الصحة النفسية - كيف تستخدم حاكيني لتحسين صحتك
الصحة البدنية والنفسية
إن الصحة البدنية والصحة النفسية مرتبطتان ببعضهما البعض، وتشكل كل منهما ركيزة تُبنى عليها صحة الإنسان بصفة عامة، حيث لا يمكن إهمال أي منهما في سبيل عيش حياة متوازنة.
الصحة البدنية
تمثل الصحة البدنية حالة الجسم المادية وقدرته على أداء الأنشطة اليومية بفاعلية وكفاءة، دون الشعور بالألم أو بالتعب الزائد عن حده. على سبيل المثال:
لتحقيق الصحة البدنية المُثلى يتعين على الفرد الالتزام بعادات غذائية صحية ومتوازنة، تشمل تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية. إضافة إلى ذلك تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام من أساسيات الصحة الجيدة؛ حيث تساهم في صقل الجسم وتعزيز مرونته. كذلك يلعب النوم الجيد دورًا حاسمًا في تجديد الطاقة وإصلاح الأنسجة وتحسين الوظائف الإدراكية. ومن المهم أيضًا تجنب الممارسات الضارة على غرار التدخين وتناول الكحول؛ حيث تؤثر هذه العادات سلبًا على صحة الجسم وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
النظام الغذائي المتوازن:
يُعد تناول غذاء يحتوي على كافة العناصر الغذائية الضرورية للنمو والطاقة والوقاية أمرًا حيويًا. يجب أن يشتمل النظام الغذائي اليومي على البروتينات؛ التي تساعد في بناء العضلات وإصلاح الأنسجة، والكربوهيدرات؛ التي توفّر الطاقة اللازمة لممارسة الأنشطة اليومية، والدهون الصحية؛ التي تدعم وظائف الخلايا وتساعد على امتصاص الفيتامينات، إضافة إلى مختلف الفيتامينات والمعادن التي تعزز مختلف وظائف الجسم وتدعم الجهاز المناعي، وذلك دون إفراط أو تفريط.
النشاط البدني المنتظم:
إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي جزء لا يتجزأ من الصحة البدنية. من بين الأنشطة المفيدة التي يمكن إدخالها في الروتين اليومي المشي؛ الذي يعزز صحة القلب، والركض؛ الذي يحسن القدرة على التحمل، ورفع الأثقال؛ الذي يزيد من القوة العضلية، واليوجا؛ التي تدعم مرونة الأطراف وتساعد على ارتخائها. تساهم مثل هذه الأنشطة في الحفاظ على وزن صحي وتحسين اللياقة البدنية.
النوم الكافي:
إن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، والذي يتراوح عادة بين 7-9 ساعات ليلاً للفرد البالغ، هو أمر ضروري؛ لتحقيق العافية وتجديد الطاقة. يُعزز النوم الجيد وظائف المخ، كما يزيد من القدرة على التركيز والإنتاجية خلال اليوم.
تجنب العادات الضارة:
يلعب الابتعاد عن التدخين والامتناع عن تناول المخدرات وتجنب الإفراط في شرب الكحول دورًا كبيرًا في الحفاظ على الصحة البدنية. غالبًا ما تؤدي هذه العادات السيئة إلى الإدمان، والذي بدوره تترتب عليه مشاكل صحية جسيمة، على غرار أمراض القلب، وأمراض الكبد، ومشاكل الجهاز التنفسي. فيما يعزز الابتعاد عنها من قدرة الجسم على البقاء بصحة جيدة مع التقدم في السن، ويقلل من احتمال الإصابة بأمراض مزمنة.
الفحوصات الطبية الدورية:
يُمكن أن تساهم زيارة الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بانتظام - خاصة للأطفال أو من هم في مراحل متأخرة من الكهولة -لإجراء الفحوصات الروتينية، في الكشف المبكر عن الأمراض المستعصية والوقاية منها. كما تساعد الفحوصات المنتظمة في مراقبة الأعراض والاضطرابات البدنية، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.
