-

الأمل في التغيير - ما بين خطط العام الحالي

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

في كل عام، وعند بدء العدّ التنازلي لانتهاء العام أو بداية عام جديد نبدأ في تقييم خططنا، مسارات حياتنا، علاقاتنا ومدى الرضا عن حياتنا الشخصية. سنفرح كثيراً ونحمد الله على أحداث سعيدة مررنا بها، ولكن من ناحية أخرى سنصاب بخيبة أمل؛ لتكرار الأهداف والخطط غير المنجزة والتي عاهدنا أنفسنا على تنفيذها خلال العام المنصرم، ونقوم بتكرارها في أجندتنا للعام المقبل، ويبقى في جعبتنا هذه الاسئلة المتكررة: لماذا نفشل في تنفيذ خططنا؟ ماذا يحدث معنا؟ هل نستطيع الخروج من هذه الدائرة بتكرار الخطط المؤجلة؟

في هذا المقال سنجيب عن بعض هذه التساؤلات، وسنتطرق للطرق العملية التي تساعدنا في تخطي العقبات.

بالبداية دعني أخبرك بالأمر الجيد، الدراسات أثبتت أن 40% من الأشخاص يحققون النجاح في خططهم بعد ستة أشهر من الالتزام بها سواء كانت هذه الخطط متعلقة بالجانب الصحي كاتباع حمية غذائية أو الإقلاع عن التدخين، أو حتى قرارات متعلقة بتطوير الذات أو الدراسة. والشيء الإيجابي أيضاً، أن الأنسان يستطيع أن ينجح في خططه بعد المحاولة الخامسة، وهذا يعني أن هنالك أمل كبير في تحقيق أهدافك المؤجلة وإنهاء خططك العالقة منذ العام الماضي. وبالرغم من هذا الخبر الجيد إلّا أننا يجب أن نقف سوياً على المعيقات التي تعزز نسبة فشلنا في تنفيذ خططنا.
العبقري الحلقة 1

وسنبدأ في ملاحظة مشاعرنا ببداية العام، حيث نكون في حماس زائد ومشاعر إيجابية، بأن الغدّ هو الأفضل وهذا سيجعل أفكارنا بعيدة عن أي سيناريو سلبي، ومتحفزين أكثر للمشاعر والأفكار الايجابية والتي ستتحطم عند أول عقبة سنمر بها لذلك من المهم أن يكون لدينا الوعي الكافي حول مدى واقعية أهدافنا، أفكارنا المتعلقة بالهدف، ومدى موضوعية عواطفنا الإيجابية التي نحملها.

ولنخفف وطأة كلمة العقبات على قلبك ومسامعك لنقل بأن هذه المقالة ما هي الا مراجعة ذاتية لمدى إمكانية إنجاح خططنا بالعام القادم، فمن المعروف بأن الخطط غير الواقعية تتمثل في تحديد وقت وجهد غير واقعي، أي على سبيل المثال نقوم بتحديد وقت قليل لتنفيذ مهمة معينة قد تتطلب وقت أطول أو جهد أعلى، بالإضافة الى أن الخطط العامة دون تحديد تفاصيل الهدف سيجعلنا في دائرة التسويف (التأجيل) المستمر، وهذا يتطلب منا أن نقوم بتدوين خطط عامة، ومن ثم تحويلها الى خطط أكثر تفصيلية، مما سيساعدنا لتحديد الوقت والجهد، بالإضافة الى تحديد الخبرات والمهارات الواجب امتلاكها والتي لم تكن بالحسبان سابقاً. على سبيل المثال لتستطيع أن تتقدم لوظيفة بمستوى أعلى في السلم الهرمي في المؤسسة التي تعمل بها أو أية مؤسسة أخرى، فإنك تحتاج إلى تعلم خبرات ومهارات جديدة كاللغات، أو برامج حاسوبية وغيرها من المهارات التي ستتطلب الوقت والجهد والمال، قد تكون بعض هذه الأمور ليست في الحسبان، أو قد تحدث أمور خارجة عن الإرادة مثل جائحة كوفيد التي غيرت مخططات الجميع وقلبت حياتنا رأساً على عقب، ولذلك يجب أن تكون خططنا مرنة وقابلة للتغيير للتخفيف من مشاعر الإحباط التي قد نواجهها مستقبلاً في حالة حدوث أي طارئ.

إنّ الخطط التفصيلية، أو الخطط اليومية ستساعدنا على تغيير نظرتنا لصعوبة الوصول للهدف، فعلى سبيل المثال سيكون من الصعب البدء في حمية غذائية بين ليلة وضحاها، ولكن في حالة تقسيم هذا الهدف لمراحل كإيقاف تناول السكر، ومن ثم التخفيف من تناول الخبز أو التوقف عن تناوله تدريجياً ضمن فترة زمنية محددة سيساعدنا في جعل أمر الحمية أخف وطأة علينا، وهذه الطريقة ستساهم في استمرارية الدافعية لدينا للوصول إلى هدفنا المرجو.

إن ما يسمى بالخريطة الذهنية (Mind plan) ما هي إلّا وسيلة عملية لتثبيت أفكارنا، وبلورتها من مجرد أفكار الى خطة مكتوبة ومادية، وهي تساعدنا على تحديد المهارات اللازمة للوصول الى أهدافنا، وكما قال العالم Philippe Kruchten "ما هو غير مكتوب، فهو غير موجود" أي أن بحالة عدم كتابة الخطة فهي ستبقى مجرد أفكار قابلة للتأجيل، وقابلة لتعزيز التشتت لدينا.

وأخيراً، حاول أن تعرض خطتك على أصدقائك، أو أحد زملائك للاستفادة من خبراتهم السابقة، أو كن معنا على منصة حاكيني في البث المباشر الذي سنناقش به خطط العام القادم.

الأمل العام الجديد...