التربية على المواطنة العالمية والعيش المشترك
2023-06-08 10:58:15 (اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة اعلانكم
يمكن تعريف المواطنة على أنها حق الفرد بالانتماء إلى البلد الذي ولد فيه، أو الذي حصل على جنسيته، والتمتع بحقوقه والالتزام بواجباته تجاه هذا البلد، وتؤدي المواطنة السليمة إلى تحقيق ذات الفرد، والحصول على مجتمع سليم متكامل ومتعاون، وفي ظل تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية شهد مفهوم المواطنة تطورات وتغييرات عِدة؛ فأصبح يعني باختصار الانتماء الواسع، وتقبل الأنظمة الدولية المختلفة، وشعور الفرد بأنه لا ينتمي لبلد واحدة فقط بل لمختلف البلدان، وهذا بالطبع ينطبق على جميع الجوانب سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية، ومن أجل تحقيق المواطنة العالمية يجب تدريب الأفراد على التكييف السريع مع المتغيرات المحيطة بهم، والقدرة على التعايش مع مختلف الثقافات مع المحافظة على الهوية الثقافية الخاصة بالفرد نفسه.
تتمثل أنواع المواطنة العالمية بما يلي:
- المواطنة العالمية الأخلاقية، والتي تهتم بالجانب الأخلاقي واحترام الأفراد لبعضهم البعض، ومن الممكن أن تتضمن أجزاء تتحدث عن حقوق الإنسان.
- المواطنة العالمية الثقافية، والتي تهتم بالجانب العالمي من الفنون واللغات والإعلام والعديد من الأمور الثقافية.
- المواطنة العالمية الاقتصادية، والتي تركز على العمل والعمالة والتطور الدولي.
- المواطنة العالمية السياسية، والتي تركز على المواضيع السياسية، وخاصة العلاقات بين الأفراد والدول.
تهدف التربية على المواطنة العالمية إلى ما يلي:
- تعزيز الوعي المجتمعي لدى المواطنين بمفهوم العدالة الاجتماعية والحياة التشاركية.
- تحميل الأفراد المسؤولية العالمية تجاه العديد من الجوانب، والتي بدورها تمكن الأفراد من فهم ومواجهة التغييرات العالمية.
- زيادة الوعي الثقافي لدى الأفراد، وتثبيط الفكر المغلق، والابتعاد عن العنف والنزاعات بين الشعوب المختلفة.
- تدريب المواطنين على تقبل الأشخاص الآخرين، وتقبل الاختلاف الثقافي والديني والعرقي، والتعايش مع جميع المجتمعات.
- الوصول إلى عالم أكثر إنصافاً ومساواة حقوق الأفراد على اختلاف خلفياتهم، ليعم السلام العالمي.
- تطوير القدرة على الاهتمام بالآخرين، وتفهم مشاعرهم والتعاون معهم.
- المشاركة في حل القضايا العالمية.
يجب التركيز على البعض من الجوانب المهمة عند القيام بعمل مناهج تربوية تهدف إلى التربية على المواطنة العالمية، وبعض هذه الجوانب:
- تسليط الضوء على مشكلة العنف والنزاعات بين الشعوب، لتحقيق السلام العالمي على الصعيد الفردي والمجتمعي.
- التركيز على القيم والمعارف التي تعزز الروابط بين الشعوب، وإتباع منهجية تقلص التهميش المجتمعي والكراهية.
- زيادة المعرفة بأسباب الاختلاف بين البشر، وكيف يمكن الاستفادة من هذا الاختلاف دون حدوث نزاعات ومناوشات.
- دعم الإستراتيجيات التي تساهم في مشاركة وجهات النظر المختلفة، وزيادة الوعي الثقافي العالمي.
- توفير مساحة واسعة للأنشطة غير المنهجية، والتي تهدف إلى التربية على المواطنة العالمية.
- توفير موارد مختلفة ومتعددة.
تتمثل مجالات التربية على المواطنة العالمية بما يلي:
- مجال المعرفة: اكتساب المعرفة الملمة بالأمور العالمية والمحلية، وتطوير الفكر لدى المعلمين والمتعلمين.
- مجال اجتماعي وعاطفي: اكتساب شعور الانتماء إلى المجتمعات البشرية.
- مجال السلوك: القدرة على التصرف بشكل أكثر مسؤولية تجاه المجتمعات المحلية والعالمية.
يوجد العديد من المبادئ التي تقوم عليها المواطنة العالمية ومن هذه المبادئ:
- مبدأ حقوق الإنسان مثل حق التعليم
- مبادئ تكنولوجية والتي تساعد المجتمعات من خلال استخدامها
- مبادئ بيئية والتي تعزز العلاقة بين الإنسان والبيئة والآثار التي تنتج من تفاعل الإنسان والبيئة
- التفكير العلمي الصحيح الممنهج
- الثقافة المتعددة والمختلفة
قد تواجه البلدان التي تمر بأزمات صعوبات وتحديات كبيرة تحد من التربية على المواطنة العالمية، ومن هذه التحديات:
- ضعف النظام التعليمي.
- زيادة الانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان خاصة تجاه الأطفال.
- التأثير السياسي السلبي على المنظومة التعليمية، والذي أحياناً يعيق تشغيل المدارس.
- صعوبة الوصول إلى جميع الفئات المجتمعية، والتي تكون بحاجة الحصول على التعليم.
- ضعف الموارد التعليمية والاقتصادية وقلتها، وصعوبة الوصول إليها.
- عدم قدرة المدارس على استقبال الطلاب، بسبب عدم توافر الأمان وأحياناً بسبب عدم توافر الموارد.
- صعوبة تقييم العملية التربوية.
- عدم القدرة على استخدام نماذج ناجحة للتقيد بها والشرح عنها.