تُعتبر المعاملة الصامتة من أشكال التلاعب العاطفي، وقد تصل في بعض الأحيان إلى حد العنف النفسي. تتجلى هذه المعاملة في السكوت المتعمد الموجه نحو شخص آخر، حيث تتراوح من مجرد العبوس في وجه الطرف الآخر إلى مشاعر الحقد والرغبة في السيطرة أو الاستغلال. تُستخدم المعاملة الصامتة كوسيلة للتحكم في الشخص الآخر، وهي إحدى صور السلبية العدوانية. قد يشعر الفرد بأنه سيء، لكنه في ذات الوقت يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره. وعلى الرغم من كونه صامتًا من حيث الألفاظ، إلا أن داخله يخفي مشاعر متضاربة، مما يبعث برسائل غير لفظية قد تؤلم الطرف الآخر. هذا الصمت يضفي شعورًا بالغلبة على الشخص الذي يمارسه، بينما يعاني الطرف الآخر من القلق وعدم اليقين حول متى سينتهي هذا الصمت.
آلية ممارسة المعاملة الصامتة
في سياق العلاقات، قد تتجلى المعاملة الصامتة عندما يتراجع الشريك عن النقاش، رافضًا المشاركة بأي شكل من الأشكال في الحوار. أحيانًا قد يستمر هذا الصمت لعدة أيام أو حتى أسابيع. هناك العديد من الإشارات التي تنبه إلى وجود المعاملة الصامتة، ومنها:
تجاهل الطرف الآخر لك.
غضب غير لفظي موجه نحوك.
استبعادك من مشروع مشترك.
استعانة الطرف الآخر بشخص آخر لتهديدك.
عدم الاستجابة لما تقوله أو تفعله.
متى تصبح المعاملة الصامتة عنفًا عاطفيًا؟
من الضروري أن نكون واعين لبعض العلامات التي تشير إلى أن المعاملة الصامتة قد تتطور إلى عنف عاطفي. يحدث ذلك عندما تكون هذه المعاملة متكررة وتستمر لفترات طويلة، حيث تُستخدم كوسيلة لمعاقبة الطرف الآخر. غالبًا ما تنتهي هذه المعاملة فقط بعد اعتذار أو توسل الطرف الآخر، أو عندما يضطر إلى تغيير سلوكه لتجنب تلقي هذه المعاملة.
أنت محبوبي الحلقة 156
استعادة العلاقات المتضررة من المعاملة الصامتة
تُعتبر المعاملة الصامتة من أساليب التلاعب العاطفي التي إذا تم ترسيخها في العلاقة، قد تؤدي إلى فشلها في النهاية. لإصلاح العلاقات المتضررة، يجب على الشريكين أن يتفقا على أن هذه المعاملة ليست الطريقة المثلى لحل المشكلات. من المفيد أيضًا اللجوء إلى معالج زوجي يمكنه مساعدتهما في تبني أساليب حوارية صحية، تفيد الطرفين دون إقصاء أي منهما.
تؤثر المعاملة الصامتة على احترام الذات وتقديرها، ومن المهم أن يسعى كل من عانى من هذه المعاملة للحصول على دعم نفسي فردي لإعادة بناء احترامه وحبه لذاته. بغض النظر عن المشاعر التي نكنها تجاه شريك حياتنا، يجب أن نكون واعين لعلاقاتنا ونكون قادرين على تمييز الإشارات التي تشير إلى وجود المعاملة الصامتة أو التلاعب بالعواطف. يجب اعتبار هذه الإشارات كإنذارات تهدد نجاح العلاقة واستمراريتها.
للحصول على مزيد من الدعم، يمكنك الاشتراك في منصة حاكيني للاستشارات النفسية عبر الإنترنت، حيث يمكنك الحصول على إرشادات من خلال برامج المساعدة الذاتية أو التحدث مع أفضل أخصائيي العلاج النفسي في مجالات متعددة، بما في ذلك العلاقات الزوجية والعائلية.