-

الفرق بين التربية والتنشئة الاجتماعية

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

التربية والتنشئة الاجتماعية كلاهما مختلفان على الرغم من أنهما يشتملان على التعلم والتطوير؛ فالتنشئة الاجتماعية هي عملية هدفها جعل الفرد يصبح جزءاً من المجتمع أو المجموعة، فهي في المقام الأول عملية عاطفية ووجدانية تشّكل روابط بين الفرد والمجتمع حيث إنّها تتضمن تعلم قواعد المجتمع والعلاقات الشخصية لذا فهي عاطفية في المقام الأول، أمّا التربية فهي عملية اكتساب المعرفة بشكل مستقل عن المحتوى العاطفي أو العلاقات ما بين الأفراد، وفيما يأتي توضيح لمعنى تربية والتنشئة الاجتماعية لبيان الفرق بينهما:


مفهوم التنشئة الاجتماعية وأهميتها

يشير مفهوم التنشئة الاجتماعية إلى عملية تستمر مدى الحياة ويتعلم من خلالها الأفراد قيم ومعايير المجتمع، والتنشئة الاجتماعية هي التفاعل اجتماعياً مع الآخرين المحيطين ببيئة الفرد كالأسرة والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، كما ينظر العلماء والتربويون إليها على أنها الطريقة تتكون شخصية الإنسان من خلالها.


أهمية التنشئة الاجتماعية

تساعد التنشئة الاجتماعية الأفراد على التحكّم في الانفعالات، كما وتساعدهم على بناء مفهوم الضمير والحس الاجتماعي والمسؤولية، ويتم تحقيق هذا الهدف من خلال التفاعل المباشر مع المؤسسات والأفراد داخل المجتمع، وتعلّم التنشئة الاجتماعية الأفراد كيفية الاستعداد لأداء أدوار اجتماعية معينة كالأدوار المهنية، والدور داخل الأسرة والمدرسة، كما تقوم بتنمية المصادر المعرفية والقيمية للفرد، فمن خلال التنشئة الاجتماعية يتعلّم الناس تحديد ما هو مهم وقيّم في ثقافة مجتمعهم.


مفهوم التربية وأهميتها

هي عملية تقوم على نقل المعرفة والوصول إلى تطوير المجالات العقلية والجسدية لدى الفرد، والتي تتم من خلال عملية التربية، وتهدف التربية إلى نقل التراث الثقافي للمجتمع واتجاهاته ومعاييره وتقاليده وأعرافه ونظمه ومعتقداته من جيل الكبار إلى جيل الصغار، كما أن العملية التربوية هي العمل على تفهم الشخصية وتهيئة السبل لنموها المتكامل والمنسجم مع الواقع الاجتماعي، وترتبط التربية في الإنسان بعقله ووجدانه وجسمه وقيمه واتجاهاته وما لديه من مهارات وأفكار، كما أنّ العملية التربوية تشير إلى التعلم في المدارس أو البيئات الشبيهة بالمدرسة، بدلاً من مختلف وسائل التنشئة الاجتماعية


يمكن تحديد العلاقة ما بين التربية والتنشئة الاجتماعية من خلال المحاور التالية:

  • إنّ التنشئة الاجتماعية تحتوي كل من التعلم والتعليم، وهي عبارة عن عملية يقوم بها الفرد أو المجموعة بهدف استيعاب المعايير المجتمعية، وبالتالي فهي تعتبر من الوسائل التي يتم بواسطتها تحقيق الاستمرارية في الجوانب الاجتماعية والثقافية، كما يرتبط التنشئة الاجتماعية بشكل كبير بعلم النفس التنموي والتطوري، بينما يمكن تعريف التربية بأنّها عملية تقوم على تسهيل التعلم، أو اكتساب المعرفة والمهارات والقيم والمعتقدات والعادات، كما تشمل تلك الأساليب التعليمية على مجموعة من الأساليب مثل: سرد القصص والمناقشة والتدريس والتدريب والبحث.
  • تعتبر كم من التنشئة الاجتماعية والتربية من أكثر المواضيع اهتماماً في مجال علم الاجتماع التربوي، ولكن مجال التنشئة الاجتماعية لا يتم تناوله كثيراً في مجالات التعليم المدرسي، بسبب اضطلاع الأسرة بتلك الوظيفة على الرغم من أنّ الوظيفة الأساسية للتعليم والتربية تكمن في تحقيق التنشئة الاجتماعية للأفراد، وبالتالي يمكن أن نقول إن عملية التنشئة الاجتماعية للفرد ما هي إلا عملية التربية.
  • إنّ التربية تعّد عملية اجتماعية ثقافية يتم من خلالها اكتساب الصفة الاجتماعية بواسطة عملية التشكيل الثقافي، وبالتالي تتضمن التنشئة الاجتماعية، حيث تعتبر التنشئة الاجتماعية انعكاساً لثقافة المجتمع، حيث إنّ هناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين أساليب التنشئة الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع.
  • هناك علاقة تبادلية ما بين التربية والتنشئة الاجتماعية، حيث إنّ كلاً منهما هو مؤشر ودليل على نمو الآخر وتطوره؛ فالمجتمع يستطيع من خلاله ومن خلال المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها بأن يقوم بحفظ ثقافته، أمّا التربية فيمكن أن تحدد أساليب التنشئة المتبعة في ذلك المجتمع.
  • إن الفرد يكتسب سماته الشخصية من خلال العملية التربوية والتفاعل الاجتماعي؛ فالتنشئة الاجتماعية عملية تربوية تأتي من خلال تفاعل الطفل مع الآباء والأمهات والمعلمين وغيرهم، حيث إنها تتضمن عملية تشكيل الفرد وبناء شخصيته على نموذج خاص يمكنه من النمو والاتزان مع ذاته والتكيف مع المجتمع والعمل على استقراره واستمراره.
  • إنّ التربية هي التي تشكّل الفرد وتساعده في تكيفه مع الواقع، كما تسانده في بناء شخصيته بما يتفق مع متطلبات ثقافته الاجتماعية وتحديد الدور الاجتماعي له، وبالتالي فالتربية بهذا المعنى ما هي إلا عملية التنشئة الاجتماعية.