-

احترام حرية

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يُقصد باحترام حرية الآخرين الاحترام المتبادل بين الأفراد مهما كان عرقهم أو لونهم، وعدم تقييد حريتهم، ومنحهم حرية الرأي والتعبير، كما يتضمن مفهوم احترام حرية الآخرين التّمتع بالأخلاق الفاضلة، والتّحدث بلباقة، والتصرف بمسؤولية.


يتجلّى مفهوم احترام حرية الآخرين بمظاهر عدّة، وهي كالآتي:

التواصل الواضح مع الآخرين

يُسهم التواصل بطريقة واضحة مع الآخرين في احترام حريتهم، وفهم الحدود التي يجب الالتزام بها، بالتالي يُفضل الانتباه إلى استجابة الآخرين أثناء الحوار؛ وذلك لمعرفة مدى ارتياحهم وتقبّلهم، ويُؤدي الاستماع وعدم المقاطعة، والتفكير أثناء الحوار إلى فهم الآخرين جيدًا، بالإضافة إلى ممارسة التوقف الصامت، والذي يُقصد به الانتظار حتى انتهاء الآخرين من الحديث، ثم التقاط النفس، والتوقف قبل إبداء أي استجابة.


يُمكن طرح الأسئلة لمعرفة إذا ما كان هنالك تعدٍّ على حرية الآخرين، كما أنّه في بعض العلاقات القوية مع الأفراد يكون التواصل مستمرًا لفترة طويلة؛ ممّا يُسهم في معرفة الحدود مع ضرورة التوضيح في بعض الأحيان.


تقبل الآخرين

يجب تقبّل رأي الآخرين مهما كان مختلفاً، واحترام حدودهم حتى لو كانت غير منطقية، وفي هذه الحالة يُفضل البحث عمّن يحملون أفكاراً مناسبة لتلك التي يحملها الشخص، فلكلّ فرد مجموعةٌ من الأفكار والمشاعر، والخطط والطموحات والآمال التي تحتاج لمَن يُؤيدها ويتقبلها.


احترام تفرد الآخرين

يحتاج بعض الأفراد إلى المساعدة في اتخاذ القرارات المؤثرة في حياتهم كالأصدقاء، أو شركاء العلاقة، إلّا أن البعض لا يفضّل ذلك، لذا يجب الوقوف عند حدود هؤلاء الأفراد واحترام حريتهم، واستقلاليتهم، وتفرّدهم، وعدم تجاوز حدودهم؛ لا سيما أن بعض الدعم الزائد يمنع من تطوير المهارات والخبرات التي تُسهم في إدارة المواقف الحياتية.


التركيز على الذات

يكون التركيز على الذات من خلال تدريب النفس على عدم تجاوز حدود الآخرين وحرياتهم، أو إخضاعهم لأمر ما والتحكم بقراراتهم وأفعالهم؛ لأنّ ذلك يؤدي إلى نفورهم، ثم البحث عن طرق خاص بهم، وعلى العكس من ذلك؛ فإنّ احترام حدود الآخرين؛ يؤدي إلى تحقيق الثقة بالفرد واحترامه، وبناء العلاقات الوثيقة مع الآخرين.


الانتباه إلى لغة جسد الآخرين

يجب الانتباه إلى لغة جسد الآخرين؛ لأنّها تُعبر عن مشاعر الفرد بطريقة أفضل من الكلمات، فإذا ثنى الفرد ذراعيْه أثناء الحوار معناه أنّه لا يرغب بالرأي المطروح أمامه، وإذا تراجع الفرد بجسده إلى الخلف، فذلك يعني التعدي على مساحته الشخصية والاقتراب منه لدرجة كبيرة.


تكمن أهمية احترام الآخرين بما يأتي:

  • احترام الفرد وتقديره، وزيادة الثقة به، وبناء العلاقات الجيدة والآمنة.
  • تجنب الإساءة العاطفية أو اللفظية أو الجسدية إلى ذات الفرد.
  • معرفة قيمة الذات، وتحديد الأولويات، وإيجاد المساحة والوقت اللازمين؛ لتحقيق الأهداف في الحياة.
  • زيادة تقدير الذات واحترامها، وتنمية شخصية قيادية حازمة وغير عدوانية.
  • احترام الفرد للالتزامات التي يرتبط بها.
  • حصول الفرد على ما يرغب به، والعيش ضمن شروطه الخاصة.
  • تعبير الفرد عن الأفكار والآراء والمشاعر بطريقة تُبين احتياجاته بوضوح.
  • التفاعل مع الآخرين، وتبادل الآراء، واحترام وجهات النظر.
  • تجنب حدوث المشكلات في المستقبل، والشعور بالاستياء من الآخرين.


