-

تعريف المراهقة في الإسلام

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تُعتبر المراهقة حالة عمرية وفترة زمنية تبدأ عند ظهور علامات بلوغ الإنسان وحدوث بعض التغييرات على جسده سواءً ذكر أو أنثى، وتقدَّر بداية سن المراهقة عند سِنّ 11 سنة وتنهي حتى بلوخ الإنسان سِنّ 21 سنة، وتتميز هذه المرحلة بخصائص بالإضافة لما يعانيه الإنسان من مشاكل مثل: الاندفاع والتهور والقيام بأمور خطيرة، وإساءة تفسير النصائح الاجتماعية، والتورط بالمشاكل والتعرض لمختلف أنواع الحوادث.


أما في الإسلام فقد جاءت فترة المراهقة تحت عدة مسميات منها؛ البلوغ، وسن التكليف، وقد وضع الفقهاء أحكامًا فقهية مأخوذة من الشريعة الإسلامية لهذه المرحلة، كما قد أشارت الأحاديث النبوية والنصوص القرآنية إليها، منها الحديث: (رفع القلمُ عن ثلاثٍ فذكر الصبيَّ حتى يبلغَ).


إذا وصل الإنسان مرحلة المراهقة وأصبح بالغاً فقد أصبح الآن بحكم الشرع مكلفًّا شرعيًّا، وهذا يعني بداية حياته الحقيقيّة، فالله تعالى خلق الإنسان لعبادته واستخلافه بالأرض، ومرحلة التكليف الشرعي يكون فيها الشخص محاسباً على أفعاله وقيامه بواجب العبادات عليه، ولا يُحاسب الإنسان على الأوامر الشرعيّة وتكاليف الإسلام قبل بلوغه، أمّا بعده فيكون مسؤولاً عن كلّ الفرائض التي فرضها الله عزَّ وجلَّ على عباده؛ كالطهارة، والصيام، والصلاة، والحجّ، ونحوها، وكما تقوم الملائكة ببدء تسجيل أفعاله السيّئة وآثامه صغيرها وكبيرها، فلو وقع في معصية الكبر، أو الكذب، أو النظر إلى الحرام سُجّلت عليه وحُوسب عليها في يوم الحساب.


ولا ننسى أيضاً أن بلوغ الإنسان يعني أن تصير شهادته مقبولةً وتجري عليه جميع الأحكام المنصوصِ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن تُقام الحدود الشرعيّة عليه إن فعل شيئاً منها، وتنتقل المسؤوليّة الكاملة عن نفسه من والديه أومن كان يُدبر أمره إليه، وإذا كان يتيماً ثمّ أصبح ببلوغه راشداً قادراً على حُسن التصرف بماله؛ فيُرجع إليه ماله ليفعل به ما يشاء.


إنَّ مِن أهم الأدوار تجاه مرحلة المراهقة هو دور الوالدين تِجاههم، ويقع عليهم متطلبات ومسؤوليات كبيرة من أجل توجيههم إلى طريق الصواب، فقال صلَّى الله عليه وسلم: "أَلا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، وهو مَسْؤُولٌ عنْهمْ، والْمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ، وهي مَسْؤُولَةٌ عنْهمْ، والْعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْؤُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ"، وتتعدد أساليب وأشكال تعامل الوالدين مع المراهقين كما يلي:

  • غرس طاعة الله تعالى وطاعة الوالدين فيهم والالتزام بهما.
  • مرافقتهم للمسجد وتحبيبهم فيه، وتشجيعهم للالتزام بحلقات القرآن والذكر.
  • حثهم على مصاحبة الأخيار والتعرف إلى أصدقائهم، وأن يُبعدوا عن أصدقاء السوء الذين وصفهم الإسلام بنافخي الكير، وأكثر ما يتأثر به المراهقون هو الأصدقاء.
  • تكون لهم القدوة الحسنة، وتذكيرهم بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من بعده.
  • تحذيرهم من بعض المعاصي والعادات السيئة، كالتدخين وآثاره الصحية السيئة.
  • استثمار أوقاتهم وطاقاتهم بما هو خيرٌ لهم، كتعليمهم الرياضات التي تُقوي أجسادهم، بالإضافة لتحفيزهم للمشاركة بالأنشطة التطوعية في المجتمع ومساعدتهم لمؤسسات المجتمع المدني.