أسباب حدوث أزمة
يوجد العديد من العوامل التي تؤثر في معرفة الذات، وفيما يأتي ذكر هذه الأسباب:
الفقد
الفقد يؤدي إلى عدم التعرف على الذات، والتشكيك في المبادئ والمميزات والأهداف، فعلى سبيل المثال فقد شخص عزيز قد ينشأ عنه صراع مع الذات وربما المعتقدات، خاصةً إذا كان الفرد غير ناضج وما زال يكتشف الحياة، أو ربما تكون خسارة وظيفة أو حادث يتسبب في تغير الشكل أو مشكلة تحتم التعامل معها طوال الحياة.
التغيير المفاجئ
التغيير ليس من الأمور التي يرفضها الأشخاص في العادة، ولكنها تثير القلق لدى الكثيرين، أما إذا جاء التغيير فجأة وسبب الإرباك، خاصةً لمن هم في مرحلة المراهقة، كتغيير المدرسة، البيت، الحي، أو البلدة، كلها تغييرات تجعل الفرد يعيش في حالة عدم استقرار نفسي تؤدي إلى عدم التعرف إلى الذات وما الذي تطمح إليه أو تريده.
الصدمة
الصدمة مرتبطة نوعًا ما بالنقطة الأولى ولكن قد تشمل أيضًا العنف الأسري والتنمر والتعرض لحادث ينتج عنه صدمة نفسية، كوفاة شخص قريب، وهي من الأمور التي تثير الكثير من التساؤلات والشكوك بالذات وأهميتها وإذا ما كانت تستحق الوجود الذي منح لها أم لا، وإذا ما كانت الذات لها أي أثر على هذا العالم.
أزمة الهوية هي حدث متطور يتلخص في أن لا يعلم الشخص يقينًا من هو، وما المكان الذي يجب أن يملأه في العالم، بدأ المفهوم من عالم النفس إريك إريكسون، الذي كان يؤمن بأن تكوّن الهوية وتحديد ملامحها من أكثر الأزمات التي يمر بها الفرد أهمية، وأن يجهد الفرد نفسه ويقضي وقتًا بالتفكير في هويته محاولًا فهم الذات من منظورات متعددة.
تكوين فكرة عن الذات من أهم جوانب مرحلة المراهقة، إلّا أنها ليست مقتصرة على تلك الفترة، بل يظن إريكسون بأن الهوية تتغير وتتطور من خلال الخبرات التي يشهدها الفرد وما نتج عنها من تحديات.
التعامل مع الأزمات النفسية ليس بالأمر السهل، وذلك لعدم وجود تشخيص مادي للمشكلة حتى يتم حلها بأدوية أو علاجات، ولكن الأمر الجيد هو أن الصراح مع الذات وماهيتها يُمكن التعامل معه وعلاجه عبر بعض الممارسات الحياتية التي تجعل من الشخص أكثر قدرة على التعرف على ذاته.
من الأمور التي يُمكن أن تساعد على تجاوز أزمة الهوية هي التجهز للتغيير، ومعرفة أن الحياة ليس بها ثوابت، وهي دائمة التغير وأن التغيير قد يكون جيدًا وأن الروتين هو الذي يُفوت عليك الفرص والتعرف إلى خبرات جديدة، قد يكون التغيير مقلقًا ولكنه بالتأكيد يحمل خبرة جديدة وإن لم يكن جيدًا كما أردته فسوف يلحقه تغيير آخر لا شك.
أمر آخر هو البحث عن الأمور التي تهم الشخص والاستمتاع بها وعدم التعلق بأمور زائلة ومؤقتة، وتذكر أيها الشخص فأنت الثابت الوحيد في المعادلة وذاتك هي ما يلازمك، أحب نفسك وأنظر في المرآة لتعززها كل يوم وتقدرها ولتعلم دائمًا أنك تستحق الأفضل ولن يحددك أمور متغيرة أو معاملة الآخرين أو وظيفة أو سيارة تركبها.
خالط أشخاص يشاركونك المشكلة ذاتها لتعلم أنك لست وحدك، ولتتعلم منهم ومن خبراتهم في الحياة وهي أيضًا فرصة رائعة لمعرفة أن الأشخاص الذين يعانون من أزمة الهوية هم أشخاص مميزون ولكنهم لا يرون ذلك بعد في ذاتهم، الأمر الذي ينعكس على نظرت إلى نفسك ومعرفة قيمتها.