مفهوم التعاون
التعاون بين الدول هو مفهوم قديم، إذ كانت الدول في الحروب تتعاون في صناعة الأسلحة وتزود بعضها البعض بها، ومن الأمثلة على ذلك تعاون ألمانيا مع فرنسا وفي عام 1992 م لتأسيس شركة لصناعة طائرات الهاليكوبتر لكليهما.
وبهذا فإن التعاون يحصل فيما بينها في حال وجود مصالح اقتصادية أو سياسية مشتركة لكليهما، ومن الجدير بالذكر بأن الوضع تغير قليلًا في الوقت الحالي، فقد يكون من الصعب تحقيق ذلك للتباين في الأوضاع السياسية أو الاقتصادية، كما أن البعض منها يكون مُجبرًا على التعاون أو مُستغلًا في ذلك، ولهذا تصبح الرغبة في التعاون والعمل الجماعي غير مرغوبة.
في ما يأتي عدد من النقاط التي يُمكن من خلالها تبسيط مفهوم التعاون الدولي:
- تعاون الدول مع بعضها لتحسين الاقتصاد العالمي من خلال توفير فرص العمل لجميع سكانها القادرين على ذلك وخفض نسب البطالة.
- التعاون ما بين دولتين يتيح الفرصة أمام كل منهما لإنعاش حركة العقارات وإنشاء المشاريع على أراضيها من قبل رجال الأعمال والأفراد بعض النظر عن الجنسية التي يحملونها، وبذلك يصبح التعامل معها كأنها الموطن الأم لهم ويسعون لتنميتها وازدهارها.
عندما تعمل البلدان معاً وتتفقان على أمور معينة تتحقق الكثير من المزايا لصالح كلتا الدولتين، ومن هذه المزايا:
- من الممكن أن تعمل بعض الدول معاً لتنمية كلتا الدولتين حيث يمكن على إحدى الدول أن تقترض المال من الأخرى لفتح مشروع معين ما إذا كانت الدولة الأخرى ذات قدرة مالية عالية، حيث يزيد هذا من التحسين الاقتصادي لدى هذه الدول.
- يمكن على الدول أيضًا التعاون في ما بينهما عن طريق الموارد البشرية، وحيث تستطيع دولة ما تقديم أشخاص مؤهلين للقيام بمتطلبات الدولة الأخرى فيفيد هذا من تحسين اقتصاد الدولة وازدهارها وتوفير فرص عمل لمواطني الدولة الأخرى.
- قد تتشارك الدول في ما بينها في إقامة شركات على كلا الأرضين لتوفير فرص العمل لكلا الشعبين وتطوير البلاد وتعزيز التنمية المجتمعية وتحسين الاقتصاد الدولي لكليهما.
وبالتأكيد يوجد العديد من السلبيات للتعاون بين الدول منها:
- من الممكن أن يكون التعاون فقط في المظهر، أي أنه في الواقع يكون سيطرة وفرض قوة على الدول الأخرى مما يجعل القيام بهذا هو اهتماماتهم فقط في مصالحهم العامة وعدم اهتمامهم بمصالح ما إذ كانت الدول الأخرى سوف تحقق فائدة أم لا.
- قد تتعاون بعض الدول فيما بينها للسيطرة على الدول الأخرى أي أنهم يقومون باستضعاف معظم الدول لأنهم يمتلكون القوى الاقتصادية والسياسية والموارد الطبيعية، فبالتالي يقومون على استغلالهم والسيطرة عليهم وعلى أراضيهم.
- من المحتمل عند فتح الدول أراضيها لبعض الدول الأخرى للتعاون فيما بينها عن طريق نقل الموارد البشرية، فبالتالي من المحتمل أن يؤدي هذا النقل إلى تفشي الأمراض والأوبئة المنقولة مع هؤلاء الأشخاص عبر التنقل من دولة لدولة أخرى.