كيفية التعامل مع الشخصية الانطوائية
إنّ الصفات التي يتمتع بها الشخص الانطوائي وحاجته إلى الهدوء والعزلة لبعض الوقت قد تعكس صورة سلبية عن شخصيته وقد تدفع البعض إلى الاعتقاد بأنّ التعامل معه قد لا يكون سهلاً، ولكن هناك العديد من النصائح والأساليب التي من شأنها أن تساعد بشكل كبير في التعامل مع الشخصية الانطوائية، وفيما يلي بعضٌ منها:
- إذا أردت أن تقضي وقتاً ممتعاً مع شخصية انطوائية عليك أن تكون بمفردك بعيداً عن المجموعات الكبيرة مع الحرص على انتقاء أماكن هادئة وغير مزدحمة.
- الشخصية الانطوائية لا تبادر بالكلام، لذا عليك أن تشجع صاحبها على الحديث بطرح أسئلة ذات إجابات مفتوحة كأن تسأله (كيف كان يومك)؟ فضلاً عن (كيف حالك)؟ حيث يعطيه ذلك فرصة أكبر للكلام.
- الشخص الانطوائي غير مندفع بالكلام، لذا عليك إفساح المجال له بعد كل سؤال أو تعليق حتى يأخذ وقته في التفكير ويبادر بالرد دون شعوره بالضغط وعدم الراحة.
- التعبير عن تقديرك لإنجازاته وامتنانك له باستخدام عبارات المدح والثناء.
- التواصل معه عبر الرسائل بدلاّ من المكالمات الهاتفية، فالشخص الانطوائي يفضل الكتابة أكثر من الكلام.
- أظهر احترامك له ولا تحاول أن تغير من شخصيته، فهو يمتلك صفات مميزة مثل؛ قدرته العالية على الاستماع للآخرين، وقوة التركيز والملاحظة.
- توفير مكان هادئ له لقضاء بعض الوقت بمفرده وممارسة التمارين حتى يستطيع استعادة طاقته.
- الشخص الانطوائي لا يكره الناس لذا لا تحاول أن تصفه بأنه غير اجتماعي لما له من أثر سلبي عليه.
- عليك الاستماع والإصغاء له وإعطاؤه مساحة كافية للتعبير عن رأيه خاصةً في المواضيع التي تثير اهتمامه حيث يصبح متكلمًا جيدًا.
- كن متفهماً ولا تدفعه لأي نشاط اجتماعي رغمًا عنه، فهو بحاجة لوقت فراغ خاص به كي يستعيد طاقته المستنزفة اجتماعياً.
ليس من العدل الحكم على الطفل الانطوائي بأنه طفل يفتقد إلى المهارات الاجتماعية؛ فيجب علينا أن نحترم عالمهم ونتفهمهم، وفيما يلي بعض الطرق التي تساعدك على دعم شخصية طفلك الانطوائية:
- عليك أن تتفهم طبيعة طفلك الهادئة ولا تأخذ الأمر بشكل شخصي فهذا لا يعني تجاهله لك.
- الحرص على أن يقابل طفلك أشخاصًا جدد ويتعرض لمواقف جديدة تدريجياً.
- مساعدته على خلق وقت للراحة إذا شعر بالتعب بعد أي تواصل اجتماعي.
- لا تصف الانطوائية على أنها خجل واحرص على تشجيع طفلك على تصحيح هذا المفهوم لدى الآخرين.
- ساعده في إيجاد نقاط القوة الكامنة في شخصيته.
- ناقش جوانب شخصيته مع معلمه حتى يلقى بيئة إيجابية تحترم شخصيته داخل الفصل.
- عليك تقبل فكرة أن يكون لدى طفلك عدد قليل من الأصدقاء.
- الطفل الانطوائي لا يطلب المساعدة فعليك تفهم ذلك.
يحاول المعلم دائماً أن يساعد الطلاب على التفاعل معه ولكن في حالة الطالب انطوائيًا فقد يتطلب ذلك منه جهداً أكبر، ونذكر هنا بعض الطرق التي يمكنه اتباعها في التعامل معه:
- يحتاج الطالب الانطوائي إلى الهدوء ووقت أكبر للتفكير، لذا يتوجب على المعلم خلق مساحة له للتفكير بهدوء، ويتم ذلك بعدة طرق كأن يطلب المعلم من الطلاب تدوين إجاباتهم على ورقة قبل مشاركتها مع الفصل، أو بوضع صورة وإعطائهم وقت للتفكير بها.
- خلق محادثات فردية حيث يمكنه مشاركة أفكاره ضمن ثنائيات ومن ثم المشاركة مع باقي الطلاب وتضمن هذه الطريقة اندماجه مع الطلاب تدريجياً.
