-

الخجل لدى الاطفال : كيف اغير شخصية طفلي الخجولة

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

يعد الأهل أول مقدمي رعاية للطفل، وهم مراة له، فما يمارسونه من أفعال وما يطلقونه من ردود فعل، يكون بالنسبة لطفلهم هو السلوك الطبيعي والصحيح. لذلك هناك الكثير من السلوكيات والاطباع التي ترسخ في شخصية الطفل، تكون مكتسبة من والديه، بمعنى إذا كان أحد الوالدين ذو طباع حادة وعصبية، هذا كفيل أن ينمي لدى الطفل ذات الصفات، وكذلك الأمر إذا كان أحد الوالدين أو كليهما لديه صفة الخجل، فهذا من شأنه أن ينشئ طفل خجول.

الأمر لا يقتصر على امتلاك أحد الوالدين هذه الصفات حتى يكتسبها الطفل، ففي أحيان أخرى لا يمتلك الأهل صفة الخجل أو العصبية، ولكن يقومون بممارسات تجاه أطفالهم من شأنها أن تعزز صفة الخجل أو أية صفات أخرى لديهم.

ما هي أسباب الخجل؟

  • يتكون الخجل عند الأطفال أو البالغين بسبب ضعف الثقة بالنفس، الذي ينجم عن عدم دعم الوالدين للطفل في الصغر وتشجيعه، والقيام دائما بانتقاده، محاسبته على كل فعل يفعله، توبيخه، وتعنيفه لفظيا أو بدنيا.
  • كما أن الوالدين الخجولين والغير اجتماعيين، من الممكن أن يكون أطفالهم خجولين بسبب تقليدهم لهم.
  • بالإضافة إلى ذلك، الآباء الذين يمنعون أطفالهم من القيام بأي نشاط، أو أي شيء يريدونه بهدف حمايتهم أو حماية الأشياء من حولهم، أوأن يعملون على توبيخهم، لا يسمحون لهم بمشاركتهم في المناسبات الاجتماعية، لا يسمحون لهم بالخروج معهم أيضا. هذا يجعل أطفالهم ضعيفي الشخصية، خجولين، ولا يبادرون لفعل أي شيء بأنفسهم، ولا حتى التحدث للآخرين أو التواصل بشكل سليم، ودائما يكونوا خائفين من نظرة من حولهم لهم، ومن كلامهم عنهم، يشعرون أن الجميع يراقبهم وينتظر أخطائهم.
  • الخجل أعراضه ونتائجه:

    • الخجل ينتج عنه التراجع الدراسي، بسبب خجل الطفل من المشاركة في الدروس، أو خوفا من ردة فعل المعلم أو أصدقائهم من السخرية منهم.
    • إضاعة الفرص وعدم الدخول لأي مسابقات أو نشاطات مع أصدقائهم، كي لا يكونوا محط أنظار من حولهم، فهذا يسبب لهم التوتر الشديد.
    • الابتعاد الدائم عن أعين الجميع، والجلوس في مكان لا يراهم فيه أحد، وعدم المشاركة بأي أحاديث في حال كانوا مع أشخاص غير مقربين جدا.
    • التفرد بصديق واحد أو حتى بدون أي أصدقاء، والشعور الدائم بالوحدة والتوتر.
    • عدم الرغبة في الخروج من المنزل، لكي لا يواجهوا الآخرين، ما يجعلهم عرضة للتوتر والحرج.

    طرق علاج الخجل والخوف الاجتماعي:

    نصائح لطرق علاج الخجل عند الاطفال:

    • إذا كنتم أنتم الآباء ولديكم طفل خجول، ما عليكم فعله هو دعمه، والثناء على الأفعال التي يقوم بها.
    • تشجيع الطفل وعدم انتقاده أو توبيخه، بل حاولوا تفهمه ووضحوا له الأمور بهدوء.
    • تسجيل طفلكم بالنوادي الرياضية وإقناعه بالانضمام للمسابقات التي تكون في المدرسة أو النادي، وتسليمه أمور المنزل مثلا أو مسؤولية إحضار الحاجيات.
    • حاولوا أن تشعروا طفلكم بأنه شخص نافع وذو أهمية، وأنكم تعتمدون عليه وأنه ناجح بكل ما يقوم به، هكذا تزداد ثقة ابنك بنفسه، وتخف حدة توتره وخوفه من الآخرين، ما يجعله يمتلك روح المبادرة ويتواصل بشكل سليم.
    • دعوا طفلكم يقوم بالتعريف والتعبير عن نفسه، اهتموا به وأصغوا إليه، وعند الالتقاء مع الآخرين لا تقولوا: "هذا ابني فلان وهو خجول قليلا!"، دعوا طفلكم يُعرّف عن نفسه بنفسه، ولا تضعوه محل الأنظار، وتقولوا له "هيا سلم على فلان هيا هيا" أي لا تضغطوا عليه، فقط افعلوا أنتم ما تحبون أن يفعل هو، وسيتعلم منكم حتما وإياكم القيام بمقارنته بأحد.

    نصائح للمساعدة على التخلص من الخجل:

    • بالنسبة للأشخاص الذين يريدون التخلص من الخجل، أنصحكم بالانضمام لجمعيات مساعدة الآخرين، أو النوادي الرياضية، حضور المناسبات الاجتماعية، وزيارة الأقارب والأصدقاء بشكل دائم.
    • اذا كنتم تعانون من صعوبة في التواصل ولا تستطيعون المشاركة في الأحاديث، حاولوا الإكثار من القراءة والتزود بالمعلومات، وشاركوا هذه المعلومات مع محيطكم واسألوهم عن رأيهم، وناقشوهم. هكذا ستدخلون في أحاديث جانبية تجعلكم تبنون علاقاتكم بسهولة، وتكونون محط إعجاب الآخرين، بسبب ثقافتكم وحواركم.

    إذا كنتم من الأهل الذين لديهم طفل خجول، الأمر يتطلب منكم إدراك حالة طفلكم وتفهمها، وعدم اللجوء إلى توبيخ الطفل بسبب خجله. بل يجب العمل على مراقبة تصرفاته حتى تتمكنوا من لمس جوانب الضعف في شخصيته، ما يمكنكم من العمل على تقويتها وتصويبها. في نهاية المطاف إياكم أن تستسلموا لفكرة أنكم خجولين، ولا تستطيعوا فعل أي شيء حيال ذلك. الأمر يتطلب بعض الجهد نعم، ولكن مع المحاولة لا شيء مستحيل.


    صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29