-

تعريف السنع الإماراتي

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يعرف السنع في الضيافة الإماراتيّة بأنّه حزمة من العادات والتقاليد التي تُركّز على تعليم كيفية التعامل مع الآخرين والتصرف معهم، بدءًا بتقديم القهوة للضيوف والترحيب بهم، وانتهاءً بدعوتهم على الطعام، كما أنّها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقيم المجتمعيّة الإيجابيّة والسلوكيات التي تدل على وجود التلاحم الاجتماعي والترابط والتضامن الاجتماعي، بهدف ترسيخ هذه القواعد في قلوب الأجيال لاستعمالها في الحياة اليوميّة وجعلها عادة دون تلقين، والتي تعكس الروح الإماراتيّة وتجعلها راسخة وثابتة تنتقل عبر الزمن من جيل الآباء والأجداد إلى الأبناء وأبناء الأبناء.


السنع في المجالس له أهمية كبيرة، تتمثل بالآتي:

  • غرس مبادئ الاحترام والأسلوب الراقي والمُهذّب حول كيفية التعامل مع الآخرين.
  • ارتباطها ارتباطًا وثيقًا بمكارم الأخلاق.
  • زيادة التضامن والتماسك في المجتمع الإماراتي.
  • زيادة شعور الضيف بالألفة والمحبة والسعادة والاحترام.
  • توطيد العلاقات بين الناس.
  • تعليم السنع للأطفال يُحفزهم على حفظ القرآن والالتزام بالتعاليم الدينية وغرسها فيهم منذ الصغر.
  • عكس أخلاق دين الإسلام والتعاليم الإسلامية.
  • تشكل جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية الإماراتية المعاصرة وتأصلها.
  • تعليم مبادئ تقديم المساعدة للغير من باب الخير من خلال التطوع.
  • جعلها أسلوب تلقائي للحياة وبالتالي تشكيل هوية عصرية للإنسان الإماراتي ممتدة عبر الزمن.
  • الحفاظ على طرق التواصل بين الأجيال وتعزيزه للارتقاء بالسلوك الحسن.
  • لا يرتبط السنع بالرجال والذكور بشكل عام، بل يضرب المثل أيضًا في سنع الفتيات في الإمارات اللواتي تربين على الأصول والقيم والمبادئ الأخلاقية، كما يعلمهن السنع كيفية تدبير شؤون المنزل ويكنَّ أمهات وأخوات وعون لمن يحتاجهن.


يُعدّ السنع الإماراتي من مكارم الأخلاق التي يجب على جميع الأفراد التحلي بها، وهي من العادات الحميدة التي يجب تعليمها للأجيال، والحرص على إبقاء هذه الجذور فيهم، كي يُسهّل عليهم التعامل مع شرائح المجتمع بأكملها بكل سهولة بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافيّة والنوعيّة، ويبدأ تعلم السنع منذ نعومة أظفار الأجيال وبدءًا من الأسرة التي تُعدّ النواة الأساسيّة لكل مجتمع؛ فصلاحها يعني صلاح المجتمع.


يقوم السنع الإماراتي على عدّة مبادئ، وفيما يلي تفصيل لأهم مبادئ ومقومات السنع الإماراتي:


المروءة والشهامة

يرتبط مبدأ المروءة والشهامة في السنع الإماراتي بالمبادئ الأخرى ارتباطًا وثيقًا، فمن يتمتع بإحدى هذه المبادئ تتولد لديه باقي المبادئ تلقائيًّا، والمروءة والشهامة تزيدان من الترابط الاجتماعي والتعاون المجتمعي في الإمارات، والتي تدفع الناس بدورها لمساعدة الغير تلقائيًا دون أي تفكير، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالكرم والفزعة، إضافة إلى أنّها تُعلّم العديد من مبادئ احترام المرأة أيًّا كان عمرها ومظهرها.


التسامح واحترام الجميع

يعلم السنع الإماراتي العديد من المبادئ أهمها التسامح واحترام الجميع بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه ودينه، وهو الأمر الذي يجب على جميع الناس التحلي به؛ نظرًا لأنّ دولة الإمارات تُعدّ بوابة تضم في داخلها العديد من الأعراق من مختلف أنحاء العالم، وهذا التسامح يعكس القيم المتجذرة والانفتاح الذي يتمثّل به أبناؤها، وللتسامح آثار عديدة تنعكس على الفرد والمجتمع، فهو يساعد على زيادة الترابط المجتمعي وينعكس على سلوكيات أفراده في الحياة اليومية.


