أهمية المعرفة في بناء
إن المعرفة والمعلومات لها تأثير كبير على حياة الناس حيث إن تقاسم المعرفة والمعلومات وخاصة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها القدرة على التأثير على الاقتصاد والمجتمع وتطوره، وفيما يأتي بعض النقاط توضيح أكثر لأهمية المعرفة ودورها في بناء المجتمع:
تعلم الحقائق والمعلومات الحديثة
إن المعرفة هي شيء نعرفها من خلال النظر والسمع واللمس والتذوق والشعور والملاحظة وهي شرط لكي يكون الشخص على دراية وعلم بالمعلومات التي يتلقاها من خلال أي وسيلة تمنحه القدرة على اكتشاف الأشياء واتخاذ القرارات وحل المشكلات والذي يتطلب الكثير من المعرفة.
كلما كان الحصول على المعرفة والمعلومات كثيرة وكافية فإن هذا يؤدي إلى تحقيق الذكاء ولذلك فإن المعرفة تلعب دوراً رئيسياً في بناء الأنظمة الذكية وفي بناء مجتمع يتميز بالحكمة والذكاء.
تمكين المجتمع وتطوره
مكنت المعرفة المجتمعات من تحقيق جميع التطورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وجعلت المجتمعات أكثر قدرة وتفوق وتطور من باقي الكائنات الحية على هذه الأرض، حيث إن المعرفة هي العامل الأساسي الذي يميز بوضوح الجنس البشري عن باقي الكائنات الحية نظراً لأن الإنسان يتمتع بالقدرة على الحكم على المواقف والاختيار ما بين ما هو حسن وسيء واتخاذ القرارات بطواعية.
من المهم أن تحقق المجتمعات أقصى استفادة من المعرفة حتى تحقق إنجازات عظيمة وتطورات في كل مناحي الحياة؛ نظراً لأن المعرفة تعتبر النشاط الأساسي لحياة طويلة وناجحة.
بناء البيئة المحيطة
تُمَكِن المعرفة من التعامل مع الأفكار كأشياء حقيقية ومكنتها من الخروج للعالم المحيط، وإتاحتها للمجتمع بأسره، وتُمَكِن كافة أفراد المجتمع من التعامل معها ومناقشتها وتنقيحها وتطويرها وإجراء التحسين عليها بشكل مستمر، وقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة المتمثلة بالانترنت على نشر الأفكار وإعادة بنائها من وجهات نظر متعددة وتداولها بين أفراد المجتمع والمجتمعات المحيطة مما ساهم في بناء المعرفة التعاونية.
حل المشكلات
تخضع المناهج التعليمية في المجتمع إلى مبدأ "تاثيرماثيو" كلما عرفت أكثر تعلمت أكثر، ويجب أن تكون المعرفة ذات قيمة للناس في حياتهم الحالية حيث يتنبأ تأثير ماثيو باتساع الفجوة بين من يملكون ومن لا يملكون في التعليم وتظهر أيضاً في اتساع الفجوة في الدخل بين الأكثر تعليماً والأقل تعليماً.
لا يمكن لأي نهج تعليمي أن يحل المشكلة في المستويات المعيشية ولكن بناء المعرفة يوفر فرص أكبر للتطوير والارتقاء في مختلف المجالات، ويضع المعايير والقيم الاجتماعية للجميع للتعلم والعمل من أجل المساهمة في تقدم المعرفة المجتمعية.
إن ما يسمى (عصر المعرفة) يعتمد فيه المجتمع على الابتكار لزيادة ثرواته ورفع المستوى الصحي للأفراده، بحيث أنه على جميع مكونات المجتمع التعامل مع المعرفة بشكل خلاق وليس على النخبة فقط، ويجب أن يكون الابتكار جزءاً لا يتجزأ من العمل المعتاد بحيث يصبح القاعدة أو الروتين.
كما يجب تشجيع المواطنين الذين لا يملكون المعرفة الحديثة ولديهم القدرة على المساهمة في خلق المعرفة الجديدة وذلك من خلال التدريب المهني والتعلم بالممارسة، والتخطيط لرسم مسار معرفي تنموي يبدأ من فضول الطفل إلى الإبداع المنطبط ويستمر لكافة المراحل العمرية.