تفسير الهدية في الحلم
يستأنس المؤمن بما ذكره المعبرون في كتبهم؛ فهي تأويلات ظنية قائمة على الاجتهاد، وأمر تحقق الرؤى والأحلام يبقى في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى-، وقد ذكر عبد الغني النابلسي في كتابه "تعطير الأنام في تعبير المنام" عدّة تأويلات عامة لرؤيا الهدية في المنام؛ وسنبيّنها فيما يأتي:
- إذا رأى الرائي هدية في منامه؛ فربما هي إشارة للسرور والفرح؛ وذلك استناداً لقول الله -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ).
- رؤيا الهدية في المنام قد ترمز إلى المودة والمحبة بين الناس، فقد روي عن النبي الكريم أنه قال: (تَهادُوا تَحابُّوا).
- إذا رأى الرائي هدية في المنام وكان واقعاً في الخصام؛ فربما هي دلالة على انتهاء الخصومة.
- قد تشير رؤيا الهدية في المنام على خطبة الزواج.
- إذا رأى الرائي أن الهدية عبارة عن رطب وكان له بنت؛ فقد يدلّ على خطبتها.
رؤيا إهداء الهدية في المنام تم تأويلها بعدّة دلالات محتملة حسب حال المُهدي وصنف الهدية، وقد ذكر الملا الإحسائي في كتابه "تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام" عدداً من هذه التأويلات سنبينها فيما يأتي:
- إذا رأى الرائي أنه أُهدي إليه هدية من شخص كبير بالسن أو عجوز؛ فإن الرؤيا تؤول على خير ودلالات محمودة.
- إذا رأى الرائي أنه أُهدي إليه هدية من شاب؛ فقد يدلّ المنام على تأويلات غير محمودة.
- إذا رأى الرائي أن شخصاً أهدى إليه هدية وقام بردها عليهح فربما هي دلالة لحصول كلام سيء بينهما.
- إذا كان نوع الهدية محبوباً للرائي؛ فقد يؤول المنام على نيل خير وبركة للفاعل والمفعول.
ألحق ابن شاهين في كتابه "الإشارات في علم العبارات" رؤيا الهبة في المنام برؤيا الهدية وأشار إلى عدّة تأويلات محتملة لرؤيتها في المنام، وسنذكر بعضها فيما يأتي:
- إذا رأى الشخص أنه وهبّ هبّة لشخص ما؛ فربما هي إشارة إلى تفضله عليه بأمر خير.
- إذا رأى الرائي أنه تم وهبه عبداً؛ فربما هي إشارة لإرسال عدو له.
- إذا رأى الرائي أنه تم وهبّه خاتماً؛ فربما هي إشارة إلى تحصيل المال.
- إذا رأى الرائي أنه وهب خاتماً له لأحد؛ فربما هي إشارة إعطاء المال عن طيب نفسٍ منه.
وتنقسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام؛ رؤيا من الله -تعالى-، ورؤيا من حديث النفس، ورؤيا من الشيطان؛ ليُحزن قلب المؤمن، ولذلك أرشدنا النبي الكريم إلى طريقة التعامل مع الرؤى والأحلام؛ فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ).