-

الفرق بين التقمص والتقليد

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة


ظهر مصطلح التقمص على يد عالم النفس الشهير سيجموند فرويد في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وهو لا شعوري، أما التقليد فهو نمط سلوكي يتم بشكل شعوري يحاول من خلاله الفرد أن يتابع شخصًا آخر وهي ظاهرة اجتماعية منطقية،وفيما يأتي توضيح أكثر حول الفرق بين التقمص والتقليد:


التقمص

التقمص يتم بشكل لا شعوري، ويقصد بذلك أن يدمج الفرد بذاته دوافع واتجاهات وسمات خاصة بفرد ما فيتقمصها حتى تصبح جزءًا من كيانه وشخصيته، ويطلق على مصطلح التقمص التماهي في علم النفس؛ فهو عملية نفسية يتحول من خلالها الشخص كليًا أو جزئيًا حسب صفات ومظاهر وخصائص الشخص الآخر، وتتم هذه العملية من خلال سلسة من التقمصات في شخصية الفرد الآخر وبالتالي يُصبح شبيه الآخر.


يمكن ملاحظة التقمص العاطفي الأولي لدى الأطفال وهو التعلق العاطفي بالأم؛ فالطفل عند ولادته لا يستطيع تمييز نفسه عن الآخرين فيتعلق بوالديه ويتعامل معهم كأنهم جزء من نفسه فيتم اكتساب صفات الوالدين بشكل غير واعٍ وتتشكل لديه القيم والمبادئ الأخلاقية الموجودة لدى الوالدين والتي تربوا عليها.


أما التقمص الثانوي (النرجسي) فهو قيام الفرد بتقمص شخصية فرد متوفٍ فيقوم الفرد بارتداء ملابس الشخص المتوفي، والتقمص الجزئي هو اختيار صفة مميزة لدى شخص ما والقيام بتقمصها؛ فمثلًا يرى الابن والده شجاعًا، فيتقمص هذه الصفة ويصبح شجاعًا كوالده، هذا النوع من التقمص يساعد في تطوير شخصية الفرد وتعزيز الحياة الاجتماعية لديه، والتقمص أقوى من التقليد فهو يرسخ في الشخصية.


التقليد

التقليد يتم بشكل شعوري، فيقوم الفرد بتقليد موقف أو شخصية معينة أو سلوك ما فالتقليد عملية نفسية وعقلية تتم من أجل اكتساب المهارات والخبرات وتعلم شيء معين من خلال التكرار، وقد يحصل التقليد فقط من أجل اللعب والتسلية والضحك فالطفل قد يقلد ما يشاهده على التلفاز، وقد يكون التقليد بدافع المحبة، فعندما تحب شخصًا معينًا تصبح تقلده بأفعاله وتصرفاته لمحبتك له، وقد يكون التقليد بدافع السخرية من شخص تكرهه، وقد يكون التقليد بدافع الاقتداء أو الإعجاب بشخص ما فتطمح لتصبح مثله أو لتحقيق بعض الأهداف مثل الحصول على التعزيز والمدح من الآخرين.


قد يتم التقليد من أجل لفت نظر الآخرين، وقد نلاحظ التقليد لدى الأطفال فيحاول الطفل أن يظهر كمظهر والده فيقلده بطريقة حديثه ويلبس كملابسه، وقد نلاحظ تقليد الأطفال لأصوات الحيوانات وتقليد ما يشاهدونه على التلفاز وتقليد أدوار معينة كدور الشرطي ودور الطبيب ودور المعلم، والتقليد في الرسم والغناء وطريقة كلام شخص ما.


من خلال التقليد يتم تحديد الهوية الذاتية وتعلم اللغة والكلام والمهارات الحركية، وقد يقوم الشخص بتقليد القيم الخاطئة والسلوكيات السلبية وتجربة أشياء خطرة قد يراها الشخص أمامه واستخدام الأدوات الخطرة كأن يقوم الطفل بمحاولة تقليد الأم لتقطيع الخضراوات فيمسك السكين أو يشغل الغاز وغيرها من مثل هذه الأمور.