في المجمل، تتطلب الصحة البدنية أسلوب حياة متكامل، يجمع ويوازن بين التغذية السليمة والنشاط البدني والراحة الكافية، مع الابتعاد عن السلوكيات الضارة، وإجراء فحوصات طبية مع أكبر قدر ممكن من الانتظام، لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا.
الصحة النفسية
أما الصحة النفسية فهي الحالة العامة لعواطف الفرد وأحاسيسه، وكيف تنعكس على تصرفاته وحيدًا كان أو داخل المجتمع، سلبًا أم إيجابًا. وتتضمن هذه الحالة القدرة على التعامل بفعالية مع الضغوطات اليومية، والعمل بكفاءة وإنتاجية، إضافة إلى التفاعل مع الآخرين بشكل سليم. حيث أن لدى الصحة النفسية تأثير مهم على طريقة تفكير الفرد، وكيفية شعوره، وسلوكه. كما تشتمل أيضًا على قدرة الفرد على التكيف مع التغيّرات الحياتية، وتكوين علاقات مثمرة مع الآخرين، والحفاظ على توازن داخلي يمكّنه من تحقيق رفاهية شاملة.
بمعنى أدق، ليست الصحة النفسية مجرد غياب الأمراض النفسية، بل هي حالة إيجابية من التوازن النفسي والعاطفي، التي تمكّن الفرد من عيش حياة مُرْضِية. وهي تشمل مجموعة من الجوانب الهامة التي تساهم في تحقيق التوازن والاستقرار النفسي للفرد، من بينها نجد:
القدرة على التكيف:
تشير إلى مرونة الفرد في مواجهة التغيرات والضغوط التي تطرأ على مسار حياته. يستطيع الفرد الذي يتمتع بقدرة عالية من التكيف استيعاب التحديات والمصاعب، وإيجاد حلول لها، والتعلم من تجاربه السابقة لتحسين استجابته وتعامله مع المواقف في المستقبل.
الاستقرار العاطفي:
يتمثل في القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية مثل الحزن والغضب والإحباط بطرق صحية وبنَّاءة. يتجلى ذلك في فهم هذه المشاعر، وقبولها، وإيجاد وسائل للتعبير عنها بشكل لا يؤثر سلباً على النفس أو الآخرين.
العلاقات الاجتماعية:
يعد بناء علاقات اجتماعية وثيقة جزءاً أساسياً من الصحة النفسية، حيث أن التواصل الفعّال مع الآخرين، والشعور بالانتماء إلى مجموعة معينة، والحصول على الدعم العاطفي والمساندة في الأوقات الصعبة، جميعها أمور تساهم في تعزيز الشعور بالتقدير والأمان النفسي.
الرفاهية العامة:
تتجسد في الشعور بالرضا والسعادة بصفة عامة في الحياة. تشمل الرفاهية النفسية القدرة على تحقيق الأهداف الفردية والمهنية، والشعور بالإنجاز والتقدم، إضافة إلى التمتع بالصحة البدنية والنفسية. وهذا الإحساس يُعزز من جودة الحياة ويُساهم في الحفاظ على التوازن بين مختلف جوانب الحياة.
يسهم تحقيق هذه الجوانب جميعها في بناء شخصية متزنة قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وإيجابية، مما يُعزز من جودة حياة الفرد ويمنحه القدرة على العيش بسلام ورضا داخلي.
علاقة الصحة النفسية بالصحة البدنية
الصحة البدنية والصحة النفسية هما وجهان لعملة واحدة؛ حيث يؤثر كل منهما على الآخر كما يقول المثل: "العقل السليم في الجسم السليم"؛ فعند تعرض الفرد لمشاكل صحية بدنية يمكن أن يتبع ذلك تأثيرات سلبية على حالته النفسية، والعكس صحيح. على سبيل المثال: نجد من يعانون من أمراض مزمنة مثل: (داء السكري، أو أمراض القلب) أكثر عرضة للإصابة بحالات نفسية مثل: (الاكتئاب، والقلق)؛ بسبب العبء النفسي الناتج عن التعامل المستمر مع المرض وما يتعلق به من أعراض.
