-

الأمير عبد القادر الجزائري (قائد سياسي)

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

عبد القادر الجزائري هو مقاوم جزائري الأصل والمنشأ، وُلد في مدينة وهران الجزائرية عام (1808م)، نصّبه الجزائريون أميرًا لمقاومة الاستعمار عام (1832م)، وعقب مبايعة الشعب الجزائري له؛ اتخذ عبد القادر الجزائري (المعسكر) عاصمة له، وكوّن الجيش والدولة فيها، ونال انتصارات عدّة في عدّة معارك ضد الاحتلال.

ذكر المؤرخون والفلاسفة والكتّاب صفات وشخصية عبد القادر الجزائري؛ إذ كان الأمير عبد القادر الجزائري العالم الزعيم، والمصلح، والقائد الإنساني، أي جمع خصال كثيرة عميقة ورائعة في شخصيته،وكان عاشقًا للكتب والقراءة، وكان ذا عقل راجح منفتح، وكان عبارة عن موسوعة ثقافية.

كان الأمير عبد القادر الجزائري يواجه المحتل في عز شبابه، الذي كان مختلفًا عنه في الدين والحضارة والمعتقدات، وقد كانت رؤيته للكون والناس المختلفة عنه تصدمه للوهلة الأولى، إلا أنه لم يعارض أحدًا، ولم يحارب أي شخص لمجرد اختلافه عنه وفي إطار فلسفة هذا الأمير القائد، واشتهر بنظريته حول الكون أو الوجود؛ إذ يعتبر الكون دورة أساسها أسماء الله الحسنى، وباعتباره متصوّفًا، فقد بحث عبد القادر الجزائري فيما وراء الأديان وليس في الأديان نفسها، وإن اختلف الآخر عنه في العقيدة والدين، فقد كان يتقرّب للآخر لدينه وليس لشخصه.

مرّ الأمير عبد القادر الجزائري بثلاث مراحل في حياته، نذكرها:

  • المرحلة الأولى: طلب العلم، فكان يصول ويجول ولا يتعب أو يتوقف عن كسب العلم، فقد كان يطّلع على أحوال البلدان العربية وهو في طريق الحج.
  • المرحلة الثانية: مرحلة مبايعته من قِبل الشعب الجزائري له، فأصبح أميرًا على الجزائر، وقضى شبابه في مقارعة المحتل.
  • المرحلة الثالثة: هي مرحلة أسره، فقد نال منه أخيرًا المحتل وأسره فترة طويلة، إلا أنه خرج بأمر من (نابليون الثالث) وقاوم من جديد.

هناك إنجازات عدة للأمير القائد عبد القادر الجزائري؛ إذ أجبر الاحتلال على توقيع معاهدة (التافنة) عام (1838م)، والتي من خلالها اعترفت فرنسا بسيادة الأمير عبد القادر التامة على غرب ووسط الجزائر، إلا أن المحتل سرعان ما خرق الهدنة؛ فمارس سياسة الأرض المحروقة، وقد أنشأ جيش نظامي ودربه على أحدث الفنون العسكرية، وزوده بالأسلحة المتقدمة، وقسم الجيش إلى ثلاث فرق: فرقة المشاة، وفرقة من الخيّالة، وفرقة من المدفعية، وقد قام التنظيم الإداري للدولة على أسس فدرالية، وكان يتمثل بوجود (8) مقاطعات إدارية، وكل مقاطعة يرأسها خليفة للأمير، وقد اتخذ الأمير في كل مقاطعة مكانا للشورى لبحث الأمور الهامة في الدولة.

لقد كان أثر الأمير عبد القادر الجزائري عميقًا وكبيرًا في القانون الإنساني؛ فقد صرّح (جاكوب كيلينبر) الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال بأن الأمير عبد القادر الجزائري منح وبدون علمه المسبق وبدون أي إنذار وصفًا شاملًا ووافيًا لما يشكّل الآن عمل ومهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقد قصد بذلك معاملته لأسرى الحرب؛ فقد كان يسهر على راحة الأسرى الفرنسيين ويحسن معاملتهم بشكل فائق، وهذا ما يؤكده الضباط الفرنسيين الذين كانوا أسرى لدى الأمير عبد القادر الجزائري في مدوّناتهم ومذكراتهم.

أبرز مؤلفات القائد الأمير عبد القادر الجزائري تكمن في:

  • المقراض الحاد
  • السيرة الذاتية
  • المواقف
  • ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، الذي تمت ترجمته مرتين.

تتوفي القائد الأمير عبد القادر الجزائري عام (1883م) في دمشق، عن عمر ناهز ال (76) عامًا، ونال وسام (جوقة الشرف)، ودُفن في مقبرة العالية التي لا يُدفن فيها إلا القادة والشخصيات العظيمة.