-

ما هو التنمر الإلكتروني

(اخر تعديل 2024-09-09 08:09:33 )
بواسطة

التنمّر الإلكتروني (بالإنجليزية: Cyberbullying): التنمر عبارة عن إيذاء متعمد، والإلكتروني منه عبارة عن نشاط يحدث على الأجهزة الرقميّة مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، وذلك عن طريق إرسال رسائل على البريد الإلكتروني أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الألعاب والتطبيقات من خلال شبكة الإنترنت، ويشمل عدّة أمور قد تُسبب الضرر للشخص المُتنمر عليه وتشمل مشاركة معلومات شخصيّة محرجة، لإزعاج أو بث الخوف في نفس الشخص المتنمر عليه.


يوجد عدّة تصرفات تندرج تحت أنواع للتنمر الإلكتروني، ولكناا قد نكون لا نعلم أن هذه التصرفات تعتبر تنمرًا، وأنواع التنمر هي:

  • الاستبعاد والاستثناء (Exclusion): هو عدم دعوة شخص عمدًا إلى حدث ما وتركه خارجًا، ومثال لذلك عدم دعوة شخص ما لمجموعة تضم أصدقاءه، أو استبعاده من بعض المحادثات والرسائل التي تضم أصدقاءه.
  • التحرش (Harassment): هو إرسال رسائل تهديد باستمرار تؤذي الشخص المتنمر عليه وتقصد عمدًا إلحاق الضرر به، وتندرج تحت هذا البند العديد من أنواع التنمر.
  • الخداع (Trickery): هو محاولة كسب المتنمر لثقة الشخص المتنمر عليه وإيهامه وإشعاره بالثقة للحصول على أسراره ومعلوماته الخاصة ثم مشاركتها مع أشخاص آخرين أو نشرها على شبكة الإنترنت.
  • انتحال الشخصية (Fraping): هو أن يُنشأ المتنمر حساب وهمي باسم الشخص المتنمر عليه على شبكات التواصل الاجتماعي وإدراج عليه بعض الأمور المحرجة له وغير اللائقة والتي تضره بشكلٍ كبير، كما قد يُنشر بعض الإهانات التي تُسبب دمار سمعته.
  • كشف أسرار المتنمر عليه (Outing/Doxing): هو كشف معلومات حسّاسة وخاصة تخص الشخص المتنمر عليه دون الحصول على موافقته بهدف إزعاجه وإحراجه وإذلاله، وذلك من خلال نشر صور أو وثائق أو رسائل شخصية على الملأ.
  • المطاردة (Cyberstalking): هو ملاحقة المتنمر الشخص المستهدف عبر الإنترنت وذلك يشمل مراقبته وإرسال تهديدات واتهامات باطلة وقد تصل إلى متابعته في العالم الحقيقي وإلحاق الأذى الجسدي به، وهذا النوع يُعدّ جريمة جنائية تؤدي إلى تقييد ومراقبة المتنمر وقد تصل إلى سجنه.
  • الإهانة المباشرة (Flaming): هو أن يُهين المتنمر الشخص المتنمر عليه مباشرة من خلال إرسال الألفاظ النابية أو الإهانات مباشرة إليه بطريقة هجومية لتحريضه على القتال.
  • التنكّر (Fake profiles): هو أن يُنشأ المتنمر حساب باسم وهمي بقصد إخفاء هويته الحقيقية للتنمر على شخص ما عبر الإنترنت، وعادةً ما يكون المتنمر عليه يعرف الشخص المتنمر معرفة شخصية.
  • التصيّد (Trolling): هو نشر تعليقات مُزعجة أو شتائم للآخرين بشكلٍ متعمّد عبر شبكة الإنترنت بقصد الإضرار بهم واستفزازهم لحملهم على الرد بنفس الطريقة المسيئة.


هنالك عدّة أسباب للتنمر الإلكتروني بين شخصية وأسرية وغيرها، نذكرها فيما يأتي:

  • أسباب شخصية: تشمل العمر، والجنس، والرفاهية، والتعاطف، ومدة استخدام شبكة الإنترنت، والسلوك الاجتماعي.
  • أسباب أسرية: تشمل العلاقة بين أعضاء الأسرة، والحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسرة، إضافةً إلى دعم الوالدين والإشراف الأبوي.
  • أسباب مدرسية: يشمل ذلك نوع وبيئة وثقافة المدرسة وإدارتها، وجودة التدريس، وعلاقة الطالب بمعلميه، إضافةً إلى السلامة المدرسية ومستوى أمن الإنترنت.
  • أسباب اجتماعية وبيئية: تشمل نظام التعليم، وتأثير المجتمع، والمقاييس الثقافية وعلاقة الطالب بزملائه، والاختلافات الثقافية، وضغط العمل.
  • أسباب أخرى: تشمل صعوبة شعور المتنمر بالتعاطف مع الآخرين، كما أنّ المتنمّر يشعر بالقوة عندما يتمادى ويتنمر على الضحية، كما يُحاول أن يكتسب شعبية من خلال التنمر الإلكتروني، كذلك قد يكون علاقة المتنمر سيئة مع والديه أو أنّه لا يُراقب بما فيه الكفاية من قبل الوالدين.


