تفسير تكرار الحلم بنفس الشخص

الرؤى في حقيقتها إخبار للرائي لبعض الأمور تبشيرًا وتحذيرًا، وقد تحفّ العناية الإلهية ببعض الناس بتكرار الرؤى له لعدة أسباب، وذكر من الدكتور السدحان ثلاثة أسباب:

• اهتمام صاحب الرؤيا بموضوع الرؤيا الذي يتكرر.
• في حالات عجز الإنسان في حياته وانسدادها.
• البحث عن المجهول والغيب.

ومما يمكن إضافته من أسباب هو عناية الله -تعالى- بعبده تنبيهاً أو تحذيراً، أو تهيئة وتبشيراً، ومن ذلك ما ورد في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(أُرِيتُكِ في المَنامِ مَرَّتَيْنِ، إذا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةِ حَرِيرٍ، فيَقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فأكْشِفُها فإذا هي أنْتِ، فأقُولُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ).

وعليه فتكرار رؤية شخص قد يدل على اهتمام الرائي فيه، أو عناية الله تعالى- به، أو تنبيهًا له على أنه لم يفقه الرسالة من الرؤيا.

رؤية الحلم نفسه كله يتكرر فيه من التنبيه أو التحذير، أو أن الرسالة الموجودة في الرؤيا لم ينتبه لها الرائي، أو أن الرائي لا زال غافلاً عن أمر ذي أهمية، وعموم ذلك يرجع إلى النقاط السابقة الذكر.

ومما يجدر التنبه له هو وجود اختلاف في تكرر الرؤى قد يدل على فروقات في فهمها وتعبيرها وكونها ليست مكررة بشكل كامل.

إنّ ما يكرهه الإنسان في الرؤى ربما يكون قضاءً محتوماً سيقع، كمن يرى موت أبيه في الرؤيا ووالده مريض مرض الموت في الواقع، فلو تكررت؛ فقد تكون تمهيداً لما سيقع.

وقد ذُكر في الكتاب المنسوب لابن سيرين توصيات طيبة فيمن رأى ما يكرهه منها:

• قراءة آية الكرسي.
• التفل عن اليسار.
• التعوذ بالله من شر الرؤيا، وسؤال الله -تعالى- خيرها.

وقد وردت توجيهات نبوية في ذلك؛ فعن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأى أحدُكم في منامِه ما يكرهُ فلينفُثْ عن يسارِه ثلاثًا وليستعذْ مما رأى).