-

فهم الفصام: الأعراض والعلاج

(اخر تعديل 2024-09-10 06:28:16 )
بواسطة

ما هو الفصام؟

الفصام، المعروف أيضًا باسم (Schizophrenia)، هو أحد الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تؤثر على حوالي 1% من السكان. يظهر هذا الاضطراب بشكل أكبر في مرحلة الشباب، حيث يصيب كل من الرجال والنساء في أعمار تتراوح بين 18 إلى 25 عامًا. يعتبر الفصام اضطرابًا ذهانيًا، حيث تتأثر قدرة الفرد على التواصل مع الواقع، نتيجة الهلاوس والأوهام التي تسيطر على تفكيره. هذه الهلاوس تجعل المريض غير قادر على رؤية الواقع كما هو، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على سلوكه وتفاعلاته مع الآخرين، وبالتالي يعوق حياته اليومية وأداء مهامه.

أعراض مرض الفصام (انفصام الشخصية)

الهلاوس

تتمثل الهلاوس في تجربة المريض سماع أصوات غير موجودة تتحدث عنه أو تعطيه أوامر، وقد تتضمن رؤية أشخاص أو أشكال أو أضواء غير موجودة. يمكن أن تترافق الهلاوس السمعية مع هلاوس شمية، حيث يشم المريض روائح كريهة لا يراها الآخرون، مثل رائحة التراب أو رائحة الموت. كما يمكن أن يشعر المريض بطعم غريب في الطعام، وغالباً ما يكون هذا الطعم مرتبطًا بالسموم. الهلاوس الحسية هي أيضًا شائعة، حيث يشعر المريض بأن هناك من يلمسه، وقد يصل الأمر إلى اعتقاده بأنه متزوج من كائن غير بشري.

التوهم

تعني التوهم الاعتقاد الخاطئ الراسخ الذي لا يتقبل أي منطق أو تغيير. يمكن أن يتجلى ذلك في شعور المريض بأنه يتعرض للمراقبة أو الاضطهاد، حيث يعتقد أن كل من حوله يتآمرون ضده. قد يصل الأمر إلى الاعتقاد بأن وسائل الإعلام تشير إليه، مما يعزز أفكاره الاضطهادية. كما يمكن أن يتضمن التوهم شعورًا بالعظمة أو الذنب، حيث يعتقد المريض أنه صاحب رسالة أو أنه مسؤول عن أفعال خارجة عن إرادته.
المتوحش 2 مدبلج الحلقة 1

أفكار غير منطقية

يميل مرضى الفصام إلى الاعتقاد بأن أفكارهم تُبث للعالم، وكأن عقولهم تعمل كمحطة إذاعية، مما يؤدي إلى تغييرات سلوكية واجتماعية ملحوظة. كما يعتقد البعض أن هناك قوى خارجية تتحكم في تفكيرهم وسلوكياتهم، مما يزيد من شعورهم بالعجز وفقدان الإرادة.

فقدان البصيرة

غالبًا ما يفتقر مرضى الفصام إلى الوعي بمرضهم، مما يجعل قبولهم للعلاج تحديًا كبيرًا. هذا الرفض يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة، حيث يتمسكون بأفكارهم غير المنطقية.

تغيرات سلوكية

قد يظهر على المريض سلوكيات غير مألوفة مثل العزلة أو إهمال النظافة، فضلاً عن التغيرات في المزاج والتركيز. هذه الأعراض يمكن أن تؤدي إلى تدهور في الأداء الدراسي أو الوظيفي.

أسباب الفصام (انفصام الشخصية)

  • العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دورًا هامًا في ظهور الفصام.
  • الضغوط الحياتية: يمكن أن تكون الأحداث الضاغطة في الحياة عاملاً محفزًا.
  • التغيرات الكيميائية في الدماغ: تلعب التغيرات في كيمياء الدماغ دورًا في تطور المرض.

علاج الفصام

يمكن أن يبدأ الفصام بشكل مفاجئ أو تدريجي، وغالبًا ما يتأخر المريض في البحث عن العلاج، خاصةً في المجتمعات التي تلجأ إلى أساليب غير طبية. من المهم إدراك أن العلاج المبكر ضروري لمنع تفاقم الحالة. يمكن أن يتطلب العلاج أحيانًا إدخال المريض إلى المستشفى، خصوصًا إذا كانت حالته حرجة.

على الرغم من أن بعض المرضى يرفضون العلاج، يجب التأكيد على أهمية المتابعة والعلاج المستمر. قد يتضمن العلاج استخدام أدوية مضادة للذهان، بالإضافة إلى العلاج النفسي الفردي والعائلي.

إذا كان لديك شخص مقرب يعاني من الفصام، يجب أن تُظهر له الرعاية والدعم، مما يساعده على الشعور بالأمان. يجب أن تتجنب الانفعالات السلبية أو الضغط عليه للعلاج، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم حالته.