معنى اسم خديجة في
إنّ علم تفسير الأحلام من الأمور الظنية التي لا يمكن الجزم بوقوعها، ولكن للاستئناس والاسترشاد بها، واعتمد علماء تفسير الأحلام في تفسير الأسماء في المنام على قاعدة دلالة الاسم ومعانيه؛ فإن كانت دلالة الأسماء حسنة؛ فالرؤيا محمودة وفيها بشرى وخير، وإن كانت الأسماء تحمل دلالات قبيحة؛ فالرؤيا فيها تحذير وتنبيه، وقد تحمل السوء والشر.
وتبعًا للدلالات والمعاني اللغوية لاسم خديجة، فإنّ رؤيا اسم خديجة في المنام تؤول إلى تأويلات عدة محتملة، لعل من أبرزها ما يأتي:
- قد يدلّ اسم فتاة باسم خديجة على خيرٍ ومنفعةٍ يناله الرائي من فتاة حسنة الخلق، فإن كان مقبلًا على الزواج ربّما إشارة إلى زواجه من فتاة صاحبة دين وأخلاق حسنة.
- قد يدل المتزوج بفتاة اسمها خديجة على وقوع الرائي في أمرٍ شديد سرعان ما يجد له حلًا، وربّما يدلّ على سند زوجته له وقت الشدائد.
- قد يدل اسم خديجة في المنام على حب الرائي لتقديم يد المساعدة للآخرين دون مقابل، وربّما إشارة إلى تحليه بالصبر والحِلم.
- من الممكن أن يدل اسم خديجة في المنام على اكتمال أمر بقي ناقصًا لصاحب الرؤيا قريبًا -إن شاء الله-.
- لعل هذه الرؤيا من المبشرات للرائي بأن ينال ما يتمنى، ويتمتع بالسعادة، والله أعلم.
- من المحتمل أن تدل الرؤيا على زوال الهم وحلول الفرج واليُسر والخير لصاحب الرؤيا، والله أعلم.
ذكر النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تعبير المنام تأويل رؤية خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها- وفيما يأتي التأويل:
- قد يشير المنام إلى بشرى للرائي بصلاح ذريته، وسعة في رزقه، وخير يناله في دينه ودنياه إن كان من أهل الصلاح.
- قد يشير المنام إلى حدوث تغيرات في حياة الرائي للأفضل؛ فإن كان فقيرًا نُفي عنه فقره، وإن كان غنيًا بُورك ماله، وإن كان تاجرًا ربحت تجارته.
- قد يشير المنام إلى سعادة يناله الرائي، وفرحة تملأ قلبه، وبشرى بالأخبار السارة خاصة إن رأى أم المؤمنين ضاحكة مستبشرة.
- قد يشير المنام إن كانت الحالمة متزوجة إلى حبها لزوجها، ووقوفها بجانبه وقت الأزمات، كذلك دلالة على نضج عقلها، فإن كانت الحالمة عزباء إشارة إلى بلوغ المراد، وتحقيق الأمنيات.
خديجة؛ هي اسم علم مؤنث، جاء على صيغة المبالغة على وزن فَعّيل (خَدِّيج + ة)، اشتق الاسم من الفعل (خَدَج)، والجمع خدائج، وخِداج، وخَدوج، والخديج: هو العضو من النبات أو الحيوان الذي لم يكتمل خَلْقه، أو اكتمل خَلْقه إلا أنّه لا يؤدي ما خُلِق له.
ويقال: خدجت الحامل: أي ألقت ولدها قبل تمام أيامه، وإن كان تام الخَلْق، وأَخْدج الصلاة: أي لم يُحْكمها، وكل صلاة لا تبدأ بفاتحة الكتاب فهي خِداج أي ذات نقصان، وأصل الاسم جاء من خِداجِ الناقةِ أي: إِذا ولدت ولداً ناقص الخَلْقِ.
لم يرد ذكر اسم خديجة في القرآن الكريم، ولكن ورد اسم خديجة في السنة النبوية عن السيدة خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، ومن ذلك قول عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-:
- (ما غِرْتُ علَى نِسَاءِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إلَّا علَى خَدِيجَةَ وإنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا. قالَتْ: وَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قالَتْ: فأغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلتُ: خَدِيجَةَ، فَقالَ: رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا).
- (فَدَخَلَ علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها-، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فقالَ لِخَدِيجَةَ وأَخْبَرَها الخَبَرَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي فقالَتْ خَدِيجَةُ: كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ، فانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ).
- (لَمْ يَتَزَوَّجِ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- علَى خَدِيجَةَ حتَّى مَاتَتْ).