-

أثر الادخار على الفرد

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

حرية السعي لوظيفة الأحلام

يُعد الادخار بابًا من أبواب الحرية التي تمنح الشخص حرية في ممارسة المهنة التي يُحبها، دون الحاجة للبقاء في مهنة يكرهها أو لا يجد نفسه فيها، أو تحمّل بيئة عمل تجعله غير سعيد في عمله، بالتالي يكون شخص غير منجز ومنتج ولا يجد شغفه، وقد يرى في خطوة أخرى يأخذها في سبيل تحقيق شغفه وحلمه مجازفة خاصة أنّ عمله هو مصدر رزقه الوحيد، لذا تُمنح المدخرات الماليّة الكبيرة في حساب التوفير، أو كومة الاستثمارات التي تعود عليه بالفوائد القدرة على الانطلاق قِدمًا والسعي نحو البحث أو تأسيس العمل الذي يحبه الفرد بعيدًا عن الخوف من تأمين مصدر عيشه.

الأمن المادي على المدى الطويل

يمنح الادخار المادي الأمان للفرد على المدى الطويل، ويجعله في منأى عن دوامات التفكير والخوف من تأمين نفسه ماديًّا في المستقبل، فكلما وفّر الفرد أكثر شعر بالأمان أكثر، وبالادخار يُصبح الفرد قادرًا على مواجهة أي ظرف طارئ، كما ويؤمّن له حياة كريمة مريحة عندما يصل لعمر كبير يصعب عليه العمل فيه، ويجعله قادرًا على تجاوز المرحلة التي تلي فقده لوظيفته وتأمين جميع متطلباته التي يحتاجها في حياته اليوميّة.

الادخار بهدف الاستمتاع لاحقًا

توفير المال غاية مهمة من الادخار، لكن لا ضير من تخصيص جزء من الأموال بهدف الاستمتاع والحصول على وقت ممتع لاحقًا؛ فتخصيص نسبة معينة من الادخار للرفاهيّة والتمتُّع تمنح الفرد وقتاَ ممتعًا دون الشعور بالذنب والقلق من أن يضرّ هذا الإنفاق على الأمان المالي للفرد بالمستقبل، وبالتالي يجعل سعادته واستمتاعه بالأنشطة الترفيهيّة نقيًّا لا يشوبه خوفًا أو ذنبًا مما قد يترتب عليه لاحقًا من مسؤوليات ماليّة.

الادخار للحالات الطارئة

يُعد تخصيص مبلغ من المال المُخصَّص لتغطية أي من حالات الطوارئ الماليّة غير المتوقعة مثل تكاليف العلاج، أو فقدان الوظيفة أو الدخل المفاجئ، أو وجود دخل شهري لكنّه غير ثابت، أو أضرار مفاجئة في المنزل، أو أعطال غير متوقعة في السيارة من أهم الأمور التي يجدر بالفرد أخذها بعين الاعتبار، فمن المهم تخصيص بعض الأموال لهذه الحالات الطارئة دون الحاجة للوقوع في الديون وزيادة الأعباء الماليّة، وذلك عبر تخصيص صندوق لأقساط شهريّة تُدّخر لتصل قيمتها لمبلغ يُغطّي احتياجات ما يُقارب 3-6 أشهر.

الادخار للتقاعد

الادخار للتقاعد سبب آخر مهم للبدء بالتوفير؛ فمن أراد التقاعد في يوم ما سيحتاج إلى مدخرات أو استثمارات لتحل محل دخله الذي سينقطع بعد تركه لوظيفته، وفي يومنا هذا أصبح متوسط العمر المتوقع للأفراد مع المزيد من التقدّم في الطب والصحة العامة أطول، ممّا يترتب على ذلك احتياجهم للمزيد من المال للبقاء على قيد الحياة، وغالبًا ما يُحسب الادخار من أجل التقاعد في إطار حسابات التقاعد الخاصة، وتضمن زيادة قيمة الأموال المستثمرة والحصول على الفائدة، ممّا يجعل المبلغ ينمو بشكل أسرع من مجرد ادخاره.