وبالمِثل، يلعب الإجهاد النفسي دورًا كبيرًا في التأثير على الصحة البدنية، فالتوتر والقلق المستمران يمكن أن يسببا ارتفاعًا في ضغط الدم، ويزيدا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على سبيل الذكر لا الحصر. كذلك يمكن أن يؤثر الإجهاد النفسي سلباً على الجهاز المناعي، مما يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. لذلك، من المهم التعامل مع الصحة بشكل شامل، والاهتمام بالصحة النفسية بنفس القدر الذي نوليه للصحة البدنية.
أهمية الصحة النفسية
كما ذكرنا أعلاه، لا تقتصر الصحة النفسية على مجرد غياب الاضطرابات أو الأمراض النفسية، بل تشمل أيضًا القدرة على التفكير بطريقة سليمة، والتفاعل بإيجابية مع الآخرين، والشعور بالرضا والسعادة في الحياة. ويتطلب تعزيز الصحة النفسية العناية بالجوانب العاطفية والاجتماعية والذهنية للفرد، مما يؤدي إلى تحقيق توازن شامل يساعد في بناء حياة أكثر استقرارًا وسعادة.
تتمثل أهمية الصحة النفسية في عدة جوانب تؤثّر على نحو إيجابي في الحياة اليومية، نذكر منها:
تعزيز جودة الحياة:
ترفع الصحة النفسية الجيدة من مقدار جودة الحياة بزيادة مستوى الرضا والسعادة على المستوى الفردي، والذي ينعكس إيجاباً على كافة جوانب الحياة اليومية. عمومًا يكون الأفراد الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة أكثر قدرة على التعامل مع التحديات والضغوطات اليومية بفعالية، ويشعرون بالرضا أكثر عن أنفسهم وأدوارهم المختلفة. حيث أن الصحة النفسية الإيجابية تساهم في تحسين القدرة على التمتع باللحظات الصغيرة، وزيادة الإحساس بالسلام الداخلي والاستقرار العاطفي، مما يعزّز تجربة العيش بشكل عام.
تحسين الإنتاجية:
تسهم الصحة النفسية الجيدة في تحسين الإنتاجية بصفة عامة، ويكون المتمتعون بها أكثر قدرة على العمل بكفاءة وإبداعية، مما يعود بالفائدة على أدائهم المهني. يتمتع أصحاب الصحة النفسية الجيدة كذلك بتركيز أعلى، وقدرة أفضل على اتخاذ القرار، ومهارات أكثر في حل المشكلات، مما يعزّز بشكل مباشر من القدرة على بلوغ الأهداف، المهنية منها والشخصية. علاوة على ذلك يكون الأفراد الأصحاء نفسياً أقل عرضة للتغيب عن العمل أو إهمال الدراسة جراء الأمراض والاضطرابات النفسية.
تقوية العلاقات الاجتماعية:
تعزّز الصحة النفسية العلاقات الاجتماعية الإيجابية والصحية، مما يسهم في التواصل الفعّال مع الغير وخلق تماسك اجتماعي وثيق. يكون المتمتّعون بصحة نفسية جيدة أكثر قدرة على ربط علاقات إيجابية مع الآخرين، وإنشاء تفاعلات اجتماعية بنَّاءة. كما تساهم الصحة النفسية الإيجابية في تعزيز روح التعاون والاحترام المتبادل، مما بدوره يقوّي الروابط الاجتماعية ويزيد من شعور الفرد بالانتماء، وبالتالي تحقيق بيئة اجتماعية أكثر تماسكاً واستقراراً.