يحدث التنمر الإلكتروني العديد من الأضرار الكبيرة والتي تؤثر على الفرد والمجتمع بأشكال مختلفة، ندرجها تفصيلًا فيما يأتي:

آثار التنمّر الإلكتروني على الفرد

ندرج فيما يأتي آثار التنمر الإلكتروني على الفرد:

  • قلة احترام الذات: يُسبب تدني ثقة الفرد بنفسه ويقل احترامه لذاته خاصةً عندما يتنمر عليهم المتنمر بسبب مظهر أجسادهم أو ملامحهم، ممّا يجعلهم يشعرون بأنّهم أقل جاذبيّة ممن حولهم ممّا يُشعرهم بالخجل ويُقلل من تفاعلهم مع الآخرين.
  • الاكتئاب: يُسبّب القلق والتوتر للضحية ويجعله يشعر بأنّه غير سعيد، مما يزيد شعوره بالحزن والاستياء وهذا يؤدي إلى شعوره بالاكتئاب وبالتالي يؤثر في صحته العقلية، خصوصًا أنّ الضحية يخاف من التحدّث حول تعرّضه للتنمر حتى لا يتعرّض للسخرية ممن حوله.
  • أمراض جسدية: قد يُسبّب التنمر بعض الأمراض كالصداع والأرق وألم الصدر وبعض الأمراض الجلدية وغيرها من الأعراض التي تؤدي تُقلل من احترام الفرد لذاته.
  • أفكار الانتحارية: يُشجّع التنمّر الأفكار الانتحارية لدى بعض الضحايا والتي تُسبّب شعورهم باليأس بسبب تعرضّهم للمضايقات المستمرة عبر شبكة الإنترنت مما يجعله يشعر أنّ الموت هو المهرب الوحيد له.

آثار التنمّر الإلكتروني على المجتمع

ندرج فيما يأتي آثار التنمر الإلكتروني على المجتمع وهي:

  • أدّى وجود ثورة في أساليب التواصل الإلكتروني إلى تزايد القلق في المجتمع بسبب تعرّض المراهقين بشكلٍ خاص إلى التنمر الإلكتروني الذي يزيد من قلق المجتمع، وقد يؤدي إلى سوء معاملة الأسرة للأطفال المراهقين.
  • أدى تعرض الطلاب إلكترونيًا إلى التنمر المدرسي، إلى تقليل تطور الطلاب الأكاديمي والعاطفي والاجتماعي.
  • يُعدّ التنمّر الإلكتروني من التحديات التي ظهرت وأثّرت على المجتمع خاصةً بعد تطور العصر الرقمي، وتحتاج إلى يقظة مستمرة وعلى المجتمع أن يطوّر وعيه بهذا الأمر وأثره عند وقوعه على الضحايا.

لا يُعدّ التنمر الإلكتروني جريمة ولكنّه في الوقت ذاته يعد المتنمر مجرمًا، وندرج فيما يأتي عقوبة التنمر الإلكتروني:

قانون الحماية من التحرش 1997

يُعدّ التنمر الإلكتروني جريمة حال سعى المتنمر إلى التحرش ومضايقة الضحية ويشمل ذلك إرسال بريد إلكتروني قد تشعر الضحية بالضيق والقلق، وعقوبة هذا الجرم هو السجن لمدة 6 أشهر أو دفع غرامة مالية أو كلاهما، ويُمكن قد تُفرض عقوبة أكبر وأكثر شدّة في حال حاول المتحرش بإخافة الضحية واستخدام العنف ضده وهذا يؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات مع دفع غرامة مالية.

قانون الاتصالات غير اللائقة 1988

ينص هذا القانون على أن أي اتصال مسيء وغير لائق ويحتوي على تهديد أو معلومات كاذبة تُسبّب الضيق والقلق للضحية يُعدّ جريمة، وفي حال إدانة المتنمر بارتكاب هذه الأفعال يُحكم عليه بالسجن لمدة 6 شهور أو بدفع غرامة مالية تصل إلى 5000 جنيه استرليني أو كلاهما.


تُوجد عِدّة نصائح للمتنمّر عليه إلكترونيا حتى يتمكّن من علاج التنمر الإلكتروني وتخطّيه، وندرج فيما يأتي أهم حلول التنمر الإلكتروني:

  • ألّا يلوم الضحية نفسه بسبب تعرّضه للتنمر بشكلٍ متكرر، وأنْ يعلم بأنّه ليس خطأه.
  • ألّا يرد الضحية على المتنمر؛ إذّ إنّ الرد يُشعره بالقوة والتمكّن، وإنّما يجب أن يُحاول سحب نفسه من الموقف سريعًا.
  • المحافظة على الدليل الذي يُثبت تعرضه للتنمر الإلكتروني وهذا يكون بأخذ لقطة شاشة وحفظها وعرضها على شخص يُمكنه مساعدته، ويُمكن استخدامها في حال تفاقمت الأمور.
  • الطلب من المتنمر أنْ يتوقّف تمامًا عمّا يفعله ويُمكن التدرّب على ذلك مع شخص آخر يثق به مثل صديق مقرّب أو أحد الوالدين.
  • طلب المساعدة من شخص يُمكنه أن يستمع له وأنْ يُساعده على حل الأمر.
  • حظر الأشخاص المتنمرين على تطبيقات التواصل الاجتماعي، كما يُمكن الإبلاغ عنهم للتخلّص من مضايقاتهم، أمّا في حال كانت التهديدات تتعلّق بالتسبب بإيذاء جسدي فيجب في هذه الحالة الاتصال بالشرطة.


حللت شركة إبسوس (Ipsos) نتائج استطلاع أُجري في الفترة الممتدة بين 23/ آذار إلى 6/نيسان لعام 2018 وقد شملت 20793 شخص تتراوح أعمارهم بين 18-64 عام في كُلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا إضافةً إلى 28 دولة أخرى، أظهرت تعرّض أطفالهم لشكل أو عدّة أشكال من التنمر الإلكتروني.

كما نُشرت دراسة عملها مركز أبحاث التسلط عبر الإنترنت عام 2019 أن الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 12-17 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية قد تعرضوا للتنمر بنسبة 36% في آخر 30 يوم، ومن هذه الحوادث ما يُقارب نسبته 22% كانت تتضمن نشر الشائعات عبر الإنترنت.