التخلص من الخجل الاجتماعي
يعتبر الخجل الاجتماعي (بالإنجليزية: Social Shyness) إحدى المشكلات الاجتماعية التي تواجه عددًا ليس قليلًا من الأشخاص في المجتمع، والتي تجعل هذا الشخص منعزلًا وكثير الخجل من التفاعل مع الآخرين، ومن أهم طرق التخلص من الخجل الاجتماعي ما يأتي:
- تعزيز الثقة بالنفس أمام الآخرين والتصرف بثقة: تأتي الثقة في النفس من خلال التعلم، والممارسة، والإتقان، حتى لو لم تكن هذه الثقة حقيقية من الداخل، لذا يجب تجنب القلق والخوف في البداية للوصول إلى الهدف، كما أن حب الذات والتحدث مع النفس بإيجابية يُمكن أن تُحدث نتيجة جيدة في التخلص من الخجل الاجتماعي.
- الاندماج في المحادثات مع الآخرين: التحدث مع الغرباء والمشاركة في حوارات قصيرة معهم يساهمان في حل مشكلة الخجل الاجتماعي، وذلك في أي مكان خارج المنزل؛ مثل: المتاجر، والحفلات، وصالات الألعاب الرياضية، كما يجب التقرب من الأشخاص الذين يشعر الإنسان أنه منجذب إليهم عاطفيًا وطلب مواعيد منهم لمقابلتهم في مرات أخرى، لذا من المهم التفاعل اليومي مع الناس، لتحقيق الانخراط الاجتماعي والابتعاد عن الخجل.
- تجربة المغامرات والتفاعلات الاجتماعية الجديدة: على سبيل المثال يمكن الاشتراك في نادٍ رياضي، أو أنشطة جماعية، أو مشروع جديد، أو إنجاز مهمة صعبة في العمل، أو تعلم مهارات جديدة، حتى وإن كانت تسبب بعض القلق، فهذا يعني خروج الشخص من منطقة راحته إلى مكان آخر تزداد فيه ثقته بنفسه، فالانخراط في مجالات جديدة يعزز الثقة بالنفس، ويزيد القدرة على مواجهة الفشل، ومواجهة الخوف من المجهول، والتعامل مع القلق المصاحب له.
- إلقاء الخطب والكلمات والعروض التقديمية: ومن ضمن ذلك أيضًا إلقاء المحاضرات والقصص كتجارب حياتية، إضافة إلى التعبير عن المشاعر والأحداث في التجمعات العائلية وفي العمل ومع الغرباء، والتدرب على الحديث خلال الجلوس مع الذات والتفكير بصوت مرتفع مسموع، والتوقف عن التفكير في إن كان سيحب الآخرون ما يقوله أم لا.
- التدرب على الكلام مع الأشخاص المقربين: تحديدًا مع الأشخاص الذين يُمكن الوثوق بهم، مما يزيد المتعة في التعامل مع الآخرين، ويوطد العلاقات معهم، ويزيد الثقة في التفاعلات الجديدة، ويحافظ على الشخصية الحقيقة بعيدًا عن التصنع، مما يسمح للآخرين بمعرفة حقيقة الشخصية، ويزيد ثقتهم فيه وكذلك احترامهم وتقديرهم له، لذا يجب على الشخص الخجول ألا يفكر كثيرًا قبل التحدث، كي يتمكن من مشاركة أفكاره في أي مطروح.
- التركيز على الأشياء الإيجابية عند مواجهة موقف اجتماعي: كتفكير الشخص في البيئة اللطيفة الموجود فيها حاليًا، أو في حضور الأشخاص المثيرين للاهتمام بالنسبة له، كما يجب أن يُركّز على أن يكون حاضرًا فعلًا، من خلال إدراكه بشكلٍ كامل لما يسمعه، أو يراه، أو يتناوله في اللحظة ذاتها، مما يُساعده على التخلّص من الأفكار السلبية التي يُمكن أن تُسيطر عليه لو استسلم لها، وعند الشعور بالقلق يُمكن أخذ نفس عميق 3 مرات لحين الشعور بالراحة.
يعتبر الخجل الاجتماعي مشكلة اجتماعية وليس مرضًا، لكن يجب حلها للتمكن من الانخراط في المجتمع، وتعزيز القدرة على مواجهة الآخرين، وذلك من خلال عدة خطوات مهمة؛ أولها كسر حاجز الخوف، والتصرف بثقة بل والتدرب على ذلك بحزم وإصرار، إضافة إلى توسعة دائرة المعارف الاجتماعية، وإجراء الحوارات مع الذات ومع المقربين، لزيادة الثقة بالنفس وتعزيز حب الذات.