يمتد تأثير الصحة النفسية بشكل عميق على الأفراد والمجتمع على حد سواء. من الناحية الفردية تعزّز الصحة النفسية القدرة على الاستمتاع بالحياة وتحقيق النجاحات الفردية والمهنية. بينما على الصعيد الجماعي تعزّز الصحة النفسية من إنتاجية المجتمع. وبناءً على هذه النقاط، يمكن القول أن الاستثمار في الصحة النفسية يمثل استثماراً حيوياً في الرفاهية وجودة الحياة، والاهتمام بالصحة النفسية ليس أمراً ضرورياً للفرد فحسب بل هو أيضاً عنصر أساسي لمجتمع صحّي ومزدهر.
يقدم موقع وتطبيق حاكيني مواد تعليمية ومساعدة ذاتية للحريصين على تثقيف أنفسهم عن الصحة النفسية. في وقت كتابة هذا المقال، يوجد على منصة حاكيني ما يناهز 300 مقال معلوماتي، و400 تسجيل مرئي ومسموع للمساعدة الذاتية، علاوة على 32 برنامجًا ودورة تعليمية متنوعة تتمحور حول الصحة النفسية.
اكتشف كيف يمكن لمنصة حاكيني أن يساعدك في تحسين صحتك النفسية والبدنية بانضمامك إلى مئات الأفراد الذين استفادوا من محتوى حاكيني المتجدّد شهريًا. زر موقع حاكيني وحمّل التطبيق لتتمتع من محتواه الموجّه إلى العموم.
أهداف رعاية الصحة النفسية
تهدف رعاية الصحة النفسية إلى تحقيق مجموعة من المساعي لتحسين رفاهية وجودة الحياة للأفراد والمجتمع. تتضمن الأهداف الرئيسية لرعاية الصحة النفسية ما يلي:
الوقاية:
أي العمل على منع ظهور الأمراض النفسية أو تقليل نسبة حدوثها بتبني استراتيجيات وقائية، على غرار تعزيز الصحة النفسية الإيجابية، وتوفير بيئات آمنة، وتقديم الدعم اللازم للأشخاص في مختلف مراحل حياتهم ووفق احتياجاتهم المتنوّعة في كل فترة.
العلاج:
أي تقديم الدعم والعلاج النفسي اللازمين لمن يعانون من اضطرابات نفسية. يشمل ذلك توفير خدمات استشارية وعلاجية مهنية، والاستعانة بالأدوية والعقاقير الموصوفة عند الحاجة، وتطوير خطط علاجية شخصية تتناسب مع احتياجات كل فرد لضمان تحقيق أفضل وأسرع النتائج.
التأهيل:
أي مساعدة الأفراد في استعادة نسق حياتهم الطبيعي بعد التعافي من اضطراب نفسي. يركّز التأهيل على تطوير المهارات الاجتماعية والمهنية، وتوفير الإحاطة النفسية المستمرة، وتمكين الأفراد من العودة إلى حياتهم اليومية والانخراط الفعّال في المجتمع.
ايمان الحلقة 9
التدخّل المبكر:
أي اكتشاف المشكلات النفسية وهي لا تزال في أولى مراحلها، بواسطة الفحوصات الدورية، وتقديم الاستشارات النفسية المبكّرة، وتوفير خدمات العلاج اللازمة فور ظهور الأعراض.
التوعية:
أي نشر الوعي حول أهمية الصحة النفسية وطرق الحفاظ عليها. يشتمل ذلك على الحملات التوعوية، والمعلومات الموثوقة حول الاضطرابات النفسية وأعراضها وطرق الوقاية منها، وتعليم الأفراد كيفية التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بطرق صحية وفعّالة.
إلى جانب الأهداف الأساسية، تمثل بعض الأهداف الأكثر شمولاً للصحة النفسية ما يلي:
تمكين الأفراد: تسعى رعاية الصحة النفسية إلى مدّ الأفراد بالأدوات والمعرفة الضرورية ليتمكنوا من الحفاظ على صحتهم النفسية. ويشمل ذلك توفير الموارد والمعلومات، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التأقلم والتعامل مع التحدّيات النفسية.
دعم المجتمع: تتمحور رعاية الصحة النفسية حول خلق بيئات داعمة في مختلف الأوساط كالعمل والمدرسة والبيت، وتهدف إلى تعزيز بيئات مجتمعية تُسهم في تحسين الصحة النفسية عبر توفير الدعم الاجتماعي وتعزيز الشعور بالانتماء.
