يطرح العديد من الأفراد تساؤلات تتعلق بحياتهم العاطفية مثل: لماذا لم أجد شريك حياتي بعد؟ لماذا تنتهي علاقاتي دائمًا بالفشل؟ لماذا أجد نفسي في علاقات غير مناسبة؟ تكمن الإجابة عن هذه الأسئلة في تفاصيل طفولتنا، حيث تلعب نوعية العلاقة مع مقدمي الرعاية، غالبًا الوالدين، دورًا محوريًا في تشكيل طريقة تعاملنا مع العلاقات العاطفية في مرحلة البلوغ. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم التعلق العاطفي وأنواعه المختلفة، مستندين إلى علاقاتنا مع مقدمي الرعاية في طفولتنا.

التعلق العاطفي وأهميته

تعتبر نظرية التعلق من النظريات النفسية الرئيسية التي تطورت منذ الثمانينات لتفسير كيفية تشكيل العلاقات العاطفية عند البالغين. تحدد هذه النظرية أربعة أنواع من التعلق: آمن، قلق (غير آمن)، متجنب، وغير منتظم. ولأن علاقاتنا العاطفية تتأثر بشكل كبير بنمط التعلق الذي نشأنا عليه، سنستعرض في السطور التالية خصائص كل نوع من هذه الأنماط وكيفية تأثيرها على حياتنا العاطفية.

أنواع التعلق العاطفي

  • التعلق العاطفي الآمن: يتميز هذا النوع بوجود مقدّم رعاية يستجيب بفعالية لاحتياجات الطفل. ينشأ عن ذلك شخص مستقل يثق بالآخرين ويكون لديه القدرة على التواصل بشكل واضح وفعّال. يشعر بالراحة في علاقاته، لا يخشى الالتزام، ويعرف كيف يتنازل أو يصل إلى حلول وسط.
    حياة قلبي 6 الحلقة 32

  • التعلق العاطفي القلق: يظهر هذا النوع عندما يكون مقدّم الرعاية غير منتظم في استجابته، مما يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان. ينمو الشخص ليصبح محتاجًا إلى قرب دائم ويعاني من مخاوف من الرفض. يميل لاستخدام أساليب سلبية لجذب انتباه شريك الحياة ويجد صعوبة في التعبير عن مشاعره.

  • التعلق العاطفي المتجنب: يتسم هذا النوع بمقدّم رعاية غير متجاوب، مما يجعل الطفل يشعر بأنه يجب أن يعتمد على نفسه فقط. ينشأ شخص يرسل رسائل متناقضة لشريكه، حيث يرغب أحيانًا في القرب وأحيانًا أخرى في الابتعاد. لديه مخاوف من الاستغلال ويعاني من صعوبة في التواصل الفعال.

  • التعلق العاطفي غير المنتظم: يتسم هذا النوع بوجود مقدّم رعاية يتبنى سلوكيات متناقضة مثل الانسحاب والتهديد، مما ينتج عنه شخص يعاني من مشاعر خوف وعدم استقرار. يتراوح الشخص بين الرغبة في القرب والابتعاد، مما يؤدي إلى تعزيز مشاعر الوحدة وعدم القبول.

أهمية فهم أنماط التعلق

قبل أن نفكر في تغيير شريك الحياة، من الضروري أن ننظر داخل أنفسنا. من السهل أن نلقي اللوم على الآخر، لكن كل شخص يحمل أفكارًا ومشاعر تحتاج إلى الوعي والتعامل معها. التغيير الحقيقي يحدث عندما نكون على دراية بنمط تعلقنا وكيف يؤثر على علاقاتنا، مما يساعدنا في بناء علاقات أكثر صحة ونجاحًا.

للحصول على دعم نفسي متخصص، يمكنك الاشتراك في منصة حاكيني للاستشارات النفسية عبر الإنترنت، حيث يمكنك التحدث مع أفضل الأخصائيين في مجالات متعددة مثل العلاقات الزوجية، الأسرية، والاجتماعية.