-

إيجابيات وسلبيات التنوع الثقافي

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة
التنوع الثقافي هو وجود مجموعات ثقافية مختلفة ومتنوعة داخل مجتمع واحد، ويعرّف أيضا على أنّه نظام من المعتقدات والسلوكيات التي تعترف وتحترم وجود جميع المجموعات المتنوعة في منظمة أو مجتمع واحد، وتقرّ وتقدر الاختلافات الاجتماعية والثقافية الخاصة بها، وتسعى إلى إعطاء جميع الفئات الثقافية المختلفة دورا فاعلا في المجتمع، وتمكينها من المساهمة في سياق ثقافي يشمل الجميع، وهو مرادف للتعددية الثقافية، التي تعرّف بأنها وجهة النظر التي تؤمن بأن الثقافات والأعراق وخاصّة الأقليات منها، تستحق اعترافًا باختلافاتهم داخل الثقافة السياسية المهيمنة.


يكون التنوع الثقافي في العديد من البيئات المختلفة، مثل بيئة العمل؛ ويتمثل بوجود فريق متعدد اللغات، وعمل مجموعة متنوعة من الأعمار معًا، ووضع سياسات ضد التمييز بينهم، كما يُمكن أن يكون في أي صرح تعليمي؛ ويتمثل بوجود طلاب من مناطق مختلفة من العالم، وقبول جميع الممارسات والتقاليد الدينية الخاصّة بهم، ودعمهم لمشاركة ثقافاتهم مع بعضهم.


تطبيق مفهوم التنوع الثقافي على أرض الواقع بشكلٍ فعلي يعود بالعديد من الفوائد على الفرد والمجتمع، وتبرزالفائدة لهذا المفهوم بشكل كبير في نطاق العمل والتعليم وغيرهما كما يأتي:

تعزيز الإبداع والابتكار

يمكن لوجهات النظر الثقافية المتنوعة أن تلهم الفرد للإبداع وتحفزه على الابتكار، حيث إنّ الثقافة تؤثر على رؤية الفرد للعالم، وهو ما يخلق وجهات نظر متنوعة حول ما يجب فعله وما يجب تطويره، وهو ما يلهم أفكارا جديدة ومتنوعة من شأنها إيجاد طرق جديدة لحلّ المشكلات، وتلبية احتياجات الأفراد بشكل أفضل.


توسيع الإنتاجية وتنوّعها

يخلق التنوع الثقافي معرفة ورؤية بالسوق المحلي تجعل الأعمال التجارية أكثر تنافسية وربحاً؛ إذ تمنح القوى العاملة متعددة الثقافات المنظمة ميزة مهمة عند التوسع دولياً، إذ يساعد وجود أفراد من ثقافات دول خارجية على فهم القوانين والعادات المحلية لتلك الدول، كما ويحقق فرصة أفضل للتواصل لوجود متحدثين باللغة الأصلية للسكان المحليين؛ ما يعزز الأعمال التجارية بشكل كبير.


استقطاب أفضل المواهب

يتيح الاعتماد على مجموعة عمل متنوعة ثقافياً إلى جذب أفضل المواهب؛ فالاعتماد في التوظيف على مجموعة متنوعة من الثقافات؛ يتيح جذب المواهب المتميزة ذات التفكير الدولي، إضافة لبقائهم في الخدمة والاحتفاظ بهم؛ فقد ثبُت أن التنوع الثقافي بما في ذلك تنوع الجنس والدين والعرق، يحسن الاحتفاظ ويقلل من التكاليف المرتبطة بتغيير الموظفين.


زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء

إنّ مجموعة الخبرات وأساليب العمل التي يقدمها مكان العمل المتنوع تعزز القدرة على حل المشكلات، وتؤدي إلى إنتاجية أكبر؛ فقد أظهرت الدراسات أن المنظمات ذات الثقافات المتنوعة والشمول هي أكثر سعادة وإنتاجية.


تحقيق التعلم العميق

يتعلم الطلاب بشكل أساسي من المنهج ومن محيطهم، ومع وجود مجموعة متنوعة من الطلاب يتعزّز اكتساب المزيد من الفهم حول الأشخاص، والخلفيات الثقافية من جميع أنحاء العالم. ويساهم هذا أيضًا في تنوع الأفكار ووجهات النظر التي تجعل من التعلم أكثر إثارة للاهتمام.


إنماء الثقة والتفاعل بين الأفراد

إن اختلاط الأفراد مع أشخاص آخرين من ثقافات متنوعة سيمنحهم المزيد من الثقة في التعامل مع أشخاص خارج نطاقهم المعتاد، وسيزيد من التفاعل مع غيرهم من الأشخاص الذين لديهم ممارسات ومعتقدات وخبرات حياة وثقافة مختلفة، وهذا يعزز الشعور بالتعاطف، إذ لا يمكن للشخص فهم الأشخاص وثقافاتهم بشكل كامل دون التفاعل معهم، والانخراط معهم، وهو ما سينجم عنه التعاطف على الأغلب.


على الرغم من فوائد التنوع الثقافي في مناحٍ كثيرة من الحياة، إلّا أنّ الأمر لا يخلو من بعض السلبيات التي يجب وضعها في الاعتبار، ومن بعض هذه السلبيات ما يأتي:

خلق حواجز اللغة

أحد السلبيات الرئيسية للتنوع الثقافي هو خلقه حواجز لغوية بين الأفراد، ويحدث هذا الفصل الاجتماعي عادة عندما يعيش أشخاص يتحدثون لغات مختلفة في مكان واحد.


التسبب في التوتر الاجتماعي

يحدث التوتر الاجتماعي نتيجة للاختلافات الثقافية واللغوية والدينية، ويعزى ذلك إلى عدم القدرة على تحديد القيم بين الثقافات المختلفة والتعايش معها بسهولة.


التسبب بمشكلات في مكان العمل

قد تنشأ بسبب التنوّع الثقافي والعرقي الكثير من قضايا التمييز الاجتماعي في مكان العمل، وغالبا ما يكون ذلك بسبب الاختلافات الثقافية ،ومن الأمثلة على ذلك ما يحدث من تمييز عرقي تجاه الموظّفين من أصل أفيقي أحيانا.