-

كيفية إظهار الاهتمام بالآخرين

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يعد استماعك لأحاديث الآخرين ومنحهم كامل انتباهك عند التحدّث معهم من أهم مظاهر الاهتمام بهم، إذ يجب أن تُظهر لهم اهتمامك الشديد بحديثهم، واستمتاعك به، وتقديرك لآرائهم التي يطرحونها خلال المحادثة، أي بمعنى آخر أن تستمع إليهم بجميع حواسك، وليس مجرد تظاهرك بذلك.


ومن خلال ذلك ستستطيع الوصول إلى المغزى والمقصد الحقيقي من حديثهم، وبالتالي ستتمكن من مشاركتهم الحديث بفعالية، وأن تطرح عليهم الأسئلة المناسبة، إلى جانب ذلك فيجب أن تأخذ بعين الاعتبار لغة الجسد للمتحدث، فهي تساعد على كشف الكثير من الأمور والتي قد لا تتمكن من معرفتها من خلال حديثهم فقط.


يُعدّ تقبل آراء الآخرين الخاصة بغض النظر عن ماهيتها إحدى مظاهر الاهتمام بالآخرين، حتى وإن كانت مخالفة لرأيك الشخصي أو مبادئك، ففي مثل هذه الحالة كل ما عليك فعله هو الاستماع بإنصات لآرائهم وأفكارهم وإعطائهم رأيك بحيادية تامة، وإبداء احترامك الكامل وتقديرك لهم، مع تجنب محاولة الضغط عليهم لتغيير آراءهم الخاصة.


فتقبلك للآخرين بهذه الصورة سينتج عنه تقوية روابط التواصل الفعال بينكم مهما كانت درجة الاختلاف، كما سيساعدك في التعرف على شخصياتهم وهوياتهم بشكلٍ أفضل.


يعد قضاؤك الكثير من الوقت مع الآخرين أكبر دليل عملي على اهتمامك الشديد بهم، وعلى قيمتهم الكبيرة عندك، لذا احرص على أن تُخصص لهم بعض الوقت للخروج معهم، حتى وإن كنت كثير الانشغال، من خلال ترتيب وقتك وأولوياتك، ويُمكنك أيضًا التخطيط لقضاء وقت ممتع معهم، كالخروج لتناول الطعام، أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم، أو التنزه، أو ممارسة الرياضة، أو حتى الجلوس معًا والتحدّث في المواضيع المشتركة، وغيرها الكثير من الأفكار التي قد تساعد في توطيد العلاقة بينكم، وإشعار الطرف الآخر بمدى أهميته لديك.


يعد التواصل اللفظي وسيلة مهمة لتقارب الأشخاص، وتوطيد العلاقات الاجتماعية وتقويتها، وهو من أبرز العوامل التي تُظهر للشخص الآخر مدى الاهتمام الذي توليه له، ويُمكن أن يكون ذلك عن طريق حرصك الدائم على التحدث مع من يهمك أمره، وسؤاله بشكلٍ مستمر عن أحواله، وحياته، والاستماع لإجاباته بانتباهٍ شديد، إلى جانب ذلك فإنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف وانتشارها ساهم كثيرًا في تقريب المسافات البعيدة، ممّا سيمكنك من التواصل بسهولة مع الشخص الذي ترغب التحدث معه في أيّ وقتٍ تشاء، حتى وإن كنت بعيدًا عنه ولا تستطيع مقابلته شخصيًّا.


ويجدر بالذكر أنّ التواصل اللفظي يُعد من أهم مظاهر الاهتمام عند الآخرين، ويؤدي إلى تحسين علاقاتك مع من حولك، والتمكن من مساعدتهم قدر الإمكان.


