دلالة أحلام الأطفال في علم
يؤكد فرويد أن أحلام الأطفال مترابطة وواضحة على الدوام وهي ذات صلة مباشرة بالحياة اليومية، وتمثل أحلام الأطفال رغبات غير مكبوتة أو ما يسميه النمط الطفلي ويصبح نادرًا كلما تقدم الطفل بالعمر.
والأحلام تشكل جزءًا من الميراث الفطري الذي يحضره الطفل معه إلى هذا العالم، وهو نتيجة خبرات أسلافه قبل تبلور أي خبرات خاصة به.
أشار هانز هوبف أحد أبرز علماء نفس الطفل بأن الأحلام المليئة بالألوان والخيال تساعد كلًا من الأهل والطبيب النفسي لفهم الحالة النفسية للطفل ومعرفة مصادر الخوف والسعادة عنده، ومن هذه الدلالات:
حلم الطفل بأنه يطير كالعصافير
يعد هذا الحلم دليلًا عن السعادة والراحة في المنزل، وتكثر هذه الأحلام عند المبيت عند الجد والجدة، ويفسرها بأن الطفل يحتاج إلى حرية أكبر في منزل والديه. وتكون نسبه أحلام الطيران عند الذكور أكثر من الإناث.
وتتصف أحلام البنات بالمخجلة فمثلًا تحلم البنت بأنها تقف أمام السبورة عارية بلا سروال وبقية الأطفال يضحكون، وهي بالواقع قد تكون وقفت أمام السبورة وعجزت عن حل سؤال في الحساب.
حلم الطفل بالسقوط في المراهقة
يكشف الحلم بالسقوط تكشف مواجهة الطفل لمشاكل في المنزل، أو مشاكل في الروضة أو المدرسة، وهذه الأحلام تحدث في أعمق حالات النوم لأنها تشحن الذاكرة العاطفية وتكشف عن مشاكل وصعوبات تواجه الطفل، والتي تتطلب اتخاذ القرار مهما كان عمره، أي عندما يعجز الطفل عن حل الموقف يتحول إلى كابوس يكشف هذا العجز.
حلم الطفل بساحرة تلاحقه وتحاول التهامه
يقول هوبف إن الحلم بساحرة تلاحق الطفل ولا ينقذه منها إلا الاستيقاظ، يعني أن الطفل يتعرض إلى رقابة وقائمة ممنوعات زائدة من آلام ويسميها حلم العجز، وينوه إلى ضرورة تخفيف سطوة الأهل على الطفل.
الحيوانات المتوحشة والأليفة
يحلم الذكور بالديناصورات بينما تحلم الإناث بالحيوانات المنزلية، وتظهر الحيوانات بنسبة 75% من أحلام الأطفال تحت 6 سنوات، وتقل مع التقدم بالعمر، وحسب هوبف الحيوانات أفضل ما يعبر عن مشاعر الأطفال، وفيما يأتي دلالة الحلم ببعض الحيوانات:
- التمساح يعبر عن الحسد والعدوانية.
- الأرنب يعبر عن الهروب.
- القطة تعبر عن الحاجة إلى الدلال بسبب الانشغال عن الطفل.
- الثعبان فيعبر عن الشعور بالتهديد.
- الكلب يعبر عن الصداقة أو الخوف في حال عض الكلب للطفل.
الأحلام تحدث في أي وقت من النوم أما فترات الليل أو القيلولة لكن أكثرها وضوحًا تكون في ما يسمى حركة العين السريعة (REM) وهي ما يقارب 25% من وقت النوم كل 90 دقيقة، تزداد عن حديثي الولادة إلى 50% والتي من الممكن أن تصل إلى 18 ساعة نوم.
تصل نسبة الأطفال بين 4 و6 سنوات الذين تراودهم أحلام أو كوابيس متكررة إلى حوالي 50% حسب الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين. والحال أن الفترة العمرية بين 2.5 عام و9 تؤثر بشكل كبير على الحالة الذهنية في المراحل القادمة، وتستمر بغض النظر عن المشاكل العائلية أوالعاطفية أوالسلوكية أو نسب الذكاء.
وقد اقترح هوارد روفوارغ الرائد في أبحاث النوم مع آخرين عام 1966م إن هذه الهيمنة كانت آلية للتحفيز الذاتي في الأساس والتي تعزز تطور الدماغ والجهاز العصبي حيث إن التنبيه الخارجي محدود، وطبق الطبيب النفسي ج. آلان هوبسون تفكيرًا مشابهًا على الأجنة ضمن نظرية الوعي الأولي التي لا يوجد طريقة لاختبارها.
هنالك أبحاث حديثة تبين إمكانية التحكم الجزئي بالأحلام أو التخفيف من سلبيتها ففي أطروحة الدكتوراة لميلاني سانت أونج بجامعة أوتاوا عام 2003م، بين أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 ممن يعانون من الكوابيس يمكنهم تعلم التحكم بأحلامهم من خلال تدريب بالصور (IRT).
أي بتدوين كوابيسهم وكتابة نسخة ممتعة منها أي برسم صورة كوابيسهم وتغيير صورهم، إذ تكمن الفكرة بالتحكم داخل الأحلام الواضحة، والمقصود بالحلم الواضح أي الذي يدرك فيه النائم أنه يحلم وهي كثيرة عند الأطفال.
وحسب الدراسة يمكن التحكم في الأحلام الواضحة وتغيير مسارها في الاتجاه المطلوب من خلال تقنية التلاعب بالأحلام لتقليل الكوابيس، نظرًا لقدرة الأطفال على تعلم المهارات المعقدة بسرعة مثل اللغات. وبهذا يكون نهجًا لتعزيز تجربه الأحلام وتكيفهم نفسيًّا في مرحلة النمو المبكرة.