-

أسباب تعاطي المخدرات عند الشباب

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة


يمر الشباب وخاصةً المراهقين خلال فترة مراهقتهم بعدد من التغيرات الهرمونية والنمائية وبالتالي تغيرات في تبلور شخصياتهم، وهذه التغييرات يمكن أن تجعلهم مرهقين ومربكين، مما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى اللجوء لممارسة سلوكيات غير صحيحة مثل تعاطي المخدرات، ظنًا في أنها وسيلة مساعدة، إلا أنها تتضمن عواقب صحية طويلة الأمد وقد تكون دائمة حتى ما بعد الإقلاع،وهناك بعض المسببات التي تدفع فئة الشباب إلى سلوك كهذا، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • القدرة على التكيف: قد يكون تكوين صداقات وعلاقات جيدة في بيئة جديدة أمرًا صعبًا بالنسبة للمراهقين، وغالبًا ما يترتب على ذلك مشاعر عديدة من عدم الأمان، وتدني احترام الذات، والخوف من الرفض، مما يدفع بعض المراهقين والشباب إلى تجربة المخدرات بهدف الشعور بالهدوء والتخلص من التوتر الناتج، أو بهدف الانضمام إلى دائرة اجتماعية أكبر سناً وأكثر إغواءً طلبًا للقبول وتكوين العلاقات.
  • الشعور بالرضا: يتعاطى العديد من المراهقين المخدرات من أجل الشعور القوي بالرضا، والذي لا يمكنهم الحصول عليه من خلال الملذات البسيطة، مثل الطعام أو التدخين.
  • الشعور بالتحسن: يتوهّم المراهقون في تعاطيهم المخدرات بأنهم يوفرون لأنفسهم العلاج الذي يمنحهم شعورًا بالتحسن، ويخفف عنهم حدة الاكتئاب، والرهاب الاجتماعي، والاضطرابات المرتبطة بالتوتر والقلق، إلا أن شعور الراحة هذا ما هو إلا شعور مؤقت ومزيف.
  • التجربة: تُعتبر فئة المراهقين والشباب فئة متهورة وتميل إلى الطيش، حيث إن جزء التفكير الذي يتحكم في اتخاذ القرار العقلاني، وضبط النفس، يحتاج إلى سنوات من الخبرة، والتجربة، والمعرفة، ليتمكن المرء من بعدها في اتخاذ القرارات السليمة نوعًا ما، ويتجنب الأخطاء قدر الإمكان، مما يجعل المراهقين أكثر عرضة لمحاولة اتباع الأنشطة المحفوفة بالمخاطر.
  • المنافسة: قد تدفع روح المنافسة بعض الشباب إلى تعاطي المخدرات، حيث ينشأ هذا الاعتقاد في وسط بيئة ينقصها الوعي والنضج الفكري، حيث يسيطر عليها اعتبار التعاطي بأنه فعل جريء يمنح التميز لفاعله، وأنه بإمكانه التغلب على كل ما هو خطير وتجاوزه بسهولة، إلا أن جميع هذه الاعتقادات قصيرة الأمد، وسوف تتضح العواقب بشكل قاسٍ في نهاية المطاف.
  • جذب الانتباه: غالبًا ما يفتقد المراهقون الاهتمام الكافي ممن حولهم، والتوجيه الصحيح نحو أهدافهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى افتقادهم الإدراك الصحيح في استغلال مواهبهم ومهاراتهم، مما يؤثر سلبًا في ثقتهم، ويغرس في عقولهم فكرة كونهم غير جيدين بما فيه الكفاية لمواجهة الحياة، مما يفقدهم الأمل في المحاولة، ويدفعهم إلى اللجوء إلى سلوكيات سيئة، بهدف إضافة التميز إلى حياتهم، أو بهدف إيجاد الراحة فيما تتضمنه هذه السلوكيات.
  • الجهل: يكبر بعض المراهقين والشباب معتقدين أن تعاطي المخدرات والكحول أمر طبيعي، وذلك لترديدها بشكل متكرر في بعض الأغاني، بالإضافة إلى حالات الإدمان العديدة في الوسط الفني.
  • الإدمان الناتج عن المخدرات: عادةً ما يتسبب تعاطي المخدرات إلى إدمانها، مما يزيد من الأمر سوءًا، ويصبح الفرد غير قادر على الابتعاد عن تعاطي هذه المواد.


الفرق بين تعاطي المخدرات والإدمان طفيف جدًا، إذ أن تعاطي المخدرات يعني استخدام مادة مخدرة بطريقة خاطئة، والإدمان هو استمرار الشخص للتعاطي، ويُذكر أن بعض المواد تسبب الإدمان أكثر من غيرها، مثل الكراك أو الهيروين، لدرجة أنه يمكن استخدامها مرة أو مرتين فقط قبل أن يفقد المتعاطي السيطرة على نفسه.


هناك عدة طرق يمكن للشخص من خلالها تعاطي المخدرات، بما في ذلك الحقن، والاستنشاق، وابتلاع الحبوب، ويختلف تأثير المخدر على الجسم على اختلاف كل طريقة، فعلى سبيل المثال يؤثر حقن الأدوية مباشرة في مجرى الدم تأثيرًا فوريًا، في حين أن الابتلاع له تأثير بطيء.


قد يشمل العلاج بعض الأمور التالية:

  • العلاج السلوكي، يساعد العلاج السلوكي الأشخاص على بناء طرق التأقلم الإيجابية في المجتمع وتطوير مهارات حل المشكلات.
  • العلاج الجماعي، الذي يمنح الناس فرصة للاعتراف، والمشاركة، والعمل من خلال الجوانب النفسية، وذلك بهدف التعافي مع مجموعة من الأقران تحت إشراف متخصص.
  • الأدوية، والتي تُستخدم للمساعدة في تقليل أعراض الانسحاب بعد ترك التعاطي.
  • رعاية طبية إضافية، والتي قد تشمل التدريب المهني الذي يعالج المشاكل المرتبطة بتعاطي المخدرات المزمن.