تخيل أنك تستيقظ في صباح يوم جديد، ويبدأ الضغط بالتزايد قبل أن تبدأ يومك فعليًا. هاتفك يدق، والبريد الإلكتروني يتراكم، والمهام تتزايد بلا رحمة، والوقت يمر بشكل أسرع مما تتوقع. هل يبدو لك هذا السيناريو مألوفًا؟ 🤔

في هذا المقال، سنناقش ضغوط العمل، أسبابها، أنواعها، وكيف يمكنك إدارتها بطرق فعالة وعملية. سنساعدك في تحويل الضغط النفسي من عدو يعيقك إلى دافع يحفزك على التقدم والنجاح. لذا، خذ نفسًا عميقًا، واستمر في القراءة.. فقد يكون الحل أبسط مما تتخيل!

ما معنى ضغوط العمل؟ وما الفرق بين السلبية والإيجابية منها؟

ضغوط العمل هي المشاعر التي تعايشها عندما تجد نفسك أمام مسؤوليات متزايدة، ومهام متعددة، وتوقعات مرتفعة، كل ذلك في إطار زمني محدد. من الناحية العلمية، يمكن تعريف ضغوط العمل على أنها استجابة الجسم والعقل لمتطلبات مهنية تتجاوز قدرة الفرد على التأقلم.

عندما تكون المتطلبات عالية، والموارد محدودة، والتوقعات مرتفعة، فإن ذلك يخلق بيئة مليئة بالضغط النفسي والجسدي التي تؤثر سلبًا على الأداء الوظيفي والصحة العامة.

ليست كل الضغوط سلبية..

بل هناك نوعان رئيسيان منها:

✅ الضغوط التحفيزية (الإيجابية): هذا النوع من الضغط يُعتبر مفيدًا، لأنه يحفزك على إنجاز المهام بكفاءة عالية، ويساعدك على التركيز، ويمنحك الدافع لتحقيق أهدافك. على سبيل المثال: مشاعر التحدي التي تراودك عند العمل على مشروع جديد أو محاولة تحقيق هدف مهني معين.. هذه المشاعر هي ما يدفعك للإنجاز والتطور.

❌ الضغوط السلبية (المؤذية): هذا النوع يحدث عندما يتجاوز الضغط الحد المقبول، مما يؤدي إلى الإرهاق وفقدان الحماس وانخفاض الإنتاجية. قد يكون ذلك نتيجة عدم وضوح الأهداف، كثرة المهام، نقص الموارد، أو بيئة عمل غير داعمة.

وللتفرقة بين النوعين بشكل جيد..

حدد مشاعرك:

  • إذا كنت تشعر بالحماس والتحدي، فهذا ضغط إيجابي!
  • إذا كنت تشعر بالإرهاق والتوتر المستمر، فهذا ضغط سلبي يحتاج إلى إدارة جيدة وفهم لأساسيات المشكلة.

10 أسباب رئيسية للتوتر في مكان العمل (وما يمكنك فعله لمكافحته!)

ضغوط العمل لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج تراكم عوامل عديدة قد لا نلاحظها يوميًا. تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 83% من الموظفين في الولايات المتحدة يعيشون تحت ضغط عالي مرتبط بالعمل، وتتنوع أسبابه ما بين مواعيد تسليم مرهقة، وزملاء صعبين، ومدراء لا يقدرون موظفيهم...

استمر في القراءة لتتعرف على الأسباب العشرة الأساسية للتوتر في مكان العمل (وما يمكنك فعله لمكافحته!).

[1] مواعيد تسليمات صارمة

بعض الوظائف تفرض مواعيد تسليم غير واقعية، مما يدفع الموظفين إلى الشعور بالإرهاق والضغط النفسي أثناء محاولتهم التوفيق بين متطلبات العمل المتعددة. وهذا الضغط الناتج عن تسليم المهام بسرعة يؤدي إلى انخفاض جودة العمل وزيادة القلق.

للتعامل مع هذه المشكلة: تأكد من أن المهام والتوقعات المعينة لك معقولة. استفسر عما إذا كان لديك الوقت الكافي لإكمال المهام، وإذا كانت هناك حاجة لمزيد من الدعم أو الموارد.

[2] ساعات العمل الطويلة

العمل لساعات طويلة بشكل متكرر يؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية والعقلية للموظف. وقد أكدت دراسات متعددة وجود علاقة بين ساعات العمل الطويلة والاكتئاب وأعراض التعب المزمن.

للتعامل بشكل جيد مع المشكلة: تأكد من توفير وقت كافٍ لنومك يتناسب مع نوبات عملك، سواء كنت موظفًا أو مديرًا، لضمان توازن بين الحياة الاجتماعية والمهنية.
وديمة وحليمة 4 الحلقة 8

[3] عبء العمل الثقيل دون التوجيه المناسب

عندما يكون الموظفون مثقلين بالمهام دون توجيه أو دعم مناسب، فإنهم غالبًا ما يشعرون بفقدان السيطرة على وظائفهم، مما يؤدي إلى مستويات عالية من التوتر.

للتعامل مع هذه المشكلة: حاول إعادة هيكلة أعباء العمل بحيث يكون لدى كل موظف كميات عمل يمكن إدارتها، وقدم التدريب أو الدعم الإضافي عند الحاجة.

[4] الأدوار والمسؤوليات الجديدة دون استعداد لها

الانتقال إلى دور جديد أو تحمل مسؤوليات إضافية يمكن أن يكون مصدرًا رئيسيًا للتوتر، خاصة إذا لم يكن الموظف مستعدًا بشكل كافٍ. لذا، من المهم توفير جلسات تدريبية منظمة للتأقلم مع الأدوار الجديدة.