أدب التخاطب

للسنع الإماراتي أدب وأخلاقيات في الكلام والتخاطب أيضًا؛ ولا يكون ذلك حول طريقة التكلّم والاستماع فقط، وإنما بأسلوب الرد أيضًا؛ ومدى مناسبته للحديث المفتوح والكلمات المستخدمة، إضافة إلى التعابير المناسبة والتي يجب استخدامها عند الرد، كما يجب استخدام الجمل المترابطة والواضحة المرتبطة بالفرد ومجتمعه، إضافةً لضرورة استخدام التعابير في المواقف التي يجب استخدامها فيه كما تقتضي العادات والتقاليد السائدة.


الكرم وحسن الضيافة

يعد الكرم وحسن الضيافة من العادات والتقاليد المرتبطة بالعرب،إذيُعدّ استقبال الضيف من مبادئ السنع الإماراتي التي تعد جزءًا من الثقافة الأصيلة والمتجذرة في هذه الدولة، كما أنّها تُعلّم الإنسان الإماراتي طرق حسن الضيافة، والتي تبدأ بحسن تقديم القهوة العربية التي تُعدّ تراثًا قائمًا بحد ذاته، حيث يُستقبل الضيف بالقهوة العربية المُحضّرة مسبقًا متبوعةً بعبارات الترحيب والتأهيل؛ الأمر الذي يُعطي جوًا من السعادة والبهجة، وانتهاءً بدعوته على الطعام؛ فالشعب الإماراتي معروف عنه بأنّه شعب كريم ومضياف.


الترابط الأسري ووصل الأرحام

يعد مبدأ الترابط الأسري ووصل الأرحام من أهم المبادئ التي يحملها السنع الإماراتي في طياته، بدءاً من الروابط العائلية التي تعد أساس الترابط مع باقي الأفراد؛ حيث يغرس الأخلاق المتمثلة في طاعة الوالدين والرفق بهما، فمن يُطيع الوالدين متمثلاً بالأخلاق الحميدة لن يصعب عليه إظهار الود لغيرهم، والسنع يدفع الناس بمختلف أعمارهم إلى نصرة الضعيف ورعاية الأيتام وتقديم المساعدة لهم، إضافة إلى مرافقة كبار السن والرفق بهم وتفقد حاجياتهم وتلبيتها قدر المستطاع.


تقدير المهن والعمل اليدوي

يخلق السنع الإماراتي شعور الامتنان والتقدير لمهنة الغير أيًّا كانت ويعززه في الداخل؛ فطبيعة فطرة الإنسان الإماراتيّة الطيبة تدفعه لتقدير جهد الغير أياً كان عمله أو موقعه في الحياة، والتعاطف مع من يعمل بشرف بهدف الحصول على رزقه بطرق مشروعة منبثقة من تعاليم الدين الإسلامي والسعي إلى ذلك، كما أنه يُعزز جانب المعاملة الطيبة في جميع العلاقات الاجتماعية بين الناس.


الإخلاص والأمانة والصدق

تنحدر لدى من لديه السنع الإماراتي عدّة صفات حميدة، منها: الإخلاص، ويشمل ذلك الإخلاص في جميع شؤون الحياة؛ كالإخلاص في العمل، والإخلاص للعائلة والأصدقاء وغيرها، إلى جانب الأمانة والصدق، وقد أُضيف هذا المبدأ إلى السنع الإماراتي ليكون مبدأً يجب على الإماراتي التحلّي به في محبّة وطنه، والدفاع الصادق عنه، والإخلاص في حبه، وحمايته بشجاعة وبأس.


التطوع ونجدة المحتاج

يشجع السنع الإماراتي على أهمية العمل التطوعي ونجدة المحتاج، إذتُعدّ نجدة المحتاج من مبادئ السنع الإماراتي والمتمثلة بالفزعة المعروفة بتقديم المساعدة لكل من يتضرر وكل من يحتاجها، ولكل من يتعرّض لمصيبة تتطلّب تدخلاً خارجيًّا ممن يقدر عليها، حيث تجد الناس تهب بالفزعة لمن يتعرض لموقف ضار يتطلب تدخلاً ممن حوله تلقائيًّا دون أي تكلف أو أية منّة، كما أنّها تكون نابعة من ذات الشخص لطيب أصله الإماراتي.


يوجد العديد من المبادئ التي يتمتع بها السنع الإماراتي وأبرزها؛ المروءة والشهامة، والتسامح واحترام الجميع، وأدب التخاطب، والكرم وحسن الضيافة، والترابط الأسري ووصل الأرحام، وتقدير المهن والعمل اليدوي، بالإضافة إلى الإخلاص والأمانة والصدق، والتطوع ونجدة المحتاج.