توفير الرعاية: تشمل رعاية الصحة النفسية تقديم الدعم والعلاج لمن يعانون من اضطرابات نفسية. ويتضمن ذلك الدعم النفسي والاجتماعي، والعلاج الطبي المتخصّص عند الحاجة، بالإضافة إلى برامج إعادة التأهيل والتكامل المجتمعي.
إجمالًا يمكن القول أن الهدف وراء رعاية الصحة النفسية هو إنشاء إطار شامل ومتكامل للصحة النفسية، يعزّز من جودة الحياة ويساهم في بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة بالحدّ من الآثار السلبية للاضطرابات النفسية على الأفراد والمجتمع.
وهدف موقع وتطبيق حاكيني هو تعزيز الوعي بالصحة النفسية، وتوفير بيئة آمنة تمكّن الناس من التعامل مع ضغوط الحياة، وتحقيق قدراتهم، والتعلم والعمل بشكل جيد، والمساهمة في المجتمع. يتميّز حاكيني بنهجه الشمولي في الوصول إلى الصحة النفسية؛ حيث يغطي الوعي والوقاية والتدخل، ويقدّم خدمات متخصّصة في كل مرحلة. إن تكيّف حاكيني مع احتياجات الأفراد ودمج هذه المستويات الأساسية من الخدمات هو ما يحدّد ميزته التنافسية كرابط بين الناس ورعاية الصحة النفسية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يصبح الفرد واعياً بمدى ومقدار حاجته إلى رعاية الصحة النفسية؟
الوسيلة المثلى لمعرفة ذلك بدقة هي اختبارات الصحة النفسية.
اختبارات الصحة النفسية
تشمل اختبارات الصحة النفسية مجموعة واسعة من الأدوات والتقنيات المصمّمة خصّيصاً لتقييم الحالة النفسية. تشمل هذه الاختبارات الاستبيانات الذاتية على غرار استبيان الصحة النفسية العام (GHQ)، والذي يحدّد الأعراض العامة للاضطرابات النفسية باستجواب الفرد عن حالته النفسية. كما تتضمّن الاختبارات مقابلات سريرية يجريها متخصّصون في الصحة النفسية؛ لتقييم الحالة النفسية وإعطاء تشخيص دقيق لها. كذلك تشمل الاختبارات قياس الجوانب الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه من خلال أداء مهام محدّدة ومعايير موضوعية، ومراقبة السلوك، التي تعتمد على ملاحظة وتقييم سلوكيات الفرد في حياته اليومية أو في سياق معين، وتساعد في تحديد الأعراض المحتملة للاضطرابات النفسية بناءً على التصرّفات المرصودة. وتهدف هذه الأدوات إلى:
تقييم الحالة النفسية بصفة عامة:
يشمل تقييم الحالة النفسية العامة للفرد فحص مختلف جوانب حياته اليومية التي قد تؤثّر على صحته النفسية. يمكن أن تتضمّن هذه العوامل الضغوطات العملية، العلاقات الاجتماعية، الأنماط الغذائية، والنشاط البدني. بواسطة هذا التقييم الشامل، يمكن تحديد العوامل الخارجية والداخلية التي تساهم في حالة الفرد النفسية الحالية، ويمكن أن يساعد هذا الفهم على تطوير استراتيجيات مناسبة. على سبيل المثال: قد يتلقى الفرد نصائح حول كيفية تحسين روتينه اليومي أو كيفية التعامل مع التحديات في العمل أو العلاقات، مما يسهم في تحسين صحته النفسية بشكل مستدام.
