-

كيفية التعامل مع المراهق في علم النفس

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

تُعد المراهقة من المراحل الحساسة في حياة الإنسان، لذا لا بد من التعامل بشكل صحيح مع المراهقين، ويُقدم علم النفس العديد من النصائح والأساليب المدروسة للتعامل مع المراهق، ومن أبرزها ما يأتي:

الاستماع له

الانتباه لما يقوله الابن، ومحاولة التركيز مع كل كلمة يقولها وإعطاء الأهمية ذاتها لها، ويجب فهم وجهة نظره ومشاعره حتى وإن لم يتم الاتفاق معه في الرأي، والمحافظة على النصيحة والرأي لحين طلبهما، حيث يحتاج المراهق أحيانًا إلى شخص يسمعه دون أن يقدم له أيّ نصيحة أو توجيه، لذلك يجب احترام قرار الابن وتلبية احتياجاته.

الاتصال البصري

محاولة النظر إلى عينيّ المراهق بشكل دائم، فإنّ ذلك سيشعره بالأمان وأن كلامه مهم، كما أن التواصل البصريّ سوف يساعد على فهم ما يشعر به هذا المراهق بالفعل.

الانفتاح

الحديث مع المراهق بعد انتهاءه من دوره بشيء من التعاطف والتفهم، فهو يحتاج لذلك دائمًا، فيجب أن يكون الشخص منفتحًا، صادقًا ورصينًا، كما عليه أن يكون واثقًا مما سيقوله دون عدائيّة أو تعصب، وتجنب السخريّة فذلك سيضعف شخصيّة المراهق.

تجنب تحطيم مشاعره

كثيرًا ما يستخدم الآباء جمل قادرة على تحطيم أطفالهم نفسيًّا وجعلهم يشعرون أنهم فاشلون مثل جمل (أنت لا تستطيع...، أنت لا تعرف...، دائمًا تقول أنك...، أنت وقح، أنت كسول، أنت غبيّ)، فذلك سيتسبب بمشاكل نفسيّة لدى المراهق.

الاستماع لرأيه

دع المراهق يشعر بالأهمية فما يمتاز به هذه الفترة هو رغبته بالشعور بالأهمية، وأنّه مسؤول وصاحب قرار ورأي، لذلك يجب اخذ رأي المراهق في المسائل والمشكلات الّتي تواجه العائلة ونقاشها معه، فذلك سوف يساعده على اتخاذ القرارات في المستقبل، ويجعله يشعر بالتقدير والاحترام.

عدم مناقضة الأقوال والأفعال

يجب التأكد من أنّ النصائح الّتي يتم تقديمها له لا تتناقض مع الأفعال والتصرفات، فالطفل يتعلم من أفعال والديه لا أقوالهم، فمثلًا لا يمكن نصح المراهق بعدم الكذب وهو يرى الكذب أمامه طوال الوقت، أو نصحه بعدم التدخين وكل من حوله يدخّن، فبدلًا من تقديم النصائح، مثلّا يُمكن الذهاب معه لممارسة رياضة الجري، أو التبرع للفقراء.

الحفاظ على الهدوء

المراهق بحاجة لشخص يفهمه ويتفهمه، ويلجئ إليه، ويجب أن يرى هذا الشخص أمامه دائمًا بدلًا من أن يلجئ إلى أصدقائه الذين يمتلكون خبرة متساويّة معه إلى حد ما، فكلما زاد التفهم والاهتمام والدعم كلما زادت احتمالية الاطلاع على حياة المراهق والمشاركة فيها.

مشاركة الأنشطة المختلفة معه

لتنمية العلاقة مع المراهق، يجب المشاركة باهتماماته، والذهاب معه في نزهة، أو الذهاب لمشاهدة فيلم جديد يرغب بمشاهدته، أو الخروج لتناول العشاء بمطعمه المفضل، كل هذه الأنشطة ستقوي العلاقة.

مشاركة مشاكله وهمومه معه

يأتي دور الوالدين في البقاء بالقرب من أطفالهم ومعرفة مشكلاتهم، لذلك ينبغي بناء علاقة قوية مع الابن منذ طفولته، إذ يعاني معظم المراهقون من مشاعر سيئة كالقلق، الحيرة، الاكتئاب، تدني احترام الذات، وقد يتعرض الابن إلى التنمر في المدرسة أو الإيذاء الجسديّ، فيجب معرفة ذلك لمساعدته قبل تفاقم الأمر.

تعتبر مرحلة المراهقة من أصعب المراحل الّتي يمر بها الابن، وهي عبارة عن مرحلة انتقالية من الطفولة إلى البلوغ، حيث تتغير الحالة النفسيّة والعاطفيّة للابن باستمرار بفعل الهرمونات غير المنتظمة، كما قد يواجه الابن مشاكل كالحرج أو ضعف الثقة بالنفس بسبب التغيرات الجسديّة الّتي ترافق هذه المرحلة.

يميل المراهق إلى الاستقلالية والشعور بأنّه أصبح ناضجًا، وبإمكانه اتخاذ جميع قراراته، وعادةً ما يميل الطفل في هذه المرحلة إلى التمرد، وهذا غالبًا ما يتسبب في مشاكل بين الطفل ووالديه، خاصة مع الأهل الّذين يميلون إلى التحكم بأطفالهم وفرض سيطرتهم.

لماذا يتصادم المراهقون مع آبائهم

تعتبر الخلافات بين الآباء وأبنائهم المراهقين أمر طبيعيّ، وزيادة الخلافات لا يعني بأن الوالد سيء، أو علاقة الأب بابنه ضعيفة أو في خطر، فهذا طبيعيّ للغاية، لكن يجب على الأب أن يتعامل مع ذلك بوعي ورحابة صدر، حيث يميل المراهقون إلى الشعور بأنهم المسؤولين وأصحاب القرار وأنّهم لم يعودوا أطفالًا.

يندفع المراهقون في نقاش قضايا خِلافية، وهذا ما قد يدفع بعض الأهل للاصطدام مع أطفالهم، لكن يجب التأكد من أن طرح أيّ من هذه المواضيع يعني أن الابن يثق بأبيه، وعلى الوالدين الإجابة على أطفالهم بكل احترام دون فرض السيطرة وطلب الطاعة وعدم فتح مثل هذه المواضيع، لأنّ ذلك سيجعل الابن يبحث عن ذلك بطرق مختلفة.

يتحتم على الوالدين مساعدة أطفالهم وتفهمهم واحترام آرائهم، وأن يسعوا لبناء علاقة قويّة حيث يمكن لطفلهم أن يشارك أفكاره وخصوصياته دون خوف، وبالتأكيد ليس علي الأب أن يتقبل جميع تصرفات ابنه فالأب بالنهاية مُوجّه له قبل أن يكون صديقًا.