تفسير رؤية البيع في المنام
بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقسام رؤى الإنسان، في قوله: (إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ. قالَ مُحَمَّدٌ: وأنا أقُولُ هذِه. قالَ: وكانَ يُقالُ: الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرَى مِنَ اللَّهِ).
وبناءً على ما سبق فلا يشترط أن يكون لجميع المنامات تأويل؛ فقد تكون أحاديث نفس كالتي يحدِّث بها الإنسان نفسه في اليقظه، أو قد تكون من الشيطان، وقد تكون رؤى الصالحة لكن دلالاتها ظنية، وأمر ووقت حدوثها يقع في إطارغيب الله تعالى وعلمه المطلق، وفي هذا المقال ذكر لدلالات رؤية البيع بحسب أقوال بعض العلماء.
هنالك العديد من التأويلات حول رؤية البيع عند عبد الغني النابلسي، ويختلف التأويل بحسب اختلاف المبيع على النحو الآتي:
- من رأى في منامه أنه يباع أو ينادى عليه
- من رأى أنه يباع
- ورؤية البيع في المنام
قد تدل على زوال ملك، والبائع في المنام قد يكون في الحقيقة مشترٍ، والمشتري في المنام قد يكون في الحقيقة بائع، والبيع قد يدل على الإيثار؛ فإن باع الشخص ما يدل على الدنيا فربما آثر الدنيا على الآخرة.
هنالك العديد من التأويلات حول رؤية البيع عند ابن شاهين نوردها على النحو الآتي:
- رؤية الحلوانييبع الناس الحلوى
- رؤية العطار يبيع بضاعة
من رأى عطاراً يبيع بضاعة فيها غش، فإنه من المحتمل أن يعد الناس ويخلفهم.
- رؤية التاجر وهو يبيع
من رأى تاجراً يبيع؛ فقد تدل رؤيته على حصول شيء حلال لقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).
- رؤية بيع الكسوة
من رأى أنه يبيع الناس شيئاً من الكسوة؛ فإنه قد يرشدهم إلى الصواب ما لم يأخذ ثمن، فإن أخذ نقوداً منهم؛ فمن المحتمل أن يشير ذلك على الغم.
- رؤية بيع الجارية، أو البيت، أو أواني البيت
قد يدل البيع في المنام -بحسب الكتاب المنسوب لابن سيرين- على الأمور الآتية:
- زوال الملك.
- رؤية البائع في المنام قد تدل في الحقيقة على المشتري، ورؤية المشتري في المنام ربما تدل على البائع في الحقيقة.
- والبيع قد يدل على الإيثار؛ فإن باع ما يدل على الدنيا فقد آثر الآخرة عليها.
- وإن باع ما يدل على الآخرة فمن المحتمل أن يكون قد آثر الدنيا عليها.
- ومن رأى كأنه يباع وكان مشتريه رجلاً فربما ناله هم، وإن اشترته امرأة فربما أصاب سلطاناً أو عزاً أو كرامة أو مكانة، وكل ما كان ثمنه أكثر فقد كان أكرم وأفضل له.
ونذكر في النهاية بأن تأويل المنامات يدخل في الأمور الظنية التي لا نستطيع الجزم بها، والله تعالى أعلم.