تحديد مستوى الاضطرابات النفسية:
تعتبر عملية تحديد مستوى الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب خطوة أولى أساسية في فهم المشكلات النفسية التي قد يعاني منها الفرد. باستخدام أدوات تقييم موثوقة يمكن للمتخصّصين في الصحة النفسية الحصول على صورة واضحة عن درجة الاضطراب وشدّته. وتساعد هذه المعلومات في التشخيص الدقيق للمشكلة وتحديد ما إذا كانت الأعراض تتطلّب تدخلاً مهنياً. غالباُ ما يساهم التشخيص المبكر والدقيق في توجيه الفرد نحو العلاج المناسب، سواء أكان علاجاً نفسياً، أم طبياً، أم كليهما، مما يضاعف من فرص التعافي والشفاء.
تحديد الحاجة إلى العلاج:
بعد تقييم الحالة العامة وتحديد مستوى الاضطرابات النفسية تأتي مرحلة تحديد إن كانت هناك حاجة إلى تدخل علاجي نفسي أو طبي. يساعد هذا في وضع خطط علاجية فعالة ومناسبة لاحتياجات الفرد الأساسية. يمكن أن يشمل العلاج النفسي جلسات مع مستشارين أو معالجين نفسيين معتمدين، بينما قد يتطلب العلاج الطبي استخدام أدوية معينة يصفها أطبّاء متخصصين. يضمن التقييم الدقيق توجيه الفرد نحو العلاج الأكثر فعالية لحالته، مما يزيد من فرص التحسن والشفاء على المدى الطويل.
توفير التوجيه والنصائح:
مهما كانت الحاجة إلى العلاج، يعتبر التوجيه والنصح المستمر للفرد عنصراً أساسياً في عملية رعاية الصحة النفسية. يمكن أن تشمل هذه النصائح إرشادات حول كيفية تبني أساليب حياة صحية واستراتيجيات للتعامل مع الضغوطات اليومية، مثل التأمل، وإدارة الوقت بفعالية. يساعد التوجيه المستمر على بناء مهارات تعزّز صحتهم النفسية وتقلل من احتمال تعرضهم لمشكلات نفسية في المستقبل. ويسهم توجيه الأفراد نحو الموارد المتاحة - مثل مجموعات الدعم أو الخدمات الاستشارية - في خلق شبكة دعم قوية تساعدهم على مواجهة التحديات المستقبلية بشكل أفضل.
تعدّ هذه الاختبارات أدوات أساسية من شأنها المساعدة في رسم صورة شاملة عن حالة الفرد النفسية، ووضع قاعدة لتطوير خطط علاجية مخصصة، وتمكين الأفراد من فهم نقاط قوة وضعف صحتهم النفسيّة والعمل على تحسينها.
طرق تحسين الصحة النفسية
يمكن تعزيز الصحة النفسية بواسطة عدة ممارسات ينبغي التقيّد بها على المدى الطويل. أولاً: من خلال التغذية والنوم والرياضة التي تلعب دوراً جوهريًا في تحسين الصحة البدنية، مما سينعكس على الصحة النفسية، مع الأخذ بعين الاعتبار علاقتهما المتكاملة كما وضّحنا أعلاه. بالإضافة إلى ذلك ينبغي عدم التهاون في التخلص من العادات الضارة مثل: التدخين وتعاطي الكحول والمخدرات؛ حيث أنها قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية والعامة. كما تعمل ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل: اليوغا على تهدئة العقل وتقليل مستويات القلق والتوتر.
غير ذلك، هناك عدة استراتيجيات مهمة لتحسين الصحة النفسية، تشمل العديد من النواحي المادية والمعنوية:
الأنشطة الاجتماعية والثقافية:
يلعب الانخراط في البيئة الاجتماعية والثقافية دورًا كبيرًا في تعزيز الشعور بالانتماء وتقليل العزلة. عند مشاركة الأفراد في أنشطة من قبيل حضور الحفلات الموسيقية، وزيارة المعارض الفنية فإنهم يتفاعلون مع الآخرين ويشعرون ن بكونهم جزءًا من مجتمع أكبر. كما يمكن للأنشطة الثقافية أن توفّر فرصًا للتعبير الإبداعي والفني، مما يعزز الشعور بالرضا عن النفس.
