراوات والأرز المتبل الذي يلف في أعشاب البحر، و(البيبمباب) المكون من خضراوات وأرز تقدم في قدر حجري ساخن وتوضع فوقها بيضة، و(البلغوغي) وهو لحم بقري مشوي على لوح ساخن بعد نقعه في صلصة الصويا الحلوة مع الخضراوات، وأنواع مختلفة من التوابل، والكوريون يستمتعون بشرب (الماكغولي) وهو نبيذ من الأرز الخام، و(السوجو) وهو مزج الماء والنكهة مع الكحول المستخرجة من البطاطا الحلوة والحبوب، بالإضافة إلى الكثير من الأطعمة والأشربة التقليدية الكورية.

يبني الكوريون منازلهم وفق تقنيات معمارية مميزة، فيُطلق على منازلهم تلك اسم (الهانوك)، إذ يتم تصميمه للتغلب على برودة الشتاء، وحرارة الصيف، بينما يفضل الكوريون الآن الإقامة في المنازل ذات التصاميم الحديثة.

يؤمن معظم الكوريين بمختلف أنواع الديانات، فهم يمارسون حياتهم الدينية بحرية وفق خياراتهم الشخصية بما في ذلك البوذية، والمسيحية، والكونفوشية، وديانة تشوندوغيو، وديانة دايجونغيو، بالإضافة إلى الإسلام، ولكل ديانة عقيدة، وأفكار خاصة بها، وتعد البوذية والكونفوشية من أكثر المعتقدات ترسيخًا في قلوب الكوريين، كما يعتقد بعضهم بأن الشامانيين يستطيعون التكهن بالمستقبل، وأن يريحوا أرواح الموتى.

يقيم الكوريون احتفالاتهم وفق التقويم القمري التقليدي، فمن أكثر العطلات أهمية هي السنة القمرية الجديدة، والمعروفة بـ (سول لال)، وقديمًا كان القصر الملكي الكوري يقيم احتفالات يطلق عليها (نا ري) في نهاية العام، للقيام بطرد الأرواح الشريرة، ودخول الحظ الجيد، والآن في بعض المناطق الريفية يعزف الفلاحون الموسيقى لنفس الغرض السابق.

تفرض التقاليد أن يوضع الطعام أمام صورة أحد الأسلاف والأجداد، ويرتدي الأصغر سنًا الزي التقليدي، ويقومون بالانحناء إلى الأكبر سنًا؛ حتى يتمنوا لهم طول العمر، وهذه العادة تسمى ب(سيه بيه)، في المقابل يقوم الكبار بإعطائهم نقود العيدية التي تسمى بـ (سيه بيه دون)، ثم يستمتعون بالطعام والأكلات الخاصة بالأعياد مثل (توك كوك) شوربة الزلابية.

يحتفل الكوريون بعيد الحصاد الكبير (تشو سوك) المقام في يوم 15 من أغسطس حسب التقويم القمري، فيجتمع أفراد العائلة من مختلف الأماكن لإقامة الطقوس تقديرًا وشكرًا للأسلاف والطبيعة، من خلال ما قاموا بحصاده مؤخرًا، كالحبوب، والبقوليات.

من المناسبات السعيدة (الزواج)، فيقوم العريس بارتداء ملابس رسمية تعرف بـ (سا مو غوان ديه)، والعروس ترتدي ما كان يُرتدى قديمًا في حفلات الزفاف في القصر الملكي، والذي يعرف بـ (هواروت)، أو (وون سام)، مع تاج تقليدي كوري معروف بـ (جوك دوري)، لكن معظم الكوريين يقيمون حفلات زواجهم على النمط الغربي، غير أنهم لا يزالون يؤدون بعض طقوس الزواج التقليدية فيها.