هنالك عدة أنواع للحريات التي يجب احترامها، وفيما يأتي توضيح لها:

الحرية الجسدية

ُتشير الحرية الجسدية إلى حاجة الفرد إلى المساحة الشخصية، بالإضافة إلى الرغبة بالراحة، وتناول الطعام والشراب، كما أنّه يُمكن وضع حدود للحرية الجسدية بتوجيه عدة جمل للآخرين، من الأمثلة عليها ما يأتي:

  • أشعر بالتعب؛ فأنا بحاجة إلى الجلوس في هذه اللحظة.
  • أنا أفضّل المصافحة على العناق.
  • أنا أشعر بالجوع، سأذهب لتناول الطعام.
  • لديّ حساسية ضد الحيوانات الأليفة؛ لذلك لا يمكن إدخالها إلى المنزل.
  • لا أفضّل أن تدخل إلى غرفتي دون استئذان.


ويظهر انتهاك الحرية الجسدية من خلال تلقّي لمسةٍ غير مرغوب فيها، أو الاستمرار في المشي عند الشعور بالتعب، أو الانتظار عند الرغبة بتناول الطعام أو الشراب، بالإضافة إلى دخول الآخرين إلى الغرفة الخاصة بالفرد دون استئذان.


الحرية العاطفية

تُشير الحرية العاطفية إلى احترام العاطفة وتقديرها عبْر التأكد من مشاعر الآخرين، واحترام قدرتهم على استيعاب العاطفة، بالإضافة إلى معرفة مقدار الطاقة العاطفية التي يرغب الفرد بالحصول عليها، ويجب تحديد الوقت المناسب لمشاركة العاطفة مع الآخرين، كما أنّه يجب التوقف عنها مع الأشخاص الذين لديهم استجابة سيئة، وفيما يأتي بعض الأفعال التي تؤدي إلى تجاوز الحرية العاطفية لدى الأفراد:

  • طرْح أسئلة غير مناسبة لطبيعة العلاقة.
  • كشف المعلومات الشخصية والعاطفية.
  • دفع الناس إلى تبرير مشاعرهم.
  • الاعتقاد بمعرفة شعور الآخرين.
  • إخبار الأفراد بشعورهم الذاتي.
  • التعاطف الزائد دون استئذان.
  • انتقاد مشاعر الأفراد.
  • إخبار الأطفال ببعض المعلومات العاطفية غير الملائمة لهم.


الحرية العقلية

تُشير الحرية العقلية إلى الأفكار والفضول الخاص بالفرد، كما أنها تشمل احترام أفكار الآخرين، والتفكير بالوقت المناسب لإجراء حوار ما، ويتم تجاوز الحرية العقلية عند رفض أفكار الفرد، والتقليل من قيمتها، بالتالي يجب احترام آراء الآخرين والحوار والتفاهم بطريقة مناسبة، وذلك لا يعني قبول جميع الأفكار والآراء، لكن يجب تعلّم كيفية التمييز بين الحوار الجيد والسيء، فإذا طرح شخص ما رأيًا يحضّ على العنصرية والتمييز ضد اللون أو العرق عندها يجب وضع الحدود لأفكاره بطريقة مناسبة؛ وذلك لإظهار عدم التسامح مع هذا النوع من الآراء، أيضًا يمكن الابتعاد عنه وقطع العلاقة معه.


الحرية المادية

تُشير الحرية المادية إلى حرية التصرف بجميع الممتلكات مثل؛ المنزل، والسيارة، والملابس، والمجوهرات، والأثاث، والنقود، بالتالي يجب تحديد ما يود الفرد مشاركته من أشياء مادية، وتوقّع كيفية تعامل الأفراد المشاركين لها، بالإضافة إلى وضع القيود على طريقة التعامل مع تلك الممتلكات، وذلك عبْر توجيه بعض الجمل مثل:

  • لا أستطيع إقراض سيارتي؛ لأنّني الشخص الوحيد المؤمن عليها.
  • لا نستطيع تقديم المزيد من المال، لكن يُمكننا المساعدة بطريقة أخرى، وسنكون سعداء بذلك.
  • بالطبع يمكنكِ ارتداء هذا الثوب، لكنّني أحتاجه في صباح يوم الجمعة.


وتُنتهك الحرية المادية عند إتلاف أو سرقة الممتلكات الخاصة، أو عند تكرار استعارتها، وعند استخدام الممتلكات من أجل التحكم في العلاقات.