تفسير الحلم بالشهداء في المنام

لا بد من الإشارة إلى أنّ علم تأويل الرؤى من العلوم الظنية التي لا يمكن القطع بدلالاتها، خاصة أن الرؤى ليست كلها لها تأويل، فمنها ما يكون مجرد حديث نفس، أو تخيلات من الشيطان ليحزن المؤمنين، وإن كانت الرؤيا صادقة فلا يعلم بطريقة ووقت وقوعها إلا الله -تعالى-.

وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق بطريقة التعامل مع الرؤى أنه قال: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ).

أما دلالات رؤية الشهداء في المنام، فبيانها كما يلي:

• ربما تُشير رؤية الشهيد في المنام؛ بأن هذا الشهيد حي؛ وسيكون الرائي على خطى هذا الشهيد.
• قد قيل أيضًا أنه من رأى شهيداً حياً في المنام؛ فإن ذلك يدل على تقرب صاحب الرؤيا من الله -تعالى-.
• إذا رأى النائم رجلًا من الصالحين؛ فربما يدل على صلاح حياته ودنياه.
• إذا تحوّل الرائي إلى بعض الصالحين والشهداء المعروفين في منامه؛ فذلك دليل على أنّه سيكون في طريقهم، وسيكون له الفرج واليسر بعد الضيق والكرب.
• إذا رأى النائم رجلًا صالحًا حيًا في منامه في بلدة ما؛ فذلك قد يكون دليلًا على أنّ أهل هذه البلدة سينالون الخصب والفرح والعدل، وسيصلح الوالي عليهم.

إنّ الحلم بالشهادة في سبيل الله؛ من الأحلام التي لها دلالة حسنة وطيبة؛ وبيان ذلك فيما يأتي:

• قد يدل نيل الرائي الشهادة في منامه؛ على نيل السرور والرزق الحلال، والبركة في العمر.
• إذا رأى الشخص نفسه بالحلم بأنه يستشهد في سبيل الله؛ فقد يدل ذلك على أنه سينال الرفعة والعلو في الدنيا والآخرة.

عمومًا تعتبر دلالة الجهاد في المنام دلالة صالحة وتحمل البشارات لصاحب الرؤيا، وفيما يأتي بيان ذلك:

• من رأى أَنه يُجَاهد فِي سَبِيل الله في منامه؛ فقد يدل ذلك على سعة رزقه وغناه، وعلى الْفضل الذي سيناله، وعلو شَّأْنه بين الناس.
• قد يُشار إلى رؤية الشخص نفسه بأنه يذهب إلى الجهاد؛ بأنه سينتصر وسينال الغلبة والفضل والثناء والرفعة في حياته.
• من رأى نفسه بأنه خرج إلى الجهاد في سبيل الله في منامه؛ فذلك يشير إلى أنه يتبع الخير ويدل عليه، فإذا رأى نفسه عائدًا من الجهاد، فإنه سينال الصحة والسلامة، وسيتحقق له ما يريده.
• إذا رأى الشخص نفسه عائدًا من الجهاد سالمًا، وكان في الواقع غائًا؛ فإنه قد يعود بخير إلى أهله، وإن كان مريضًا سيعافيه الله.
• قد تدل رؤية الحالم على أن الناس يخرجون للجهاد في سبيل الله؛ بأنهم ربما ينالون قوة وعزة.