الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث
الرؤى والأحلام جزءٌ لا يتجزّأ من حياة الإنسان، وبعضها يكون مريحاً فيستيقظ الرائي منها منشرحَ الصدر، وبعضها الآخر يكون مزعجاً يسبّب القلق لصاحبه، ومنه ما هو رؤيا صحيحة ويمكن تفسيرها، ومنه ما يكون سببه الشيطان، ومنه ما يكون من حديث النفس، وسيتمّ توضيح الفرق بينهم بشكلٍ مستقلٍّ فيما يأتي:
الرؤيا الصادقة
الرؤيا الصادقة لها العديد من الصّفات التي تُميّزها عن غيرها من الأحلام وحديث النفس، وبمعرفتها يستطيع الرائي التفريق بين ما يراه أهو رؤيا أم من الأحلام أم غيره، ومن أبرز صفات الرؤى ما يأتي:
- الرؤيا مصدرها من الله -عزّ وجل-، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ).
- الرؤيا جزء من أجزاء النبوة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ).
- تحمل الرؤيا في دلالاتها الخير لصاحبها سواءً كانت مبشِّرة بحدوث شيءٍ أم محذِّرةً من أمرٍ ما، ففي الحديث: (الرُّؤْيا ثَلاثَةٌ: فَرُؤْيا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ ...).
- تكون الرؤيا الصادقة واضحة المعالم والأحداث، ولا يكون فيها أمور غريبة ومشوّشة، ولذلك عادةً ما يتذكّرها صاحبها لوقتٍ طويل ويشعر أنّها حصلت حقيقةً من شدّة وضوحها.
- تكون الرؤى عادةً فيما يُحبّه الرائي ويُعجبه، فقد وصفها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك في أكثر من حديث، ووصفها أيضاً بالصالحة والحسنة.
- كلّما كان الإنسان أصدق وأقرب من الله كان ما يراه أصدق ومن الرؤى، ففي الحديث: (وأَصْدَقُكُمْ رُؤْيا أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا).
والرؤيا نعمة من الله تثبّت المؤمن وتُطمئنه، ويُستحبّ لمن رآها أن يحمد الله عليها ويحدّث بها من يحبّ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رَأَى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّما هي مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها).
وإذا لم يعرف الرائي تفسيرها وتأويلها فيُخبر بها المؤمن الذي يثق بعلمه وخبرته في هذا المجال، لأنّ النبيّ أخبر أنّ الرؤى على رجل طائر، فإذا عُبّرت وقعت، ونصح المسلم أن يقولها لصاحب العلم، وقد ورد في القرآن الكريم ذكرٌ لعدّة رؤى؛ كرؤيا يوسف -عليه السلام-، ورؤيا عزيز مصر، ورؤيا إبراهيم -عليه السلام-.
الحلم
يتميّز الحلم عن الرؤيا بالعديد من الصّفات المتعلّقة به، ومن أهمّها ما يأتي:
- الحلم يكون من الشيطان، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ).
- القصد من الأحلام عادةً تخويف العبد وإيذائه وإلقاء الحزن في قلبه.
- عادةً ما تكون الأحلام غير واضحة، أو مليئة باللّبس والغموض والتشويش والأمور التي لا أصل لها، لِذا قد ينسى الرائي العديد من أحداثها، وأحياناً لا يتذكّرها كلّها، لأنّها من أضغاث الأحلام.
ويُستحبّ لمن استيقظ من الحلم المزعج أن يستعيذ بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم ومن شرّ ما رأى، وينفث بلا ريقٍ عن شماله ثلاث مرات، ولا يحدّث به أحداً حوله، ولا يطلب تأويله من أحد، ففي الحديث: (إذَا رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّهَا، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، ولْيَتْفِلْ ثَلَاثًا، ولَا يُحَدِّثْ بهَا أحَدًا؛ فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ).
حديث النفس
حديث النفس هو المنام الناتج عن أمرٍ كان يفكّر به الإنسان في يقظته؛ كأن يكون طالباً على أبواب الامتحانات ويفكّر في دراسته بشكل دائم، فيرى في نومه أحداثاً تتعلق بالامتحانات والدراسة، وحديث النفس ليس له تفسير، وقد جاء في الحديث النبويّ الشريف أنّ: (الرُّؤيا ثلاثٌ؛ فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزين منَ الشَّيطان).