-

العوامل المؤثرة في صنع القرار السياسي

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يمكن تعريف عملية صنع القرار، كونها مجموعة القواعد والخطوات التي يتبعها المشاركون في عملية اتخاذ القرار من أجل اختيار معين بغية التصدي لمشكلة ما، وهي الأسس الرسمية وغير الرسمية التي يتم بواسطتها تقييم الاختيارات المتاحة والعمل على إحداث توافق فيما بينها، ويعد العالم ريتشارد سنايدر أول من تحدث عن تحليل صناعة القرار السياسي.


الأيديولوجية

تُشكل الأيديولوجية الإطار المتكامل من الأفكار والقيم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وهي بذلك تمثل طريقة مُثلى في ممارسة السلطة، وصناعة القرار السياسي، سواءً كان القرار على مستوى الدولة، أو المجتمع الدولي برمته.


طبيعة النظام السياسي

كون النظام السياسي هو الهيكل العام الذي تتفاعل وتتحرك فيه المؤسسات، فهو عبارة عن مجموعة العلاقات الإنسانية المكونة من رغبات وانفعالات وأفكار وإمكانات مادية ومعنوية، يضم جميع المبادئ والعلاقات الداخلية والخارجية التي تؤثر في صناعة القرار، إذ ما كان النظام مرنًا أو جامدًا، ديمقراطيًا أو دكتاتوريًا أو شبه ديمقراطي.


البيئة

تُعد البيئة الداخلية والخارجية، سواءً البيئة الطبيعية أو البشرية، عاملاً حاسماً في صناعة القرار، فالبيئة بما توفره من موارد طبيعية وثقافية، وتفاعلات بين الفاعلين تؤثر على عملية صناعة القرار الداخلي والخارجي، فالدولة تنهج سلوكها السياسي بناء على العادات والتقاليد المجتمعية، وطبيعة علاقتها بالمجتمع الدولي، ومستوى تأثيرها في هذا المجتمع.


طبيعة القيادة

تلعب الخصائص الشخصية، والمؤثرات المحيطة، والمصالح التي تحكم القائد دوراً في صناعة القرار السياسي، خاصة في تلك النظم الشمولية، أو تلك القيادات التي تحظى بكاريزما معينة، أو تاريخ وطني من وجهة نظر المواطنين.


الإعلام وتوجهات الرأي العام

سواءً على الصعيد المحلي أو الدولي، فإن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بات لها دور فاعل في عملية صنع القرار السياسي، إذ أن الإعلام بات يشكل وجهات النظر العامة للناس حول القضايا التي تشغلهم "الرأي العام"، مما يشكل حالة ضغط على صانع القرار قد يدفعه لاتخاذ قرار يتناغم والحالة العامة للناس، التي شكلتها وسائل الإعلام بدورها.


جماعات الضغط

تساهم الأحزاب والنقابات والشركات العملاقة والمتوسطة، وغرف الصناعة والتجارة، والاتحادات والجمعيات بشتى مجالاتها كقوى ضاغطة، في توجيه صانع القرار نحو اختيار قرارات دون أخرى تتوافق ومصالحها، وخاصة في الدول ذات النظم الانتخابية، إذ يتوجه صاحب القرار لاتخاذ قرارات معينة بهدف تحسين وضعه من وجهة نظر الناخبين.


السّكان والأسر

يتأثر صانع القرار بالتكوين الديموغرافي للمجتمع، سواءً إذا كان المجتمع ذات أغلبية شابة أو مسنة، متعلمة أو أمية، فاعلة أو متكاسلة، وكل هذه العوامل الديموغرافية تقود وتوجه صانع القرار السياسي، في اتخاذ القرارات التي تلقى صدىً طيب لدى الجمهور، وتخدم مصالح الأغلبية خاصة في ظل النظم الديمقراطية.


تمر عملية صناعة القرار السياسي بعدة مراحل وفيما يأتي توضيح لها:
  • تحديد المشكلة.
  • البحث في البدائل المتاحة.
  • اختيار البديل الملائم.
  • تنفيذ البديل المختار.


تتنوع المداخل النظرية في دراسة عملية صناعة القرار السياسي في العلوم السياسية، والتي منها ما يأتي:

  • المدخل المؤسسي التنظيمي: ويتعامل مع القرار السياسي في إطار كونه نتيجة لعمليات تنظيمية، متفاعلة ومتنافسة فيما بينها، بما يُضفي على القرار الإلزامية والعمومية والشرعية.
  • النخبة: وهو تأثير مالكي وسائل الإنتاج كما يراهم كارل ماركس، أو من يملكون قوة التنظيم كما بالنسبة لموسكا و ميتشلز، لتعبر القرارات السياسية وفق هذا المدخل عن تفضيلات النخبة المُسيطرة على مراكز صنع القرار.
  • الفاعل العقلاني: يفترض أن القرار السياسي محصلة تصرفات عقلانية داخل وحدة صنع القرار، بغية تعظيم الإشباع للقيم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ومن متطلبات هذا المدخل الإلمام بقيم المجتمع والمعلومات حوّل البدائل المتاحة، والتنبؤ بنتائج كل بديل.
  • مدخل الجماعة: ويرى أن القرار محصلة تفاعل وتنافس بين المنظمات الفاعلة في صنع القرار.
  • مدخل النظم: ويرى أن القرار هو نتيجة تفاعل النسق السياسي مع بقية الأنساق الفاعلة في المجتمع.