الادخار يعطي الشخص حرية

يميل البعض لتفكير فيما ما هو أهم، الإنفاق على ما يريده والاستماع بما يملكه من مال في الحاضر أم الادخار؟ وخاصة عندما لا يكون لهم هدف محدد من توفير هذه الأموال، لكن عند توفّر أموال مُدخّرة في البنك، يمكن للشخص فعل ما يُريد بحريّة ودون ضغوط؛ فالادخار من شأنه أن يمنحه القدرة على اختيار الخيار الذي يريحه أكثر، كما ومن المحتمل أن يجد ما يستحق الادخار لأجله في المستقبل كشراء سيارة جديدة، أو منزل جديد، أو تعليم أطفاله، وغيرها من الأمور التي لا حصر لها.

زيادة خيارات الفرد

يضمن الادخار لصاحبه العيش بحرية والتحكم بمصيره دون الاضطرار لاختيار خيار ما مُجبرًا عليه ولا يُريده، كما وسيمتلك خيارات أوسع في الانتقال للعيش في مكان أفضل مثلًا من خلال استئجار شقة جديدة أفضل، أو دفع دفعة أولى لمنزل أجمل وأفخم من السابق، وفي حالة احتاج الفرد لرعاية صحيّة باهظة الثمن لا يُغطّيها التأمين الخاص به، فسيكون له القدرة على تغطية هذه النفقات.


إلى جانب الآثار التي يعود بها الادخار على الفرد لا يمكن نسيان التطرّق لأثره على المجتمع، والمتمثّل من خلال:

  • يسهم الادخار في تسريع عمليّة الانتعاش الاقتصادي، لأنّ الأفراد ستزيد قدرتهم على مواجهة المصاعب الماليّة من خلال الاستعانة بمدخراتهم لدفع الفواتير، حينها تستطيع البنوك والمرافق العامة ومتاجر البقالة أن تُبقِي أبوابها مفتوحة وعمالها على رأس عملهم.
  • توجد علاقة وطيدة بين الاستثمار الذي يحقق التقدم الاقتصادي للبلد والادخار؛ فالاستثمار يحتاج إلى تمويل من الادخار، وفي علم الاقتصاد، يعتبر مستوى المدخرات مساوي لمستوى الاستثمار؛ فزيادة نسب الادخار يزيد من عدد المستثمرين في المجتمع ، وبالتالي يزيد من فرص العمل للجميع، والاقتصاد الذي تكون فيه المدخرات منخفضة جدًا، يختار الاستهلاك القصير الأجل عوضًا عن الاستثمار الطويل الأجل، والذي بدوره يؤدي إلى اختناقات ماليّة في المستقبل، ولا يعتمد الاستثمار على الادخار فقط، بل يحتاج إلى أفراد لديهم استعداد تام للاستثمار وبالتالي زيادة القدرة الإنتاجيّة


توجد عدة طرق للادخار والتوفير، يُعدّ الادخار نظامًا تأمينيّا قويًّا من شأنه جعل الفرد قادرًا على مواجهة المستقبل المبهم بكل مستجداته وظروفه الطارئة، كما ويؤمّن حياة كريمة مُرفهة للفرد وعائلته عبر تخصيص جزء من الادخار للرفاهيّة أو لتحسين الوضع المعيشي للعائلة بشراء بيت جديد أو سيارة وما إلى ذلك، إضافةً للحريّة الماليّة التي يمنحها الادخار للفرد؛ فلن يكون الفرد مجبرًا على قبول خيار لا يُناسبه، كما ولا يمكن التغافل عن أثر الادخار على اقتصاد البلد؛ فعند استثمار الأموال المدخرة يعود ذلك بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني.