-

الاضطرابات النفسية والسلوكية لاطفال غزة بسبب

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

لا شك في أن للحروب تأثير كبير على شتى مناحي الحياة، وليس على الأشخاص فحسب، فما بالك لو كان هذا التأثير السلبي على الأطفال اللبنة الأساسية في المجتمع، حيث قُدر أن أكثر فئات المجتمع تضرراً في الحرب هم الأطفال.

في هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أكثر الاضطرابات النفسية والسلوكية والصدمات التي خلفتها الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ بداية 7 أكتوبر خاصة فئة الأطفال والمرضى النفسيين.

الأطفال بشكل أساسي يعتمدون على دعم ورعاية والديهم فكيف إذا فقد إحدى والديه أو كلاهما أو حتى الغياب العاطفي نتيجة البيئة التي تفرضها الحرب بطبيعة الحال من خوف وتوتر وتمحور التركيز حول غريزة البقاء أو توفير الحماية بالإضافة إلى صدمات الحرب المتمثلة بالإصابة الجسدية أو التعرض المباشر لمشاهد الموت والدمار وخروجهم من تحت الأنقاض بعد أن رأوا أهوال الموت بعينهم مما يترك آثار نفسية تعيش معهم طوال الحياة أهمها كرب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق والاكتئاب وحدة الطباع والمزاج والفزع الليلي.

فالطفل الغزي لا يشعر بالأمان في أي مكان فالقصف يطول البيوت والمدارس والمساجد وحتى المشافي فهي مأساة حقيقية يواجهها كل شخص في قطاع غزة سواء أطفال أم كبار.

فأحداث الحياة الغزية الضاغطة والنزاع المسلح والقصف والتشريد والعدوان وانعدام الموارد الغذائية مما يزيد من معدلات سوء التغذية كل ذلك له تداعيات واسعة على شتى مناحي الحياة في غزة المكتظة بالسكان.

وقدرت منظمة الصحة العالمية أن 250.000 شخص يعانون من اضطرابات نفسية جراء الحرب الأخيرة وحدها في حين بات العدد مرشحاً للزيادة بصورة كبيرة مع استمرار هذه الأزمة.

فمشاهد القتل و الدمار والأشلاء تؤدي إلى اضطرابات نفسية بالغة كما تترك ذكريات صعبة لا تمحى بسهولة من ذاكرة الأجيال خاصة حال فقدان شخص عزيز منهم أو تدمير البيت على ساكنيه.

والتأثير النفسي بدأ يظهر على الأطفال كأكثر الفئات تضرراً وعرضة للصدمات التي عاشوها منذ عشرة شهور إضافة للخوف والعصبية والتشنجات والتبول الليلي والقلق، وكذلك رجال الإطفاء والمسعفين والعاملين في مجال الصحة يعانون الصدمات النفسية دراء رؤيتهم مشاهد الدم والأشلاء، كما النساء يعانون من اضطرابات القلق والمزاج والاكتئاب، ولا سيما المرضى النفسيين الذين انقطعوا عن رحلة علاجهم.

وننوه أن الأثر النفسي للحروب والأزمات تختلف من شخص لآخر فيكون أشد ضرراً بالنسبة للأشخاص العصابين والمصابين بالاضطرابات النفسية كالاكتئاب والوسواس القهري ومن لديهم جينات وراثية محفزة للاضطراب النفسي.

وهم ذوي المؤشرات العالية لخطر تطور الاضطرابات النفسية وفي أثناء الدمار الواسع يقوم الناس بدعم بعضهم البعض ومساندة أنفسهم خاصة أن الضرر طال الجميع لكن ردود الفعل تختلف بينهم، خاصة من يعانون من آثار ما بعد الصدمة.

فالأعراض النفسية الأكثر شيوعاً ترتكز على شدة الاضطراب والعمر إذا يشمل (اضطرابات الهلع – اضطرابات النوم – الوسواس القهري – الاكتئاب – اضطرابات سلوكية لدى الأطفال) بجانب بعض الأعراض الجسدية الناجمة عن التوتر مثل القيء والقولون والأورام المزمنة.

فالأمر خطير جداً وفي حال تفاقمت هذه الأزمة فإننا بحاجة إلى تقديم احتياجات عاجلة لإنقاذ المصابين بالصدمات النفسية بالإضافة إلى الإعدادات الصحية الأساسية لتلبية الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب.

وعن تجربتي في العمل بعيادة نفسية فالكثير من الأمهات يحضرن بأطفالهن الذين يشكون من الفزع والصراخ من سماعهم أصوات القصف المدفعي والطائرات المقاتلة بالإضافة إلى تذكرهم مشاهد الأشلاء. فأكثر الأعراض كانت الاضطرابات ما بعد الصدمة واضطرابات القلق والاكتئاب، وأثناء عملنا في برامج الدعم النفسي والترفيهي عندما طلبنا أن يرسموا قاموا برسم مشاهد الدمار والبيوت المهدمة والطائرات.

ومن بين من يحضرن للعيادة النفسية من تشتكي ان طفلتها صارت أكثر عدوانية ومنهم من توقف عن الكلام وبعض الحالات يعانون من التبول الليلي والكوابيس وأحلام مفزعة وهناك حالات حضرت للعيادة يشتكين أعراض الاكتئاب النفسي والقلق و كرب ما بعد الصدمة وغيرها. وهنا يتطلب الأمر اعداد برامج توعية وقائية وعلاجية لتعزيز الصحة والوقاية في المجال النفسي و للتعافي من الحرب وصدماتها وأكثرها النفسي وأيضاً اعداد الخطط والمشاريع التي تساهم في تحسين قدرة الناس المعرضين للخطر لمواجهة الأزمة الممتدة والتغلب عليها.

الاضطرابات النفسية:

يتميز الاضطراب النفسي باختلال سريري جسيم في إدراك الفرد أو ضبطه لمشاعره أو سلوكه وعادة ما يرتبط بالكرب أو بقصور في مجالات مهمة ومن الأداء أو خطر إيذاء الذات، ويسبقه فترة من الاتزان ثم يليه حدث مفجر للمرض يؤدي إلى ظهور واضح للأعراض ويكون الفرد واعيًا مستبصر بمرضه.

أنواع الاضطرابات النفسية:

1. اضطراب المزاج:

اضطراب الفرد المزاجي أو الهوس غير الواقعي ويشمل الأعراض وتضخيم الذات والشعور بالعظمة والشعور بالحاجة إلى النوم وزيادة الكلام وإنكار الواقع، وزيادة الفوضى في النشاطات الاجتماعية غير الهادفة وزيادة النشاط والرغبة الجامحة في النشاطات الترفيهية المرضية وقد يوصف كــ سرور وانشراح زائد عن الطبيعي والكلام بصوت مرتفع وتطاير والضحك الغير مناسب وتطاير الأفكار وزيادة السلوك الجنسي وعدم الشعور بمرضه.

  • التشخيص حسب التصنيف الأمريكي: مدة واضحة من المرح واتسام المزاج بالاثارة غير الطبيعية لفترة لا تقل عن أسبوع خلال فترة اضطراب المزاج.

  • العوامل النفسية والاجتماعية: أحداث الحياة والظروف المحيطة الضاغطة وطول فترة الضغط النفسي تلعب دور كبير كما أن فقد الزوج والزوجة والأبناء والضغوط الاقتصادية والحصار والمجاعة قد تعزز من ظهور الاضطرابات المزاجية؛ كما تبين بعد الاجتياح الأخير في شمال غزة تحديداً أن الضغوط النفسية الناجمة عن اعتداءات الاحتلال لها التأثير الأعلى على الضغوط الأسرية والاجتماعية.

  • أسباب اضطراب المزاج: تلعب الجينات الوراثية دورًا أساسيًا في حدوث الاضطرابات المزاجية، حيث لوحظ أن اضطراب ثنائي القطب ينتشر بين العائلات بنسبة 50% فعندما يكون أحد الأبوين مصاب باضطراب ثنائي القطب يكون احتمال 25% وإذا كان الأبوان مصابان فتكون نسبة الحدوث 50 – 75 %.

2. اضطراب الاكتئاب:

الشعور بالحزن أو اليأس وفقدان الهمة والدافعية والرغبة للرجوع للحياة العادية وفي بعض الحالات لا يقدر المريض إدراك شعوره بالاكتئاب ولكن المحيطين به يلاحظون الحزن والتغير في سلوكه ونظام حياته وفقد الاهتمام بالنشاطات اليومية وفقد الاستمتاع بالأشياء وإهمال الأنشطة اليومية المعتادة واضطراب الشهية واضطراب النوم أما بزيادته أو قلته وأرق وقلق داخلي، والإحساس بفقد القيمة و مشاعر العجز والشعور بالذنب وكثرة التفكير بالموت وقد يكون لديه أفكار انتحارية، والتشخيص يكون بوجود خمسة أعراض أو أكثر خلال نفس المدة التي لا تقل عن أسبوعين والتي تمثل تغيراً في الأداء الوظيفي السابق شرط أن يكون من بينها وإحدى على الأقل الاكتئاب المزاجي أو فقد الاهتمام والفقدان عامل مهم لتشخيص الاكتئاب النفسي.

من أعراض الاكتئاب: (مزاج يتسم بالحزن – فقدان المتعة – تغير في الوزن أو الشهية – أرق – نعاس أكثر من المعتاد – خمول في الحركة – شعور بعدم القيمة – شعور بالذنب – مشاكل في التركيز – الذاكرة – أفكار متكررة حول الموت والانتحار).

الاعراض تظهر يومياً وهي تسبب الضيق وضعف الأداء (زيادة نوبات الغضب – البكاء والعزلة – زيادة الحساسية الانفعالية) كما يؤثر في اكتئاب الأطفال فتظهر أعراض تعلقه الشديد بالوالدين بالإضافة إلى انسحابه من النشاطات الاجتماعية والبكاء المتواصل.

  • العلاج النفسي والعلاج الدوائي: يعتمد اختيار الأداء العلاجية على الحالة الطبية للمريض. والعلاج النفسي من أهم علاجات الاكتئاب حيث تمثل 50% من الحالات فيساعد في التفريغ ويقلل من العدوانية المتوجهة نحو الذات، من خلال تقليل حدة العداء بين الأنا العليا والانا وتقليل الشعور بالذنب ومساعدته على الارتباط بالواقع وتعديل الأفكار السلبية اتجاه نفسه والآخرين ورفع قيمة الذات في نظره يكون العلاج تدعيمي في حالات المرض وتعمل الجلسات جلسة أسبوعياً بإجمالي 12 -16 جلسة.

3. اضطراب القلق:

  • الأساسي بالقلق هو انعدام الراحة وشعور غير مريح كالضيق والشعور بالعجز والخوف الشديد وعدم القدرة على السيطرة و يصاحبه اضطراب فسيولوجي تظهر على شكل أعراض جسدية مثل الصداع وزغللة العيون و رفة القلب والرجفة والشعور بالاختناق وشحوب الوجه والإحساس بالضغط وعدم الاتزان.

  • اضطراب القلق من أكثر اضطرابات الأطفال شيوعاً يظهر على شكل قلق شديد حول الأنشطة والأحداث في معظم الأيام لمدة 6 أشهر

  • من الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق (تهيج – ارهاق – صعوبة في التركيز – شد عضلي – اضطرابات في النوم- عطل كبير في الأداء – خوف مجتمعي – صمت اختياري)

  • ومن العوامل المسببة له (تعرض الطفل لظروف بيئية ضاغطة – الأحداث الصادمة - الحرمان من الدعم النفسي)

القلق: هو الشعور بالخوف من شيء غير معروف والإحساس بتوقعات مسيئة وتؤدي اضطراب في الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية والتوقعات التشاؤمية الباعثة على الخوف والقلق والتوتر والشد العضلي – اضطراب النوم – (توقع قلق شديد وانقباض وتوقع مكروه) ويستمر مدة لا تقل عن 6 شهور على أن يكون الشخص خلالها قد عانى من هذه الاضطرابات أغلب الأيام.


تصنيف اضطرابات القلق:

  • اضطراب الهلع.

  • اضطراب الوسواس القهري.

  • اضطراب كرب ما بعد الصدمة.

  • 4. اضطراب الهلع:

    هو اضطراب نفسي يحدث على شكل نوبات تلقائية لأحداث غير متوقعة ومتكررة من القلق الحاد والرعب الشديد وعادة يبقى لأقل من ساعة وقد يستمر عدة ساعات وتكون النوبات بدون مقدمات، ونوبات الهلع تبدأ فجأة بشعور الانقباض أو الفزع أو الخوف وغالبا ما يوجد شعور بأن الموت قريب وسرعة ضربات القلب والحذر والشعور بالثقل والخوف من الموت – العرق – الرعشة – والرجفة – ضيق التنفس – الغثيان.

    العلاج: العلاج النفسي والسلوكي:

    تمارين الاسترخاء – تمارين التنفس العميق عدة مرات وجلسات العلاج المعرفي والسلوكي

    5. اضطراب الوسواس القهري:

    هو اضطراب بالأفكار الوسواسية المتكررة و المصحوبة بالأفعال القهرية والتي تكون شديدة لدرجة تسبب الإزعاج والضيق وتؤثر على أداء الشخص الوظيفي وعلاقاته مع الآخرين، لا يستطيع الشخص مقاومتها مثل الأفكار المقلقة الشديدة المترددة فكرة الكفر بالله وقتل الانسان لنفسه أو الاهتمام بالنظافة لدرجة الهوس، أما الأفعال القهرية هي سلوكيات متكررة وغير هادفة وعن قصد، والشخص يدرك ان سلوكه غير معقول وأكثر هذه الأفعال شيوعاً وغسيل اليدين والاعراض المصاحبة له الاكتئاب والقلق.

    العلاج/ الدوائي والسلوكي المعرفي: العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على العمل والتكيف الاجتماعي ومناقشة وتصحيح الأفكار الوسواسية ودفعه إلى الارتباط بعلاقة أسرية علاجية داعمة ومشاركتهم في العلاج السلوكي.

    اقرأ أيضاً: الصمود والتأقلم: الصحة النفسية للأطفال في ظل الكوارث والطرق الفعالة للدعم

    6. اضطراب ما بعد الصدمة:

    وهي الاستجابة النفسية البيولوجية لحدث ضاغط بشكل غير طبيعي وبصورة شديده ومؤلمة والصدمة تكون بالاستجابة بشكل غير طبيعي لحدث يحدد الحياة ويعرضها للخطر سواء مباشر أو غير مباشر بمشاهدة الحدث الضاغط للشخص وهو شعور مؤلم للنفس والجسم مثل (الكوارث – الزلازل) وهي مسببات طبيعية وغير طبيعية مثل الحرب – الاعتقال – التعذيب – الحرمان – الاغتصاب – فقدان العمل – موت عزيز – والعيش تحت التهديد أو تدمير مفاجئ لبيت الشخص أو مشاهدة شخص آخر أصيب أو قتل نتيجة العدوان.

    أعراض ما بعد الصدمة: وتتخذ مظاهر مختلفة بناءً على مدة ظهورها واستمراريتها؛ فتنقسم بين الصدمة المجهدة، والمستمرة، والمزمنة.

    أعراض سلوكية مثل فقدان الكلام – التردد – تكرار التبول والتبرز – وكثرة البكاء والتعلق بالوالدين لدى الأطفال ويمكن فقدان الادراك أو الاتزان العقلي – ضيق النفس – والاختناق – الغثيان – زيادة التقيء والسخونة أو البرودة والانزعاج والضيق من أحلام اليقظة ونوبات من الإحساس بأن الصدمة سوف ترجع – عدم الراحة لمجرد الإحساس بوجود شيء من الاحداث صادمة تجنب المثير للصدمة مع تجنب الأشخاص الذين لهم علاقة بالصدمة.

    عدم القدرة على الاستمتاع بأي أعمال سابقة أو هواية، نوبات غضب وعصبية، ضعف التركيز – أحلام مزعجة وكوابيس – إعادة المعايشة للحدث الصادم – اضطراب النوم – اضطراب الذاكرة – الشعور بالذنب – تتناقض القدرة الجنسية – زيادة اليقظة والحذر – سرعة الاستشارة - وقد يصبح الطفل أبكم أو يرفض الكلام عن الحادث.

    ملاحظة: يكون حاد أقل من 3 شهور / مزمن، 3 شهور فأكثر متأخر، حدوثه بعد 6 شهور من الصدمة.

    7. اضطراب النوم:

    ويشخص بناءً على شكوى من صعوبة الانغماس في النوم أو الحفاظ عليه أو العودة له ولمدة شهر والأرق قد يكون خلال مسار النوم والإحساس بالإجهاد وسهولة الإثارة وينشغل بالحاجة للنوم واضطراب الأداء الوظيفي. يبدأ غالبة الناس النوم خلال 30 دقيقة مع تهيئة الجو المناسب للنوم ويصاحب اضطراب الأرق شكاوى متعددة وغير محدودة ومن بينها اضطراب المزاج والذاكرة والتركيز، وحسب التصنيف الأمريكي – منها شكوى بارزة بصعوبة الدخول في النوم والاستمرار فيه أو العودة له على الأقل لمدة شهر.

    اضطراب النوم يصاحبه ارهاق خلال النهار يؤدي إلى عجز في الكفاءة العملية والاجتماعية.

    العلاج: وهنا تتضح المريض باللجوء إلى فراشه وقت النوم فقد وإن لم ينام خلال 5 دقائق على أن ينهض لعمل شيء ما أو يغير مكان نومه أو غرفة نومه.

    اضطراب الفزع أثناء النوم: يكون في الاستيقاظ المفاجئ من النوم عادة تكون البداية بصدمة وهلع أو قلق شديد.

    اضطراب الشخصية:

    هي أنماط سلوك يتمثل في الاستمرارية والثبات تعبر عن نظام حياة مميزة للفرد وأسلوب تعامله مع نفسه والآخرين تظهر هذه الأنماط السلوكية مبكرة في مسار التطور وتتضمن صوراً متعددة من السلوك والأداء الاجتماعي للفرد كذلك نجدها في كثير من الأحوال مصحوبة بدرجات متفاوتة من الضيق الذاتي واضطراب الأداء الاجتماعي والوظيفي تظهر في الطفولة أو المراهقة وتستمر في مرحلة الرشد.

    تتميز بمبالغة في الذات وقابلية للإيماء والمزاجية وعدم الاستقرار العاطفي والرغبة في الظهور ولفت الانتباه.

    عند التشخيص يجب وجود ثلاث على الأقل من العلامات والسلوكية المذكورة التالية:

  • سلوك واتجاهات غير متجانسة بشدة مثل (العاطفة – طريقة الإدراك – التفكير).

  • نظام السلوك الشاذ ثابت وطويل المدى.

  • نظام السلوك الشاذ يفتقد الى التكيف بشكل واضح.

  • تظهر العلامات دائماً أثناء مرحلة الطفولة المتأخرة أو المراهقة وتستمر أثناء المرحلة.

  • أنواعه:

  • اضطراب الشخصية الشكاكة: الطابع المميز هو الشك في كل من حوله والغيرة والصراع في العلاقة وتظهر في مرحلة البلوغ المبكر وتظهر على شكل

    • الشك بأن الآخرين سيهرون به ويؤذونه.

    • يقرأ الأفكار أنها تهديداً.

    • يتعامل في حال الإهانة أبو الاعتداء.

    • عدم الثقة في الأشخاص المقربين.

  • اضطراب الشخصية الانطوائية: يتميز بالانعزال عن المجالات الاجتماعية والأنشطة والانطواء على الذات وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر.

  • اضطراب الشخصية الفصامية: تمتاز في الغرابة في السلوك والمظهر والتفكير واعتقادات خاطئة وشكوك وظنون.

  • اضطراب الشخصية الحدية (ضد المجتمع): تمتاز بالعنف – اللامبالاة وتنتشر هذه الشخصية لدى المجرمين والمنحرفين وعدم الالتزام بقواعد المجتمع – العدوان والتهور – الفشل – عدم تحمل المسئولية.

  • اضطراب الشخصية الهستيرية الاهتمام والاستعراض والسطحية.

  • الشخصية النرجسية: السلوك المسيطر هو الشعور بالعظمة سواء في السلوك أو أحلام اليقظة ولا يتحمل النقد والسخرية ويستمتع في تحقير الآخرين.

  • اضطراب الشخصية الوسواسية: تمتاز بالنظام الشديد والدقة المتناهية والمطالبة بالمثل الأعلى والاهتمام بالنظافة، وتعد الظروف الضاغطة والعوامل المعيشية من أكثر العوامل التي تسبب الاضطرابات السلوكية.

  • العلاج النفسي لاضطرابات الشخصية: يتم من خلال الأسلوب العلاجي بواسطة المعالج والأساليب الفنية والتقنيات، بحيث يساعد المريض أن يعبر عن معاناته ويخرج انفعالاته (التفريغ الانفعالي)، ويتم التركيز على الدفاعات النفسية اللاشعورية والتعبير والمواجهة ورسم علاقة إيجايية مع محفزات الاضطراب، وتكون المدة الزمنية من 30 -45 دقيقة أن يتكون من 12-16 جلسة مع وجود فاصل زمني بين الجلسة والأخرى.

    أو تلقي العلاج عبر التأهيل النفسي الاجتماعي من خلال عمل نوادي أو مراكز اجتماعية للمرضى والتأهيل المهني، والذي يعزز عادةً قدرات الفرد في المجتمع والمشاركة والتعرض للتأهيل الاجتماعي والعلاج النفسي والدوائي في آن واحد للجميع.

    اضطراب الأكل: الاضطراب المستمر في سلوكيات الأكل مثل (التقيد النظام الغذائي أو الافراط في الأكل أو القيء – المبالغة في تقييم الأكل والتحكم بالوزن والعلاج) وممكن معالجته عن طريق العلاج الفردي أو الجماعي أو علاج المعرفي السلوكي أو العلاج الأسري.

    اضطراب نتف الشعر: يقوم الأطفال بنتف الشعر وسحبه من أجزاء مختلفة من أجسامهم بما ذلك فروة الرأس والوجه والساقين مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ لا علاقة له بالصلع أو الثعلبة أو الإحراج أو الخجل الناتج عن تساقط الشعر.

    أسباب اضطراب نتف الشعر: (مشاكل في المنزل – التعرض للضغوط والصدمات) ويزيد سوء في المواقف العصيبة يشعر الأطفال بتدني احزام الذات أو القلق ويتم معالجته بالعلاج المعرفي السلوكي للتعرف على الأفكار والمشاعر والسلوك المرتبط بنتف الشعر والعلاج الأسري ومجموعات الدعم.

    العلاج النفسي

  • إقامة علاقة علاجية على الطفل الارتباط بين الأفكار والعواطف والسلوك ومساعدته على فهم تجربته العاطفية بشكل أفضل.

  • جدول النشاط والتفعيل السلوكي.
    قبر الحياة الحلقة 5

  • حل المشكلات مثل ألعاب الطاولة ولعب الأدوار.

  • تحسين المهارات والسلوكيات الشخصية للتواصل مع الطفل.

  • استخدام ثنائي المعالج والطفل كنموذج، ومع الوالدين يجب عمل تثقيف نفسي حول الاضطراب وكيفية إدارة السلوك الإيجابي من خلال التعزيز والمديح وتجنب النقد.

  • التنشيطي السلوكي.

  • العلاج المعرفي السلوكي.

  • في العلاج نستخدم أداة سلم القلق في عرض مواقف ومقابلها درجة القلق فتكون الأشد قلقاً درجة أو أخف قلقاً درجة وهذا السلم يساعد في التعرف على مدى الاستفادة الطفل في كل لقاء.

    استخدام تقنية إعادة البناء المعرفي وأساليب تدريب نافعة.

    في الصدمات نستخدم تقنيات واستراتيجيات الأدوار والنموذج السردي (بروتوكول العلاج الذي يتبع نموذج السرد البناء) وأهم التقنيات العلاج النفسي للأطفال (العلاج باللعب واستخدام مهارات الفن والرسم وتقنيات الاسترخاء والتنفس بعمق).

    عرض حالة:

    طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات حضرت للعيادة بسبب أعراض الصدمة فهي تعرض للقصف وفقد والدتها وأخواتها فالأعراض الظاهرة (الخوف الشديد من فقدان والدها) كانت تبكي بشكل مفرط وترفض أن تخالط الاصحاب ومن هم بجيلها ولا تنام بالليل ودائمًا تشتكي من الكوابيس والفزع وتطلب دومًا أن تذهب للمقبرة لتكون بجانب والدتها الشهيدة وتبكي عليها بشدة ومزاجها حزيناً ودائماً تتذكر الحدث الذي عشته وتشعر بالذنب أنها لا تستطع انقاذهم مما يشعرها بالعجر وتم احالتها للعلاج النفسي وهي تحضر للجلسات.

    المقاييس النفسية:

  • اختيار بيك لقياس الاكتئاب النفسي.

  • مقياس كرب ما بعد الصدمة.

  • وننوه أن الأثر النفسي للحروب والأزمات تختلف من شخص لآخر إذ يكون أشد ضرر بالنسبة للأشخاص العصابين والمصابين بالأمراض النفسية، كالاكتئاب والوسواس القهري ومن لديهم جينات وراثية للاضطرابات النفسية.

    وجود المؤشرات العالية للخطر تطور الإصابة بالاضطرابات النفسية وفي أثناء الدمار الواسع يقوم الناس بدعم بعضهم البعض نفسياً خاصة أن الضرر طال الجميع لكن ردة الفعل تختلف بينهم خاصة ممن يعانون من آثار ما بعد الصدمة فالأعراض النفسية الأكثر شيوعاً تعتمد على الاضطراب النفسي والعمر إذا تشمل (اضطرابات الهلع – اضطرابات النوم والطعام – الوسواس القهري – الاكتئاب – القلق – اضطرابات سلوكية لدى الأطفال).

    والأعراض الجسدية الناتجة عنه (التوتر – القيء – التهابات الجلد – القولون – العصبية – الآلام المزمنة – الاسهال)

    وكذلك اضطرابات صحية عقلية ونفسية شديدة (اضطرابات ما بعد الصدمة – الاضطراب ثنائي القطب – اضطرابات الشخصية) فالأمر خطير جداً وفي حال تفاقمت هذه الأزمة فإننا بحاجة إلى تقديم احتياجات عاجلة لإنقاذ المصابين بالصدمات النفسية بالإضافة إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب.

    اقرأ أيضاً: استراتيجيات التعامل مع الضغوط النفسية أثناء الحروب: كيف تتعافى من أثرها؟