يعرف الخجل الاجتماعي بأنّه الخوف والقلق والإحراج المصاحب للشخص في أثناء وجوده بين الناس، وتحديدًا عند اقتراب الأشخاص منه سواءً كانوا أقرباء أم غرباء، وقد ينتج هذا الخجل من التجارب الشخصية وطبيعة المجتمع الذي نشأ به الشخص، وأحيانًا تكون صفة وراثية، مما يعني أنّ الشخص قد يولد هكذا أو يكتسب عادة الخجل الاجتماعي مع مرور الوقت، ويُعبر عنه بأنّه خوف الإنسان مما قد يعتقده الآخرون عنه بعد حديثه أو تصرفه، وكذلك من ردود الفعل السلبية، وعدم تقبل الانتقاد، والخوف من الرفض، وتتوقف الأعراض عند ذلك لدى بعض الأشخاص، وقد تتطور لدى بعضهم الآخر لتصبح رهاب اجتماعي (بالإنجليزية: Social Phobia) أو قلق اجتماعي، وهي حالات أكثر تعقيدًا وأصعب حلًا.
ويؤثر هذا الخجل الاجتماعي سلبًا على مشاعر الإنسان وتصرفاته، فعند جلوس الشخص الخجول بين الناس قد يشعر بالتوتر، والقلق، ونقص الأمان، وعدم الارتياح، كما قد تظهر أعراض جسدية مثل احمرار الوجه، والارتعاش، وضيق النفس، على عكس الشخص الاجتماعي الذي يشعر بالراحة عند جلوسه مع الآخرين، فالشخص الخجول يتجنب لفت النظر ويحاول البقاء صامتًا، كي لا ينتبه لوجوده أحد.
ومن أهم العلامات التي تدل على وجود مشكلة الخجل الاجتماعي لدى الأشخاص ما يأتي:
- يصعب على الشخص الخجول التحدث مع الأشخاص الغرباء والمجهولين؛ فهو لا يستطيع حتى الترحيب بأي شخص غريب يراه في طريقه، وذلك ينبع من الإحراج المصاحب لفكرة التحدث مع أي شخص غريب، كما أنّه يواجه صعوبة في التعرف على أشخاص جدد.
- يشعر الشخص الخجول بالإحراج بشكل دائم، وعدم الارتياح للآخرين بسهولة، فهو لا يستطيع التحدث مع من أمامه، إلا إذا شعر بالراحة، والهدوء، والسكينة، مما يعني أنه يحتاج لأن يشعر بالراحة تجاه من أمامه ليبدأ في التحدث.
- لا يكره الشخص الخجول الأشخاص من حوله، لكنه يفضل العيش في عزلة عن الناس؛ فلا يتدخل في شؤون الآخرين، مما يعني أنه يظل سطحيًا في التعامل مع الآخرين، بغض النظر عما إذا كانوا يحبونه أم لا.
- يرى الشخص الخجول جميع ما يدور حوله، ويلاحظ الأشياء الغريبة، وينتبه لجميع الأحداث، لكنه لا يتكلم بسهولة عن كل ما يراه، فهو يختار الصمت مما يعني أنه ليس مُغيبًا عما يدور حوله.
- يواجه الشخص الخجول مشكلة في الاختلاط بالناس، فهو عادةً ما يتسم بالهدوء ولا يُحب التفاعل كثيرًا، وإذا تقبّل الشخص الخجول أي شخص جديد، واندفع نحوه، وتحدث إليه بصراحة وراحة، فهذا يعني أنّ هذا الشخص مميز من وجهة نظره.
من أهم النصائح للتعامل مع الشخص الخجول اجتماعيًا ما يأتي:
- تقبُّل فكرة أنّ الشخص الخجول ليس اجتماعيًا، ويحتاج لفترة طويلة كي يتقبّل الآخرين.
- تجنب الاعتقاد أنّ هذا الشخص يصمت أمامك، لأنه منزعج أو متكبر، على العكس فهذا وضعه الطبيعي وسلوكه اليومي الجلوس والمراقبة.
- الابتعاد عن تصغير حجم مشكلة هذا الشخص الخجول، أو التقليل من مشاعره والتشكيك في نواياه.
- المبادرة في الحديث مع الشخص الخجول، ومحاولة إجراء بعض الأحاديث البسيطة معه، مما يزيد من التفاعل بينه وبين الآخرين.
- منح الشخص الخجول وقتًا كي يشعر بالأمان، فمن الطبيعي أن يشعر بالقلق تجاه أي شخص جديد، لذا يجب الحفاظ على الهدوء، ليتمكن من تخفيف توتره.
- تجنب الأحاديث التي تزيد من خجل الشخص، وكذلك الأسئلة المحرجة التي تزيد الأمر سوءًا.
- طرح الموضوعات التي يفضلها الشخص الخجول، والابتعاد عن الحوارات القصيرة المعتادة والمملة.
للخجل الاجتماعي العديد من الأعراض التي تُسهل على الناس تمييز الأشخاص الذين يتصفّون به، من أهمها العزلة، والابتعاد عن الناس لفترات طويلة، وتجنب لفت الانتباه الذي يزيد من إحراجهم، وهنا تقع المهمة على عاتق أصدقاء وأقرباء هذا الشخص الخجول، وحتى أي شخص غريب يريد مساعدته، من خلال التقرب منهم، والتفاعل معهم، وإعانتهم على كسر حواجز الخوف والخجل، ويجب على الشخص نفسه أن يحاول تعزيز الثقة بالنفس وحب الذات، وتجربة المزيد من المغامرات، والانضمام للأنشطة الجماعية المختلفة بدلًا من الاستسلام للخجل.