أشكال التنشئة الاجتماعية
التنشئة الاجتماعية هي عملية تشكيل هادف ومنهجي للشخصية؛ استعدادًا للمشاركة الفعّالة في الحياة العامة والإنتاجية، وتعتبر التنشئة عملية منظمة ومشتركة بين الأسرة والمدرسة ومؤسسات ما قبل المدرسة وخارجها ومنظمات الأطفال والشباب؛ أي أنها من مسؤولية المجتمع ككل، وللتنشئة والتربية الاجتماعية عدة أشكال منها الآتي:
التنشئة الأولية
تبدأ التنشئة الأولية منذ الولادة، كما تستمر طوال مرحلة البلوغ، ويقوم بها الوالدان في المنزل، بالإضافة إلى المعلمين والمدربين في المدرسة، كما يُمكن أن يلعب زملاء الدراسة والآخرين أيضًا دورًا فيها.
التنشئة الثانوية
تُعرف التنشئة الثانوية بأنها التغيرات التي تحدث على معتقدات ومبادئ وسلوك شخص التي يحتاجها للانخراط والاندماج في مجتمع معين، وتحدث التنشئة الاجتماعية الثانوية عن طريق السفر أو الجامعة أو مكان العمل، أي في أماكن جديدة غير مألوفة؛ حيث يكتسب الشخص منها تلقائيًا عادات وتقاليد جديدة يتكيف معها ويتعلمها.
التنشئة الاجتماعية الجماعية
تُعرف التنشئة الاجتماعية بأنّها العملية التي يكتسب بها الفرد معتقداته ومهاراته الاجتماعية وسلوكاته من خلال تواصله مع مجموعة معينة، وتحدث التنشئة الاجتماعية الجماعية في جميع مراحل الحياة؛ أي مثلًا يمكن أن تبدأ في مرحلة الطفولة بتعليم الأطفال تلقائيًا كل شيء حسب جنسه، فمن المستحيل أن تجد طفل ذكر يلبس فستان أو يضع إكسسوارات والعكس صحيح.
التنشئة الاجتماعية التنظيمية
التنشئة الاجتماعية التنظيمية بأنها عملية التعلم والتكيف التي تُساعد الشخص على القيام بوظيفة أو دور مهم ضمن مؤسسة أو منظمة ما، فهي تكون داخل مؤسسة أو مكان يتعلم فيه الإنسان قواعد وقوانين وسلوكات ومعايير معينة ويجب أن يلتزم بها، فمثلًا يجب على الموظفين الجدد في الشركات التعلّم على التعاون، وتلبية أهداف الإدارة، وأخذ استراحة بطريقة مناسبة للشركة، ومن الممكن أيضًا أن يتعلموا كيفية التحدث عن قضايا اجتماعية بطريقة تعكس مهمة المنظمة.
التنشئة الاجتماعية الاستباقية
التنشئة الاجتماعية الاسباقية موجهة ذاتيًا إلى حد ما، وتشير إلى الخطوات التي يتخذها الشخص للتحضير لدور ما، منصب ما، أو مهنة جديدة، قد ينتج عن ذلك مراقبة أعمال الأشخاص الجديدة في العمل أو طلب التوجيه من الأشخاص الذين خدموا سابقًا المساعدة، أي باختصار هي أن يمسك المرء أدوار جديدة يطلع عليها ويتعرف عليها قبل أن يخطو إليها رسميًا.
التنشئة الاجتماعية القسرية
تحدث التنشئة الاجتماعية القسرية في مؤسسات مثل السجون، ومستشفيات الأمراض العقلية، والوحدات العسكرية وبعض المدارس الداخلية، وفي هذه التنشئة يُستخدم الإكراه في إعادة إدماج الناس في الأفراد الذين يتصرفون في طريقة تتناسب مع معايير المؤسسة وقيمها وعاداتها، وهي تُدعى أيضًا إعادة تأهيل وهدفها خلق هوية جديدة للشخص.
تهدف التنشئة الاجتماعية إلى نقل العادات والسلوكات للأفراد لاتباعها، ولها الكثير من الفوائد والإيجابيات ومنها تنشئة المجتمع تنشئة صالحة وغير ضارة في المجتمع، ولكن لها أضرار أيضًا، ومنها:
- قد تؤدي إلى استنساخ ونقل عادات ضارة تؤدي إلى الظلم الاجتماعي وعدم المساواة.
- تتضمن بعض سلوكيات التنشئة الاجتماعية التمييز في العرق والعنصرية، وهذا يُنقل للأشخاص ويتوارثوه.