-

أضرار التعصب القبلي

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة


إنّ القبيلة تُمثل نسقًا اجتماعيًا يضم عدة جماعات، مثل: القرى والعشائر، وهي تختلف في مفهومها عن القبلية التي تُعد رابطةً مبنيةً على التحالف، وهي سلوك عصبي عرفه العرب منذ الجاهلية، إذ يُمثل أحد أشكال التعصب، ومن أضرار التعصّب القبلي ما يأتي:


نصرة الأقرباء ظالمين أو مظلومين

إنّ العصبية القبلية تحث على نُصرة الأقرباء والأولياء ظالمين كانوا أو مظلومين، كما أنّها هي الدعوة إلى المحاماة والمدافعة والمطالبة في سبيل الأقارب فقط.


الحروب بين القبائل

إذا طلبت إحدى القبائل النّعرة، وهي طلب الاستغاثة من أحد القبائل للدخول معهم في حرب ضد قبيلة أخرى، فإنّ القوم بالتأكيد سيقومون بتلبية النداء بغض النظر عن موقف قبيلتهم إن كان ظالمًا أم مظلومًا، ومن ذلك قول قريط بن أنيف:

قَوْمٌ إِذا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ

طاروا إليهِ زُرَافَاتٍ ووُحْدَانَا

لا يَسْألونَ أخاهم حينَ يَنْدُبُهُمْ

في النَّائِبَاتِ على ما قالَ بُرْهَانَا!


الأخذ بالثأر

هي عادة كانت سائدةً في العصر الجاهلي، إذ كانوا يقومون بقتل غير القاتل بحجة الثأر؛ لأنّه من قبيلة المُعتدي فقط على الرغم من أنّه شخصٌ بريء، كما كان من خُلق القوم في الجاهلية الحرص على الأخذ بالثأر بأيديهم دون ترك أمر الثأر لمن هم أهل للحُكم.


إضافةً إلى أنّهم كانوا يستثيرون الهمم للقتال، وكلّ ذلك ظنًا منهم بأنّ اعتزاز العربي يتمثل بعصبيته، وصون كرامته، وتتمثل طريقة صونه لكرامته بحفاظه على حياته بطريقة تجعله يستهين بالموت من أجل الأخذ بثأره.


الطبقيّة

إنّ أحد المظاهر السلبيّة للعصبية القبلية هي التعامل مع الناس على حسب درجاتهم ومكانتهم الاجتماعية، وذلك عن طريق إعمال مبدأ عدم التكافؤ بين الناس، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المظهر كان سائدًا في الجاهلية إذ كانوا سادة القوم وأشرافهم يتعالون على من هم من الطبقات الدنيا بوجهة نظر المجتمع آنذاك كالفقراء.


الفخر بالأحساب والطعن بالأنساب

إنّ التفاخر والتعاظم إحدى الصفات التي كان يتّسم بها أهل الجاهلية، إذ كانت المفاخرة لديهم بنسب الآباء والأجداد، وبالسيادة والريادة أمر شائع للغاية، ومن أهم مظاهر التزام الفرد بقبيلته هي الحرص الشديد على النسب والاعتزاز به، حيث إنّه عندما كان الشخص يُريد الزواج يتعيّن اختيار الفتاة ذات النسب الرفيع.


ورد أنّ بدر بن معشر وهو من بني مدركة، وقف في الجاهلية بسوق عكاظ يفخر بنسبه، ويقول:

نحن ينو مدركه بن خندف

من يطعنوا في عينه لا يطرف

ومن يكونوا قومه يغطرف

كأنهم لجة بحر مسدف


التنقص من القبيلة التي لا تسعى إلى الشر

كان يُنتقص من قدر القبيلة التي تكره الظلم والشر، ومثال ذلك قول قريط بن أنيف:

لكنَّ قومِي وإِنْ كانوا ذَوِي حسب

ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإِنْ هَانَا

يَجْزُونَ مِن ظُلْمِ أَهْلِ الظَّلْمِ مَغْفِرَةً

ومِن إِساءَةِ أَهْلِ السَّوءِ إِحْسَانَا