[5] ضعف التواصل في بيئة العمل

عندما يكون هناك نقص في التواصل الفعال بين الزملاء والمديرين، تزداد الضغوط بسبب سوء الفهم حول المهام والتوقعات. لذا، يجب على الشركات:

  • اعتماد أدوات تواصل فعالة مثل البريد الإلكتروني والتطبيقات المخصصة.
  • تشجيع ثقافة الحوار المفتوح للتعبير عن المخاوف.
  • وضع سياسات واضحة لتجنب الغموض.

[6] انعدام الأمن الوظيفي والشعور بعدم الاستقرار

القلق حول فقدان الوظيفة يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا للتوتر. لذا، من المهم:

  • توفير برامج تطوير وظيفي تمنح الموظفين الفرص للنمو.
  • تحقيق شفافية بشأن استراتيجيات التوظيف.
  • تقديم الدعم النفسي لمساعدة الموظفين على التعامل مع مخاوفهم.

[7] بيئة العمل السامة وعبءها النفسي الكبير

تشير الإحصائيات إلى أن 32% من الموظفين يتركون وظائفهم بسبب بيئة العمل السلبية المليئة بالصراعات. لذا، من المهم تعزيز بيئة عمل إيجابية قائمة على الاحترام والتعاون.

[8] السياسات والإجراءات غير الواضحة والضاغطة

وجود فهم واضح للتوقعات يساعد في منع الإحباطات التي يمكن أن تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي. لذا، يجب على صاحب العمل:

  • توضيح السياسات والإجراءات للموظفين منذ البداية.
  • تنفيذ القوانين بشكل عادل ومتسق.
  • مراجعة السياسات بشكل دوري لضمان توافقها مع احتياجات الموظفين.

[9] التنقلات الشاقة تُضيّع الوقت وتزيد من التوتر

قضاء ساعات طويلة في الازدحام أو وسائل النقل العامة يمكن أن يكون مرهقًا. لذا، يجب على الشركات توفير:

  • خيار العمل من المنزل جزئيًا أو تحديد ساعات مرنة.
  • السماح للموظفين ببدء العمل في أوقات مختلفة.
  • تشجيع مشاركة السيارات بين الموظفين.

[10] الأجور الغير العادلة مقارنة بالجهد المبذول

الأجر المنخفض مقارنة بالجهد المبذول يمكن أن يؤدي إلى الإحباط وفقدان الحافز، مما يدفع الموظفين إلى البحث عن فرص أفضل. لذا، يجب:

  • تقديم رواتب تنافسية تعكس قيمة العمل.
  • تقديم الحوافز الإضافية مثل المكافآت السنوية.
  • تحديد نظام واضح لتقييم الأداء وزيادات الرواتب.

هذه التحديات ليست فردية، بل تؤثر على بيئة العمل ككل. الشركات التي تدرك هذه الاحتياجات وتوفر استشاريين وخبراء نفسيين لتقييم الوضع النفسي للموظفين، هي التي تحافظ على موظفيها وتعزز نجاحها على المدى الطويل.

ما هي أنواع ضغوط العمل؟ وطرق التعرف والتغلب عليها!

عرفت منظمة الصحة العالمية التوتر بأنه "وباء الصحة في القرن الحادي والعشرين". ولكنه ليس دائمًاأ سلبياً، فهناك أنواع إيجابية مفيدة وأخرى سلبية ضارة!

1) الضغوط الإيجابية في العمل (Eustress)

الضغوط الإيجابية هي تلك التي تحفز الموظفين وتساعدهم على تحقيق الإنجازات. هذه الضغوط تكون مؤقتة وتتناسب مع قدرات الفرد، مثل:

  • مشاريع جديدة تتطلب جهدًا إضافيًا.
  • أهداف واضحة تتطلب تحقيقها.
  • مواعيد نهائية معقولة تدفعك للإنجاز.

ويمكن الاستفادة منها من خلال:

  • وضع أهداف قابلة للتحقيق.
  • خلق بيئة عمل تحفيزية.
  • توفير موارد كافية لدعم الموظفين.

2) الضغوط السلبية في العمل (Distress)

الضغوط السلبية تؤثر سلبًا على صحة الموظف، وتحدث عندما يكون هناك ضغط مستمر وغير متناسق.

النوع الأول: الإجهاد الحاد

هل شعرت بضربات قلبك تتسارع عند اقتراب موعد تسليم تقرير مهم؟ هذا هو التوتر الحاد الناتج عن استجابة فورية لجسمك.

تأثيره على الجسم يشمل:

  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • تعرق مفاجئ.
  • صعوبة في التركيز.
  • شعور بالقلق اللحظي.

لذا:

  • خذ فترات راحة قصيرة.
  • مارس تقنيات التنفس العميق.
  • اطلب الدعم عند الحاجة.

النوع الثاني: الإجهاد الحاد المتقطع

هذا النوع هو نتيجة التعرض المتكرر لمسببات الإجهاد الحاد، ويميل الأفراد المصابون به إلى العيش في حياة غير منظمة.

أعراضه تشمل:

  • القلق المستمر.
  • الإرهاق الذهني والجسدي.
  • أعراض جسدية مثل الصداع.
  • صعوبة في تنظيم الوقت.

النوع الثالث: التوتر المزمن الغير منتهي

التوتر المزمن هو الأسوأ لأنه يست