يجب عليك دائمًا أن تضع في عين الاعتبار احتياجات الآخرين الذين يهمك أمرهم، وأن تتذكر أدق تفاصيل حياتهم، إذ لا بد لإنجاح علاقتك مع الآخرين أن تكون يقظًا أثناء تعاملك معهم، وشديد الملاحظة لاحتياجاتهم الشخصية، ففي بعض الأحيان قد يشعرون بالخجل من طلب المساعدة منك مباشرةً، وبالتالي فإنّ معرفتك بهذه الاحتياجات مسبقًا سيُساهم في تسهيل مهمتك في اختيار الإجراءات والوسائل المناسبة لتوفير الرعاية لهم، وتلبية احتياجاتهم، وهكذا سيبدو لهم تصرفك هذا عفويًا، ونابع من اهتمامك الشديد بهم.


يُعدّ جلب الهدايا المميزة وتقديمها للآخرين من أبرز مظاهر الاهتمام بهم، والتي ستترك أثرًا جميلًا في قلوبهم، علمًا أنّ الهدية بقيمتها المعنوية، وبالتالي فأنت لست مضطرًا في كل مرّة لشراء هدية باهظة الثمن، إنّما يُمكنك الاكتفاء بهدية بسيطة تُعبّر عن مدى تقديرك وحبك لهم، فالقيام بمثل هذه اللفتات البسيطة من حينٍ إلى آخر كفيل برسم السعادة على وجوههم، وجعلهم يدركون مدى أهميتهم بالنسبة لك.


قد تطرح على نفسك في بعض الأحيان هذا السؤال: هل كثرة الاهتمام بالآخرين يبعدهم؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب عليك أن تدرك أنّه في كثير من الأحيان قد يتعرّض معظم الناس للعديد من الضغوطات النفسية، والمشاكل الحياتية، والتي قد تسبب لهم الشعور بالحزن والألم.


لذا فإن جزء كبير من اهتمامك بمن حولك هو بوجودك قربهم خلال مرورهم بهذه الأوقات الصعبة ومواساتهم، وإعطائهم الفرصة للبوح بما في داخلهم من مشاعر، حتى وإن لم تستطع إيجاد حل لمشاكلهم التي يمرون بها، إلا أنّ دعمك النفسي لهم، ومحاولتك رفع معنوياته سيساعد في التخفيف عنهم، وبث الطمأنينة والسكينة في نفوسهم، وبالتالي فالإجابة على السؤال السابق هي لا.


في كثير من الأحيان قد يتعرّض الأشخاص الذين تهتم لأمرهم لبعض المواقف الحياتية التي تستلزم منك تقديم يد العون والمساعدة لهم، مثل أداء بعض المهمات الصعبة، أو القيام بالأعمال المنزلية، أو تقديم المساعدة في حل الواجبات الدراسية، أو المساعدة المالية، وغيرها الكثير.


لذا يتوجب عليك في مثل هذه الحالات ومن باب إظهار مدى اهتمامك بهم أن تبادر إلى عرض المساعدة عليهم من تلقاء نفسك، وأن لا تنتظر طلبهم المساعدة منك، كما يجب أن تبذل المجهود لتحقيق ذلك، وبالقدر الذي يناسب طاقتك وقدراتك، فمثل هذه المبادرات تُثبت مقدار أهميتهم عندك بصورةٍ عملية وواقعية، وتجعلهم يشعرون بالأمان بأنك ستبقى بجانبهم عند الحاجة إليك.


يُعد إظهار الاهتمام بالآخرين من أهم العوامل التي تُساعدك على بناء علاقات اجتماعية ناجحة، فالاهتمام حاجة نفسية مُلحّة تمنح الشخص الشعور بالثقة، والأمان، والقبول من قِبل المجتمع، ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال اتّباعك لبعض الأساليب والإجراءات البسيطة، والتي قد تتطلب منك أحيانًا بذل القليل من الجهد، إلّا أنّ النتيجة النهائية ستكون مرضية لك وللشخص الذي يهمك أمره، إذ سيتمكن من معرفة مدى أهميته بالنسبة لك، ومقدار قيمته الحقيقية عندك.