العناد ودوره في تحقيق الأهداف
يعرف مصطلح العناد بأنه صفة تطلق على كل من يمتلك رأي أو موقف ثابت يرفض تغيره بسهولة، ويصر على القيام بالأمور التي يراها مناسبة، ويمتلك عزيمة وإصراراً ليحقق أهدافه، ويتخذ القرارات التي يريدها بحزم ودون تردد، وغالباً ما يرى الإنسان العنيد نفسه على صواب في أي قرار يتخذه أو فعل يقوم به، بغض النظر عما يراه الآخرون من حوله، وفي معظم الأحيان لا يستجيب لما يطلب منه القيام به ويتحمل مسؤولية كل فعل يقوم به.
تؤثر صفات العناد التي يتسم بها الشخص الذي يريد تحقيقه أهدافه بدور هذه الصفة، وفي ما يلي توضيح لدور العناد في تحقيق الأهداف:
- تحتاج الأهداف الكثير من الوقت والجهد والصبر والمثابرة لتحقيقها والوصول إلى النتائج المرجوة منها، كما هو معروف فإن الإنسان العنيد لن يقف عند حد معين وسوف يستمر ببذل الجهد، كما أن صفة العناد تعطي رغبة قوية ومستمرة في الاستمرار رغم كل الصعوبات والمعيقات.
- لا يتخلى الإنسان الذي تدفعه صفة العناد عن المثابرة من أجل تحقيق هدفه بأفضل نتائج ممكنة رغم كل ما يمر به من ظروف صعبة؛ فهو يمتلك الصبر ليجرب ويحاول بشكل مستمر كل السبل والطرق المتاحة والممكنة التي وجدت له ويستطيع من خلالها أن يصل إلى هدفه.
- يستطيع الإنسان الذي يمتلك صفة العناد أن يضع الخطط ويقوم بالتخطيط طوال الوقت ويستمر في التجربة حتى لو فشلت الكثير من المحاولات، لأن صفة العناد تعطي صاحبها حب التحدي ليجرب كل ما هو جديد من خطط وطرق، ولن يستسلم وسيبقى الإنسان العنيد مصمماً حتى يصل إلى هدفه.
- لا تعني صفة العناد في تحقيق الهدف أن لا يتقبل الفرد الآخرين وآراءهم ونصائحهم، بل تعني أن يكون الإنسان ممتلكاً لصفة العناد ومرناً في الطرق والوسائل والأساليب التي سوف يستخدمها وأن لا يسمح للظروف بالتحكم به، مهما كانت ولن يسمح الشخص العنيد بلوم الظروف لعدم قدرته على تحقيق هدفه.
التأثير الإيجابي للعناد على تحقيق الأهداف
- صفة العناد لها تأثير إيجابي كبير بشكل جيد على تحقيق الأهداف ومن هذه الآثار ما يلي:
- الحسم في اتخاذ القرارات دون تردد أو خوف، في حين يجب على الإنسان أن يختار بين أمور وخيارات متعددة وحاسمة ومهمة في موقف ما، وسوف يتمكن الشخص الذي يعتزم تنفيذ أهدافه من اتخاذ قرار الذي يراه مناسباً في وقت أقل وبثقة أكبر.
- تجنب الناس المحبطين والمتشائمين الذين يحاولون التقليل من قيمة عمل الآخرين أو انتقاده أو الاستهزاء به، ويمتلك الشخص العنيد الثقة والقدرة على تجاهل كل من سيحاول التقليل من قيمة عمله وجهده.
- يمتلك قدرة دائمة ومستمرة على البحث ومطالعة كل ما هو جديد من حلول تساعد في الوصول إلى هدفه، ويستطيع غالباً ابتكار حلول إبداعية غير مألوفة وفريدة كونه مثابر جيد في الوصول إلى هدفه؛ مما يجعل هذه الحلول تبدو فريدة من نوعها ومبتكرة لتحقيق أهدافه مما يجعله يظهر مميزاً بين الآخرين.
- يمتلك حباً كبيراً للمنافسة، حيث يسعى دائماً لأن يكون الأفضل؛ لهذا يحاول بذل الكثير من الوقت والجهد في تطوير تحسين الأفكار الخاصة ولا يتوقف عن حد معين من العمل.
التأثير السلبي للعناد على تحقيق الأهداف
لصفة العناد كذلك آثار سلبية تترك تأثيراً سيئاً على قدرة الإنسان في الوصول الإنسان لهدفه وتحقيقه، كما يجب على الإنسان تجنب الوقوع بها ومن هذه الصفات السيئة ما يلي:
- يكره أن يسأل عن المساعدة وإن كان يحتاجها بشدة، مما قد يجعله يشعر بالحرج وبالتالي الشعور بالتوتر والاندفاع نحو القيام بخطوات وقرارات قد يندم عليها لاحقاً، إذا لم يتواصل مع من حوله بشكل جيد.
- يظن أنه على حق في كثير الأمور، فلا يستمع ولا يبدي أي اهتمام بمن حوله، ولا بما يقترحونه أو يفكرون به أو يقولونه، مما يسبب الكثير من المشاكل والخلافات وتجنب الآخرين له في بعض الأحيان.
- يظن أنه صاحب أفضل وأعلى المعايير من غيره في العمل، فقد يصاب بالغرور والتعالي الذي قد يفقده الكثير من القيم، والذي قد يقف عقبة في تنفيذه وإنجازه لأهدافه.
- يصعب عليه أن يعترف عند قيامه بارتكاب الأخطاء، ولا يواجه في بعض الأحيان حقيقة أن أخطاءه هي السبب التي تقف عائقاً في تحقيق أهدافه.
- يحب السيطرة وفرض رأيه ولو بالقوة على الآخرين، ويحب كذلك تولي المناصب القيادية، كما يحب الحصول على الانتباه في كثير من الأوقات، وقد يصل به الأمر للتباهي والتفاخر بكل ما أنجزه في كل مرة، ويتناسى تقدير من يقوم بمساعدتهم أو دعمهم له.