- توفير أماكن لاستعادة نشاط جهازهم العصبي مثل الأماكن المخصصة لتناول الطعام، أو للعب، أو المكتبة للقراءة بهدوء.
- الحرص على أن يكون الدرس عميقًا وذا مغزى، حيث إن الطالب الانطوائي يستمتع بالدروس التي فيها نوع من التحدي لذا يجب أن يكون الدرس مليئًا بالمواد الغنية والأسئلة المثيرة حتى تشجعه على المشاركة.
- توفير وسائل أخرى للمشاركة كالسماح للطلاب بالتغريد أو التدوين في المنتديات التعليمية كوسيلة أخرى للمشاركة، فهو لا يفضل المناقشات الجماعية في الصف.
- يتجنب الطالب الانطوائي التحديات المفاجئة وغير المألوفة لذا فإنّ جدولة اللقاءات والدروس اليومية ستساعده كثيراً.
إنّ الشخص الانطوائي موظف متميز ويمتلك صفات تساعده في أن يشغل مناصب قيادية، فهو مستمع جيد، ويمتثل للقواعد أكثر من غيره، بالإضافة إلى حرصه على الدقة والجودة في عمله ضمن معايير ثابتة يضعها لنفسه حتى يكمل عمله على أتم وجه، فإذا كان لديك موظف أو زميل انطوائي احرص على الالتزام بما يلي أثناء التعامل معه:
- عدم مقاطعته عند القيام بعمله إلا للضرورة.
- امنحه الوقت اللازم لإعادة صياغة أفكاره، فهو يحتاج إلى التفكير العميق قبل أي تصرف وعند حل المشكلات.
- كن لبقاً وحاول انتقاء كلماتك خلال الحديث معه.
- عدم المبالغة في الثناء عليه أو انتقاده.
- عليك التحلي بالصبر، فاهتمامه بأدق التفاصيل يحتم عليك تقديم شرح مفصل وإجابات دقيقة تتعلق بأي مهمة يقوم بها.
- لا تتأثر بشكل سلبي بردود أفعاله، فهو شخص غير عاطفي خاصةً في الأمور التي تتطلب تحدي.
- تشجيع التمارين والدورات التي تساعده على تنمية مهاراته والاندماج مع زملائه.
- توجيهه وتقديم الدعم اللازم له حتى يستطيع أن يضع المعايير التي سوف تساعده على تحقيق الأهداف المرجوة.
قد تكون الانطوائية صفة وراثية يكتسبها الشخص بسبب التركيبة الجينية لأحد الأبوين، أو أنها صفة يتم اكتسابها بسبب عوامل بيئية؛ حيث إن البيئة التي يتربى فيها الشخص تلعب دوراً كبيرًا في تحديد شخصيته، وتشتمل هذه العوامل البيئية على الطريقة التي يتبعها الأبوان في تربية الأبناء، وكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى الخبرات والمواقف التي يتعرض لها الطفل منذ صغره، وأسلوب التعليم الذي يتلقاه الطفل.
فيما يلي بعض العلامات والصفات التي تشير إلى أن صاحبها يتمتع بشخصية انطوائية:
- الحاجة إلى الهدوء حتى يستطيع التركيز.
- الحاجة إلى الوقت لاتخاذ القرارات.
- الشعور بالراحة عندما يكون بمفرده.
- لا يحب العمل الجماعي.
- يميل إلى الكتابة أكثر من الكلام.
- الميل إلى الوحدة والعزلة حيث يشعر بالتعب بعد تواجده في أماكن مزدحمة.
- يفضل الاحتفاظ بعدد قليل من الأصدقاء المقربين.
- يستخدم مخيلته لحل أي مشكلة تواجهه.
هناك بعض الخرافات والتصورات الخاطئة التي من شأنها أن تجعل البعض يسيء فهم الشخصية الانطوائية، لذا إليك بعض الأمور التي يجب معرفتها:
- الهدوء لا يعني الخجل فهناك فرق كبير بينهما.
- الحاجة إلى العزلة والهدوء بعد أي نشاط اجتماعي لا يعني بتاتاً أنه يشعر بالغضب، أو الاكتئاب، أو القلق.
- يفسر البعض استمتاعه بوقت عزلته بشكل خاطئ على أنه رهاب من الأماكن العامة.
- من المعتقدات الخاطئة أيضاً الاعتقاد بأن الشخص الانطوائي يكون هادئاً ومتحفظاً بسبب عدم ثقته بنفسه.
- الشخص الانطوائي لا يحب قضاء كثيراً من الوقت بمفرده فهو يستمتع حقاً بقضاء وقت مع أصدقائه المقربين، وليس مع مجموعة كبيرة من الأشخاص.
- لا يكره الناس ولا يعد غريب الأطوار كما يعتقد البعض.