-

تفسير السفر في

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة


قال ابن سيرين أنّ السّفر يدلّ على الانتقال من مكان إلى مكان، وعلى الانتقال من حال إلى حال، وعلى المساحة، فمن رأى كأنّه يسافر، فإنّه يمسح أرضاً، كما لو رأى أنه يمسح أرضاً، فإنّه يسافر. ومن رأى أنّه مسافر ويركب دابّةً فإنّه يركبه هو غالباً، وقيل أنّ ركوب الدّواب كلها نيل عزّ ومراد، فإن لم يحسن ركوبها، فإنّه يدلّ على اتباع الهوى، فإن ركبها وأحسن الرّكوب، وضبط الدّابة، سلم من فتنة الهوى ونال المنى. ومن رأى كأنّه يمشي مستوياً، فإنّه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيراً.

أمّا من رأى كأنّه يمشي في السّوق دلّ على أنّ في يده وصيةً، وإن كان أهلاً للوصية نالها، وإذا رأى كأنّه يمشي حافياً دلّ على حسن دينه وذهاب غمّه، وقيل إنّ هذه الرؤيا تدلّ على مصيبة في المرأة وطلاقها.


ومن رأى كأنّه يقفز قفزات في الأرض بفرد رجل لعله به لا يقدر معها على المشي، فإنّه يصيبه نائبة يذهب فيها نصف ماله، ويتعايش بالباقي في مشقّة وتعب. وأمّا من رأى كأنّه وثب إلى رجل، فإنّه يغلبه ويقهره، لأنّ الوثوب يدلّ على القوّة، وقوّة الإنسان في قدميه.

أمّا من رأى كأنّه وثب من مكان إلى خير منه، فإنّه يتحوّل من حال إلى حال أرفع منه عاجلاً. فإذا رأى كأنّه وثب من الأرض حتى بلغ قرب السّماء سافر حتى وافى مكة. ومن رأى أنّه مسافر بالرّكض على الدّابة أو على الرّجلين دلّ على سرعة ما يطلبه، وعلى النّجاة والأمن ممّا يخافه، إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت، فإنّه مدرك هالك، وبلوغ الغايات، والمنى، والكمال دالّ على النّقص والزّوال.


أمّا تفسير الحلم بالسّفر باستخدام الطيران، فقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنّي أطير بين السّماء والأرض، فقال: أنت تكثر المنى.

أمّا من رأى كأنّه طاف فوق جبل، فإنّه ينال ولايةً يخضع له فيها الملوك، وقيل من رأى كأنّه يطير، فإن كان أهلاً للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملكه، وإن لم يصلح للولاية دلّ على مرض يصيبه يشرف منه على الموت، أو خطأ منه يقع في دينه، فإن طار من سطح إلى سطح، فإنّه يستبدل بامرأته امرأةً أخرى.

وقيل الطيران دليل السّفر إذا كان بجناح، فإنّه انتقال من حال إلى حال، فإن بلغ طيرانه منتهاه، فإنّه ينال في سفره خيراً، وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرّة عين، فإن طار من أسفل إلى علوّ بغير جناح نالت أمنيته وارتفع بقدر ما علا، فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزّاً. فإذا رأى كأنّه طار حتّى توارى في جوّ السّماء ولم يرجع، فإنّه يموت.


فسّر النّابلسي رؤيا السّفر، فقال: يدلّ السّفر في المنام على الكشف عن أخلاق النّاس، وإن كان المسافر فقيراً استغنى. ومن رأى أنّه سافر انتقل من حال إلى حال، وقد يكون الرّجوع من السّفر توبةً، ورجوع عن المعاصي أو قضاء الحاجة. ومن رأى أنّه سافر على قدميه فذلك دين غالب عليه. ومن رأى أنّه انتقل إلى دار مجهولة فإنّه يسافر. وإن رأى المريض أنّه يسافر إلى أرض بعيدة أو إلى دار مجهولة فهو دليل على موته.


إنّ رؤيا السّفر في المنام يؤوّل على وجهين: أوّلهما انتقال من مكان إلى مكان، ومن حال إلى حال، فمن رأى أنّه يسافر ويعلم أنّ المقام الذي يتوجه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو به ويرحل منه، فإنّه يدلّ على تحسين حاله ونيل آماله. وإن كان يعلم أنّ المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمّم عزمه إليه فتعبيره ضدّه.

وإن كان يعلم أيّهما أحسن ولا يعلم بأيّهما يقيم في سفره، فإنّه يدلّ على تشتّته وبعده عن وطنه، وأقربائه، أو ينتقل من دار إلى دار، أو يودّع أحداً، أو أحدٌ ما يودّعه، أو تغيّر أحوال دهره، ثمّ بعد ذلك يستقيم حاله.

ومن رأى أنّه يسافر راكباً، ومؤنته، وأسبابه كاملةً، فإنّه يدلّ على انتظام أحواله ونيل آماله، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضدّه.

ومن رأى أنّه يسافر وهو مريض فإنّه يموت، ومن رأى أنّه أخذ زاد السّفر فإنّه قد قدّم خيراً، وأحسن السّفر في المنام ما يكون إلى جهة القبلة. ورؤيا السّفر لأهل الصلاح يؤول بالعزّ، وتفريج الهموم، والغنيمة. ولأهل الفساد يؤوّل السّفر بحصول العذاب.


للسفر دلالات كثيرة في المنام نذكر منها:

  • من رأى أنّه سافر انتقل من حال إلى حال، وقد يكون الرّجوع من السّفر توبةً، ورجوع من المعاصي أو قضاء الحاجة.
  • ومن رأى أنّه سافر على قدميه فذلك دين غالب عليه.
  • ومن رأى أنّه انتقل إلى دار مجهولة فإنّه يسافر.
  • وإن رأى المريض أنّه يسافر إلى أرض بعيدة، أو إلى دار مجهولة، فهو دليل على موته.
  • ورؤيا السّفر في المنام يؤوّل على وجهين:

انتقال من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال. فمن رأى أنّه يسافر ويعلم أنّ المقام الذي يتوجّه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو به، ويرحل منه فإنّه يدلّ على تحسين حاله ونيل آماله.

وإن كان يعلم أنّ المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمّم عزمه إليه فتعبيره ضدّه، وإن كان يعلم أيّهما أحسن ولا يعلم بأيّهما يقيم في سفره، فإنّه يدلّ على تشتّته وبعده عن وطنه، وأقربائه، أو ينتقل من دار إلى دار، أو يودّع أحداً، أو أحد يودّعه، أو تغير أحوال دهره، ثمّ بعد ذلك يستقيم حاله.


يذكر ابن سيرين أنّ الرّجوع من السّفر يدلّ على أداء حقّ واجب عليه، وقيل أنّه يدلّ على الفرج من الهموم، والنّجاة من السّوء، ونيل النّعمة. وربّما تدلّ هذه الرّؤيا على توبة الرّائي من الذّنوب، لأنّ معنى التّوبة الرّجوع عن المعصية، فكلّ ذلك يأتي في باب التّفسير وتأويل الرّؤيا.