الفرق بين التحقيق الابتدائي والتحقيق النهائي

لقد تطورت المجتمعات البشرية عبر الزمن وشهدت تغيرات هامة في مختلف جوانب الحياة الإنسانية، فلم يكن للمجتمعات البدائية قوانين تحكم العلاقة بين البشر فمن كان يمتلك القوة له الحماية، ومع مرور الزمن، أصبحت الحماية من القوانين العامة، ولا يجوز لأي شخص أن يأخذ حقه بيده، فأخذت الدولة على عاتقها إقامة العدل في المجتمع ومن هنا برزت المحاكم لتنصف المظلوم على الظالم، لذا ظهرت القوانين والتحقيقات الجزائية لتعمل على إعطاء الأدلة والمعلومات عن أي جريمة تحدث في المجتمع، وفيما يأتي الفرق بين التحقيق الابتدائي والتحقيق النهائي:

المقصود بالتحقيق الابتدائي

هو تحقيق أولي وبداية مراحل الدعوى الجزائية يخضع له الضباط لجمع الأدلة مثل بصمات الأصابع القدم وتقارير وشهود العيان والمعلومات حول الجريمة وإصدار الحكم المحتمل وليس النهائي استعدادا" لمحاكمة الجاني.

أهمية التحقيق الابتدائي

هو ضرورة وأمر حتمي لمواصلة التحقيق، وجمع الأدلة ومعالجتها وتوثيقها ومراقبة الظروف المرتبطة بالجريمة، وحالة المشهد وإظهار المزيد من المحتوى وبعد ذلك سيتم إجراء تصوير مسرح الجريمة كدليل حيوي وطريقة مهمة لالتقاط جوهر المشهد والكشف عن جميع الآثار التي تشير إلى ارتكاب الجريمة وإثبات أي ارتباط بين الجريمة والضحية، وتتمثل أهمية التحقيق الابتدائي في أنه يضمن أن لا تحال إلى المحكمة إلا القضايا التي تتوافر فيها أدلة كافية تدعم احتمال الإدانة وهذا يوفر وقت للقضاء وجهده في أن لا ممثل أمامه متهم والأدلة التي ضده غير كافية.

المهام الرئيسية للتحقيق الابتدائي

للتحقيق البدائي بعض المهام الرئيسية، وفيما يأتي هذه المهام:

• التحقق من وقوع الجريمة.
• تحديد هوية الضحية ومكان الجريمة.
• التبليغ عن ظروف الجريمة.
• تحديد اسم المشتبه به
• معرفة مكان المشتبه به
• البحث عن الأدلة في مسرح الجريمة.
• إظهار النتائج.

الإجراءات المترتبة عند التحقيق الابتدائي

تقوم الشرطة بالتحقيق في ما حدث وما لحق بضحايا الجريمة ويتم استجواب الضحية والمشتبه به والشهود وجمع الأدلة وإجراء التحقيقات الفنية ومن ثمّ إعداد التقارير عن الاستجواب الذي قدمه الضحية ويجب عليه التوقيع على هذا التقرير لضمان صحة التفاصيل وتجمع الأدلة وتقدم إلى المدعي العام.

بعد جمع الأدلة التي تجرى في التحقيق الابتدائي والوصول إلى المشتبه به يتم إحالته إلى المحكمة لذلك فالتحقيق النهائي هو تحويل القضايا الجنائية إلى القاضي بعد الاستماع إلى الأدلة في القضايا الأكثر خطورة مثل الاغتصاب والقتل وتجرى المحاكمة أمام هيئة المحلفين ويكون من صلاحية القاضي أن يسجن الجاني بعد الوصول إلى التحقيق النهائي في الجريمة ومن هنا نستنج بأنّ التحقيق الابتدائي يبدأ عند الشرطة للبحث في القضايا السهلة والخطيرة بعد عملية جمع الأدلة واستجواب الضحايا والجاني والشهود أما التحقيق النهائي فقط يحقق بالقضايا الصعبة والخطيرة بعد إحالة الضحية والجاني إلى المحاكمة.