-

هل الهلوسة مرض نفسي؟

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

من شأن الضغوطات التي نتعرض لها في حياتنا اليومية أن تدفعنا للتفكير الزائد بما يحدث حولنا، أو الظن بأن من حولنا يحاولون إيذاءنا، أو يتحدثون عنا. هذه الأفكار التي تتولد نتيجة الضغط غالبا ما تكون لفترة قصيرة، لكن تكمن المشكلة عندما تستمر هذه المعتقدات والأفكار لفترة زمنية طويلة مما يحولها لهلوسة. في هذا المقال نستعرض في حاكيني أعراض هذه الهلوسة، أسبابها، وإن كانت تمثل مرض نفسي؟

ما هي أعراض الهلوسة؟

  • سماع المريض لأصوات قد يعتقد بأن مصدرها خارجي أو أنها بداخل ذهنه، كما يعتقد بأن هذه الأصوات تخلق حوارات فيما بينها، أو أنها تحثه على القيام ببعض الأمور.
  • رؤية المريض لأشخاص أو أشكال غير موجودة في الواقع.
  • يشعر المريض بوجود طعم مختلف في الأطعمة التي يتناولها.
  • يشتم المريض روائح غير موجودة معتقدا أنها منه أو ممن حوله.
  • شعور المريض بأمور حسية غير موجودة، مثال ذلك أن يشعر بوجود شيء على جلده.
  • ما الذي يسبب الهلوسة؟

  • الإصابة بالأمراض الذهانية مثل الفصام، والذي عادة تستمر فيه الهلوسة لأكثر من ستة أشهر.
  • الإصابة باضطراب الهوس الاكتئابي (depression manic)، غالبا ما تبدأ الهلوسة بشكل مفاجئ.
  • الإصابة بالذهان الناتج عن تعاطي بعض أنواع المخدرات. مثل: المنبهات والكوكايين.
  • التعرض لضغط هائل يخلق حالات من التشوش والذهان قصير الأمد.
  • هل الهلوسة مرض نفسي؟

    وحده التشخيص النفسي هو القادر على تحديد إن كانت الهلوسة التي يعاني منها الشخص هي مرض نفسي أم لا، والذي يعتمد على عدة محددات في تحديد ذلك منها:

  • من خلال المريض نفسه: وذلك من خلال سؤال المريض حول طبيعة الحياة التي يعيشها مثال ذلك: إن كان يعيش تحت تأثير الضغط؟، أو إن كان يشعر بأن الآخرين يتكلمون عنه، أو بأن أشخاصا يحاولون إيذاءه؟ أو إن كان يتناول المنبهات، الكحول، والمواد المخدرة، أو إن كان قد فكر بالانتحار مثلا. هذه الأسئلة تساعد الأخصائي النفسي في اكتشاف طبيعة الهلاوس التي يشعر بها.
  • من خلال أصدقاء المريض: وذلك من خلال الاستعلام من أصدقاء المريض حول وضعه، لأن ذلك يساعد الأخصائي النفسي على النظر لما يعانيه المريض من أعراض للهلوسة، وتشخيصها من منظور أوسع. يتم ذلك من خلال سؤالهم حول متى بدأت أعراض الهلوسة تظهر، او متى بدأوا بملاحظة تصرفات غريبة على صديقهم. من هنا نعرف إذا كان المرض فجائيا - ما يدل على الهوس أو الذهان قصير الأمد - او مضى عليه وقت طويل - ما يدل على الفصام.
  • من خلال التشخيص النفسي: مظاهر عامة يستشف من خلالها الأخصائي النفسي إن كان يعاني المريض من أعراض الهلوسة، منها: عدم الاعتناء بنظافته الشخصية، أو القيام بحركات غير مستقرة بذراعيه أو بجسده والتي تدل على أنه يسمع أصواتا، أو يرى أشياء غير مرئية أو موجودة. قد يتحدث بأمور أو يعطي إجابات لا علاقة لها بالسؤال الموجه له، أو أن يضحك أو يبكي بشكل مبالغ فيه أو دون سبب أو مبرر.
  • علاج الهلوسة:

  • تلقي جلسات علاج نفسي من خلال التواصل مع أخصائي نفسي.
  • استخدام الأدوية المضادة للذهان هو العلاج الأفضل للهلوسة.
  • الجمع ما بين العلاج بالأدوية وجلسات العلاج النفسي من خلال الأخصائي النفسي.
  • محاولة التقرب من المريض بهدوء من أجل كسب ثقته.
  • عدم العمل على الاستخفاف بما يقوله المريض، حتى وإن كنا مدركين أن ما يقوله مجرد هلوسة لأنها حقيقة بالنسبة له.
  • يجب عدم التسليم بما يقوله على أنها حقائق، أي عدم موافقة أو رفض ما يقول، إنما العمل على مجابهته بأدلة واقعية.
  • يجب أن يكون لدى الأهل الوعي الكافي حول مرض ابنهم، حتى يتمكنوا من مساعدته على تلقي العلاج.
  • عدم الضغط على المريض للعمل خارج المنزل فإذا أمكن أن يعمل داخل المنزل لا مشكلة في ذلك، المهم أن نعمل على إشغاله طوال الوقت حتى وإن كان ذلك من خلال أعمال المنزل.
  • غالبا ما تنظر بعض المجتمعات لمن يعاني من مرض أو اضطراب نفسي بأنه شيء مخجل، ووصمة عار. ومن جانب آخر، يوجد مجتمعات تؤمن بالخرافات ما يعزز من الهلوسة لدى المريض، مثل الإيمان بالقوى الما فوق طبيعية والإيمان بمعتقدات تنافي العقل والمنطق. هذه المعتقدات تعزز من اعتقاد المريض بأن الهلوسة التي يعاني منها حقيقية، أو أن المكان الوحيد القادر على معالجته منها هم الكهنة والمشعوذين. ما يقلل من فرصة نجاة المريض من الهلوسة، وحدهم الأشخاص المقربين من المريض هم القادرين على مساعدة المريض، إذ كلما كانوا واعين للهلوسة التي يعاني منها المريض كلما كانوا قادرين على مساعدته في تلقي العلاج.
    أنت محبوبي الحلقة 150