تفسير حلم زيارة الكعبة في المنام
الكعبة المشرفة مكانتها العظيمة عند المسلمين؛ فهي قبلة الصلوات وإليها تشد الرحال، وفيها تقام شعائر الحج والعمرة قال -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، وقال أيضاً: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا).
ذكر محمد قطب أن من رأى أنه زار الكعبة؛ فقد يدل على البركة تبعاً لبركة المكان وقدسيته، وقد يدل على العلم والهدى، ومن رأى الكعبة في المنام فإنها قد تدل على الصلاة؛ لأن الكعبة ركن من أركان هذه العبادة، أو قد تكون بشير خير، أو انصراف شر عن الرائي، أو ربما بشارة بزيارتها ودخولها، وقد تدل رؤية الكعبة على المسجد والجامع، أو من يقتدى به؛ كالإسلام والقرآن، أو العلماء والوالد والزوج.
يرى ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه أن من رأى أنه مس الحجر الأسود؛ فقد يدل على أنه يقتدي بإمام من أهل الحجاز، أما إذا رأى أنه قد وجد الحجر الأسود؛ وقد كان مفقوداً فحمله ووضعه مكانه؛ فقد قال أهل التأويل ربما يظن صاحب الرؤيا أنه على هدى، وغيره من الناس ربما على ضلالة.
يرى ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه أن الصلاة في المنام بشكل عام؛ قد تدل على إدراك ولاية، أو قضاء دين، أو أداء أمانة، وربما دلت الصلاة على أن صاحب الرؤيا يجتنب الفواحش، لقوله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)،
أما دلالة الصلاة في الكعبة فيرى ابن سيرين فيما نُسب إليه؛ أنها قد تدل على تمكن الرائي من بعض الأشراف والرؤساء، وقد تدل على نيل الخير والأمن، لقوله -تعالى-: (وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا).
ذكر ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه أن رؤية مقام إبراهيم؛ قد تدل على أن الرائي سيرزق الحج، أو قد يدل على الأمن، وربما دل على أن الرائي يقيم الشرائع.
ويرى عبد الغني النابلسي أن رؤيا مقام إبراهيم؛ قد تدل على إيمان صاحب الرؤيا وحفاظه على الشرائع، وأنه يأمن إن كان خائفاً، فإن دخل المقام؛ فإن ذلك قد يدل على تولي منصب عظيم؛ كالملك أو نيل العلم، وربما دل على الميراث من الأب أو الأم.
قال محمد قطب إن كان الرائي عاصياً قد يدل ذلك على عتقه من النار، وإن كان أهلاً للتقدم ربما تقدم وقد نال مرتبة رفيعة، وإن كان عازباً ربما دلت الرؤيا على الزواج،ويرى ابن سيرين في الكتاب المنسوب إليه أن الطواف بالكعبة؛ قد يدل على تولي الرائي أمراً شريفاً.
يرى عبد الغني النابلسي أنه إن كان الرائي عبداً؛ قيل في تأويل طوافه بالبيت أنه يُعتق، كذلك إن كان عاصياً؛ فإنه قد يعتق من النار، أما إن كان أعزباً فربما تزوج، وقيل فيه دلالة على الوفاء بالنذر.