التعلم المستمر:
لا شكّ في أن المواصلة في التعلم واكتساب المهارات لهما تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية؛ فعند تعلّم أمر جديد أو تطوير مهارة إضافية يشعر الفرد بالإنجاز وتزداد ثقته بنفسه، ويشعر بأنه قادر على تحقيق أهدافه. كما يمكن أن يكون التعلم المستمر وسيلة فعالة لمواجهة الركود الذهني، حيث يفتح البحث عن المعرفة آفاقًا جديدة ويساعد على بناء رؤية أوسع وأكثر شمولية للعالم، علاوة على المحتوى المفيد. يقدم موقع حاكيني جلسات تعليمية وعملية صُمّمت لتعزيز الصحة النفسية، منها الندوات عبر الإنترنت، وورش العمل التفاعلية وبرامج التدريب وبناء القدرات التي تركز على مواضيع متعلقة بالصحة النفسية مثل الإسعافات النفسية الأولية (PFA) وبرامج تدريب المدربين (ToT). ويمكنك البدء في رحلة تعلّمك مع حاكيني الآن.
التطوع والمساهمة في خدمة المجتمع:
يمكن أن يخلق التطوّع والمساهمة في خدمة المجتمع شعورًا عميقًا بالانتماء. عند مساهمة الفرد في تحسين حياة الآخرين، يشعر بأنه يُحدِث فرقًا إيجابيًا. وهذا الشعور بالمسؤولية الاجتماعية قد يقوّي الروابط الاجتماعية ويساعد في بناء شبكات دعم جديدة، مما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.
الدعم العاطفي:
يعد الدعم العاطفي الذي يتلقاه الفرد من الأصدقاء والعائلة أحد الركائز الأساسية للصحة النفسية، فعندما يتمتع الفرد بشبكة دعم قوية، فإنه يشعر بأنه ليس وحيدًا في مواجهة التحديات الحياتية. كما يوفّر الدعم العاطفي الاستقرار والأمان، مما يساعد الفرد على التعامل مع الضغط النفسي والمواقف الصعبة بشكل أفضل. يمكن للأصدقاء وأفراد العائلة تقديم السند والمشورة، والمساعدة في بناء ثقة الفرد بنفسه وقدراته.
يمكن للاستراتيجيات المذكورة أن تسهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية والعامة، لكن ينبغي طلب المساعدة عند الشعور بأي اضطرابات نفسية؛ حيث أن الاعتراف بوجود مشكلة والبحث عن الدعم هو أول خطوة نحو التعافي. ويتضمّن هذا التواصل مع المختصين في مجال الصحة النفسية مثل الأطباء النفسيين، والمستشارين، والمعالجين الذين يمكنهم تقديم المساعدة المناسبة. يوفّر حاكيني استشارات نفسية فردية سرية عبر الإنترنت تضمن مساحة آمنة للتواصل مع مستشارين مؤهّلين. وتُخصّص هذه الجلسات لتلبية احتياجات كل شخص بشكل فريد، سواء عبر مكالمات الفيديو أو الصوت أو الرسائل النصية. علاوة على ذلك، أنشأ حاكيني خط مساعدة مخصص للإسعافات النفسية الأولية (PFA) لدعم المتأثرين بصدمة أو من يمرون بأزمات.
من المهم في جميع الأحوال أن تتذكّر أن طلب المساعدة ليس علامة على الضعف، بل هو خطوة إيجابية نحو العناية بنفسك وتحقيق الرفاهية النفسية والجسدية. يمكن أن تكون الاستفادة من الموارد المتاحة، مثل مواقع وتطبيقات الصحة النفسية جزءًا من خطة شاملة لرعاية صحتك النفسية. فلا تنتظر أكثر، ابدأ رحلتك نحو صحة نفسية وبدنية أفضل بتحميل تطبيق حاكيني الآن، واستفد من مواده التعليمية، جلساته التدريبية، واستشاراته المتخصصة. منصة حاكيني هنا لمساعدتك في كل خطوة على طريق الصحة النفسية.